يبدو أن جريدة "شارلي إيبدو" رفعت السقف عاليا بتحديها لمشاعر المسلمين في كل أصقاع العالم، حيث من المرتقب أن تخصص عددها الجديد ليوم الأربعاء لرسوم ساخرة تتناول الذات الإلهية، وذلك أسبوعا واحدا فقط بعد الهجمات الدموية التي طالت مقر الصحيفة الأسبوع الماضي. وبعد أن أكد محامي الجريدة الفرنسية، التي قُتل خمسة من صحفييها على يد متطرفين قتلا أيضا في تدخل أمني، أن العدد الجديد سيتضمن رسوما ساخرة للرسول، نفت زينب الغزوي هذا المعطى، مبرزة أن العدد يحتوي على رسوم ساخرة من "الله شخصيا"، وفق تعبيرها. وأفادت الغزوي، وهي صحفية في هيئة تحرير "شارلي إيبدو"، في حديث مع إحدى القنوات الفرنسية، بأن العدد الجديد من الصحيفة يتضمن رسوما تسخر من الله نفسه، ومن السياسيين والأديان، وحتى الصحفيين الذين قتلوا لم يسلموا من الرسومات الساخرة" على حد قولها. وأكدت الصحافية المغربية أنها أنجزت العدد الجديد مع زملائها في "شارلي إيبدو"، مضيفة بالقول "لم أتذكر رسما ساخرا للرسول، ليس لأننا عدلنا عن ذلك بسبب الهجومات الإرهابية ضدنا، بل لأنه لم يكن حاضرا في إلهام الرسامين" على حد قولها. وتابعت الغزوي "هذا تقليد دأبت عليه الصحافة الساخرة في فرنسا، حيث لا زالت الجريدة تقوم بمهمتها كما من قبل، حيث اختارت مواجهة ما حدث بالسخرية"، مشيرة إلى أن "الصحيفة ليست لها حدود سوى تلك التي يضعها القانون الفرنسي لحرية التعبير". وزادت الصحافية المغربية "حدودنا أن لا نقذف الناس، ولا نرميهم بما لم يفعلوا، ولا نكتب عنهم أو نرسم خطابات تدعم العنف، أو الميز العنصري"، قبل أن تشدد على أنه عدا هذه الحدود فإن الصحيفة تنشر كل شيء دون مشكلة". وحول سؤال ما إذا كانت ذات الجريدة تستطيع بث رسومات أو مقالات تعادي السامية، أجابت الغزوي بأن الجريدة أعادت نشر رسوم ساخرة من نبي الإسلام سنة 2006، كما نشرت "شريعة إيبدو" سنة 2006، فتعرض مقر الصحيفة للحرق، فضلا عن دعاوى قضائية رفعت ضدها". ومضت المتحدثة تقول بأنه "يكفي أن يكون المرء قارئا لجريدة "شارلي إيبدو" ليدرك أن اليهود لم يسلموا أيضا من أقلام الصحفيين وريشات الرسامين"، وذلك ردا على تهمة تعمد الصحيفة معاداة المسلمين خاصة في مشاعرهم ورموزهم الدينية، دون أن تقدر على فعل ذلك مع اليهود. وفيما يرتقب الكثيرون فحوى عدد الأربعاء من الصحيفة المثيرة للجدل، فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حذر اليوم من "تكرار نشر الرسوم المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ومن "مغبة التمادي في الإساءة والازدراء بالإسلام بحجة القيم والحرية". وكان محامي الصحيفة قد أكد، في تصريحات سابقة، أنها تعتزم نشر رسم كاريكاتيري للنبي، يحمل عبارة "أنا شارلي"، تحت عنوان يقول باللغة الفرنسية "الكل يُغفر له"، في عدد قالت الجريدة إنها ستطرح منه ما يصل إلى ثلاثة ملايين نسخة، مقارنة بنحو 60 ألف نسخة في المعتاد.