اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الخميس، بالاستحقاق الرئاسي "المعطل" في لبنان، والعاصفة الثلجية في المنطقة، والاعتداء الإرهابي الذي استهدف أمس كلية الشرطة في صنعاء والمشهد السياسي في اليمن. كما اهتمت بعرقلة إسرائيل لعملية السلام في الشرق الأوسط، إلى جانب اهتمامها بالهجوم الإرهابي الذي استهدف أمس مقر أسبوعية (شارلي إيبدو) بباريس. ففي لبنان، كتبت (النهار) أن "عملية التغييب المتمادية للاستحقاق الرئاسي المعطل منذ أكثر من سبعة أشهر تزامنت مع موعد الجلسة ال17 لانتخاب رئيس الجمهورية أمس مع اشتداد العاصفة القطبية التي تضرب لبنان منذ يومين"، موضحة أن "الجلسة الانتخابية الأولى في 2015 تطير كسابقاتها، ولكن من دون أي أثر أو ضجيج، لترجأ إلى 28 يناير الجاري". وفي المقابل، تضيف الصحيفة، ارتفع منسوب الاهتمام السياسي بقناتي الحوار الثنائي بين (تيار المستقبل) و(حزب الله) من جهة، و(التيار الوطني الحر) و(القوات اللبنانية) من جهة أخرى، "في ظل تأكيد راعي الحوار الأول رئيس مجلس النواب، نبيه بري، تحقيق ايجابيات ملموسة في جولته الثانية، وإعلان رئيس حزب (القوات) سمير جعجع معطيات ايجابية عن التحضيرات للحوار الثاني". أما (السفير)، فتحدثت عن احتلال العاصفة (زينة) صدارة اهتمامات اللبنانيين، الذين وجدوا أنفسهم "مضطرين إلى تنظيم حياتهم على إيقاع العاصفة العاتية، التي حملت معها الثلوج والصقيع، وأعادت تذكير الناس ب(طقوس) فصل الشتاء العائد بقوة، بعد مروره العابر خلال العام الماضي". وقالت الصحيفة "إذا كانت (زينة) قد حملت معها في إحدى يديها الخير الوفير بعد جفاف، إلا أنها حملت في اليد الأخرى قطعا للطرق وانقطاعا في الكهرباء وإغلاقا للمدارس وأضرارا في بعض الممتلكات، فيما تساقطت الثلوج على ارتفاع 400 متر أحيانا، وتدنت درجة الحرارة إلى بضع درجات تحت الصفر في البقاع". وبخصوص مخيمات النازحين السوريين، تضيف الصحيفة، فإن للشتاء "قصة أخرى تفوح منها رائحة الموت، حيث نشبت معركة، ولو كانت هذه المرة مع الطبيعة، فبالمخيمات أصبحت الإمرة لجنرال (الثلج)، وإن كان يرتدي البزة البيضاء". ومن جانبها، وصفت (الأخبار) تأجيل جلسة انتخاب الرئيس بالبرلمان بقولها إنها مرت "على السكت، كسابقاتها من دون نتيجة تذكر، سوى تأجيلها إلى 28 من الشهر الجاري". إلا أنها أشارت إلى أن الفشل في انتخاب رئيس للبلاد، "تقابله نجاحات في سياقات أخرى، خارج عجلة الدولة الحقيقية. فالحوار بين (حزب الله) و(تيار المستقبل) على قدم وساق، وإن كان تخفيف الاحتقان المذهبي لا يصنع دولة، فيما يسير التحضير للحوار بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية (بين ميشال عون وسمير جعجع المرشحين الرئيسيين للرئاسة) على الخطى عينها، لتبقى الحكومة الهشة وآليات عملها العقدة الأبرز في اتفاقات ربط النزاع اللبناني، إلى حين". وفي سياق آخر، قالت (الجمهورية) إنه "لا صوت يعلو على صوت الإرهاب، خارجيا"، حيث دق الإرهاب أمس أبواب العاصمة الفرنسية، التي شهدت هجوما مسلحا على مقر صحيفة (شارلي ايبدو)، مبرزة أن العملية "استجلبت مواقف منددة بالعمل الإرهابي الجبان، فيما أخلت السلطات الإسبانية مقر مؤسسة "بريسا" الإعلامية في مدريد بعد تلقي طرد مريب". وفي اليمن، أدانت صحيفة (الثورة) بأشد العبارات الهجوم الإرهابي الذي استهدف أمس كلية الشرطة في العاصمة صنعاء وأسفر عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح، وكتبت، في مقال تحت عنوان "ثوروا على الإرهاب"، أن هذه الظاهرة آفة مدمرة، ومؤامرة مدبرة، لا تصنع الحياة ولا تنشد السلام، ولا تحقق العدل، ولا تنتج إلا الموت والدمار، ومزيدا من الدماء والأشلاء. وترى الصحيفة أن "قمع الإرهاب أمنيا وعسكريا، تحريا وتعقبا، دهما وتفتيشا، ضبطا وتحقيقا.. لا تكفي وحدها.. بل تحتاج لزاما أن تتحد معها على ذات الجبهة وللغاية نفسها جهود مجتمعية (...) اتحادا لا يهادن ولا يداهن، ولا يناور أو يساوم في التصدي لمنابع الإرهاب، وحواضنه، وجهات تمويله وتسهيل جرائمه، تمكينا أو تسترا أو تبريرا!." إن ردع الإرهاب، تضيف الصحيفة، "لا يجوز أن يغيب، ولا أن يظل مشروع قانون مكافحة الإرهاب مجمدا في مجلس النواب، وأن تظل عقوبات جرائم الإرهاب في تشريعاتنا رحيمة به، حليمة عليه، متهاونة معه، بإصدار أحكام لا ترقى عقوباتها حتى إلى عقوبات تعاطي المخدرات أو ترويجها". ومن جهتها، رصدت صحيفة (نيوز يمن) أبرز ردود الفعل الدولية المنددة بالهجوم الإرهابي الذي استهدف أمس كلية الشرطة في العاصمة صنعاء، مبرزة أن مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص لليمن جمال بنعمر أصدر بيانا أعرب فيه عن "بالغ أسفه لسقوط عدد من الضحايا والمصابين جراء هذا الحادث الإرهابي". وذكرت الصحيفة أن بنعمر استنكر استمرار استهداف المدنيين عبر هذه الجرائم البشعة، مسجلة أن بيان المبعوث الأممي "جاء خاليا من أي إشارة أو حديث عن الأوضاع السياسية في اليمن، أو دعوات موجهة للأطراف اليمنية بشأن مواقفها من العملية الانتقالية الجارية في البلاد". وبخصوص التطورات التي يعرفها المشهد السياسي في اليمن، كشفت صحيفة (نيوز يمن) عن توقيع جميع أعضاء لجنة صياغة الدستور أمس المسودة الأولى لدستور جمهورية اليمن الاتحادية، باستثناء ممثل تنظيم (أنصار الله) الجناح السياسي ل(جماعة الحوثي)، الذي يرفض تحديد الأقاليم في مسودة الدستور، ويعتبر ذلك "انقلابا" على البند العاشر من اتفاق السلم والشراكة. ونقلت الصحيفة عن مصدر وصفته بالمطلع قوله إن "أعضاء لجنة صياغة الدستور توافقوا أمس على المسودة الأولى، والتي تضمنت عشرة أبواب وثلاثة عشر فصلا وأربعمائة وستا وأربعين مادة"، مشيرا إلى أن 16 عضوا وقعوا على المسودة، فيما رفض عبد الرحمن المختار ممثل (أنصار الله) التوقيع. وفي مصر، خصصت صحيفة (الجمهورية) افتتاحيتها للاحتفالات بأعياد ميلاد المسيح عند المسيحيين الأقباط، مشيرة إلى أن كاتدرائية العباسية بالقاهرة، التي احتضنت هذه الاحتفالات، شهدت زيارات من قبل المسلمين لمشاركة الأقباط احتفالاتهم، في صورة وصفتها الصحيفة بأنها تجسد "مصر الواحدة". ومن جهتها، تحدثت صحيفة (الأهرام) عن عملية تجديد الخطاب الديني، مسجلة أن "شرط الخطاب الديني الصحيح أن يكون رشيدا ينبذ الخرافة ولا يناقض العقل الذي أمر الله بحسن استخدامه، ولا يقبل بتأويل كاذب يحبذ الجريمة ويحض على القتل، لأن عدوان المسلم على المسلم محرم في جميع الأحوال، أما عداون المسلم على غير المسلم فله شروطه الصارمة التي تجعله مقصورا على الدفاع عن النفس ورد الظلم والاستعباد". وأضاف أن تجديد الخطاب الديني ينبغي أن ينبني على الالتزام بتحقيق مصالح العباد، كواحد من أهم مقاصد الشريعة وأكثرها أولوية ومدعاة للالتزام ، فضلا عن الإيمان بكل الرسل. ومن جهتها، تناولت صحيفة (اليوم السابع)، في افتتاحية لها بعنوان "داعش في فرنسا"، الحادث الإرهابي الذي استهدف أمس صحيفة (شارلي إيبدو) في فرنسا مخلفا 12 قتيلا و10 جرحى، مشيرة إلى أن "التنظيمات الإرهابية تستقطب شبابا وفتيات من أوروبا نشأوا في مجتمع تعددي وديمقراطي لكنهم خضعوا لغسيل المخ المتطرف". وأكدت أن "الإرهاب أصبح تهديدا عالميا يحتاج لمواجهة كبرى، لأن أحدا لن يكون بمنآى عنه". ومن جهتها، أوردت صحيفة (الأخبار) مضمون اتفاق مصري كويتي يتم بموجبه الزيادة في واردات النفط الخام من الكويت إلى 100 ألف برميل يوميا بدلا من 56 ألفا. وأفردت صحيفة (الوفد)، من جانبها، ملفا كاملا بعنوان "انهيار عرش القطن"، لانعكاسات إجراءات رفع الدعم الذي كان مخصصا لمزارعي القطن في مصر. وقالت إن "غضبا عارما" يسود بين الفلاحين، وأنهم يطالبون بتعويضهم عن طريق تحويل الدعم الذي كان يقدم لهم إلى دعم نقدي، فيما أعلن بعضهم التخلي نهائيا عن هذه الزراعة، بينما دعا أرباب مصانع الغزل والنسيج إلى تدخل صندوق الموازنة في مواجهة هذا القرار الذي اعتبره البعض "غير مدروس ومخالف للدستور". وفي الإمارات، كتبت صحيفة (الاتحاد) عن مسارعة المواطنين والمقيمين داخل دولة الإمارات والجهات الحكومية والخاصة، إلى تقديم المساعدات والتبرعات، بهدف جمع وإرسال إغاثة عاجلة للاجئين السوريين في الأردنولبنان وللمتضررين في غزة وباقي الأراضي الفلسطينية من موجة البرد القارس التي تضرب بلاد الشام حاليا. وأبرزت الصحيفة أن التبرعات شملت، إلى جانب المساهمات النقدية، تقديم أغطية وملابس شتوية ومواد غذائية لمساعدة اللاجئين لتجاوز برد الشتاء القارس هذا العام الذي تصل فيه درجات الحرارة إلى 6 تحت الصفر مع وصول العاصفة الثلجية القوية (هدى) المصحوبة بأمطار غزيرة وثلوج وبرد. أما صحيفة (البيان) فدعت، في افتتاحية بعنوان "الأمن المشترك"، إلى إحياء الأمن العربي وإعادة صياغته بشكل جديد يعيد بناء أسسه ويجعله قابلا للتطبيق والانسجام مع المتغيرات الدولية والإقليمية والعربية والعمل على لم الشمل العربي. وأكدت على ضرورة مراجعة وتحديث ما تم التوصل إليه من آليات واتفاقيات ورؤى لحماية الدول العربية في ضوء المستجدات الطارئة عليه وفي مقدمتها مواجهة الإرهاب والعمل على تطبيق وتفعيل الاتفاقيات العربية بشأنها. واعتبرت أن تشكيل جبهة موحدة لمواجهة هذه التهديدات يفترض وجود ثقة متبادلة تشكل بوابة الأمن والاستقرار العربي وتسهم في محاربة التطرف والعنف الداخلي، مؤكدة وجود علاقة عكسية واضحة بين تأثير التطرف والعنف والتنمية الاجتماعية والاقتصادية. ومن جانبها، خصصت صحيفة (الخليج) افتتاحيتها للحديث عن الاعتداء الإرهابي على مقر صحيفة (شارلي أيبدو) في باريس، مؤكدة أنه مهما يكن الموقف من السياسات الفرنسية تجاه الإرهاب الذي تفشى في المنطقة العربية، ومهما يكن الموقف من صحيفة (شارلي ايبدو) في تعمدها المتكرر الإساءة إلى رموز إسلامية "إلا أن أي عمل إرهابي هو مدان بالمطلق لأنه يتعارض في الأساس مع القيم الإسلامية والإنسانية أيا كان الفاعل وأيا كانت الجهة التي تقف وراءه" . وفي قطر، كتبت صحيفة (الشرق)، في افتتاحيتها بعنوان "جريمة تنافي القيم الأخلاقية والإنسانية"، أن صدمة شديدة أصابت العالم أمس جراء "الهجوم الغادر الذي تعرض له مقر الصحيفة الفرنسية "شارلي إيبدو" وراح ضحيته صحفيون عزل، في مخالفة لكل الأعراف القانونية والإنسانية والدينية". وأكدت أن هذه الجريمة جاءت انتقاما من المسلمين لا للمسلمين، "ولا نعرف كيف وجد هؤلاء المتشددون مبرراتهم لقتل هؤلاء المدنيين العزل، حتى وإن كانوا مخطئين، فلا يجب الرد عليهم بهذا الأسلوب الإجرامي، وربما يستغل هذا الحادث الغادر للنيل من الإسلام أضعاف أضعاف ما تخيلوا أنهم ينتقمون له، وقد يدفع بفرنسا إلى اتخاذ مواقف متشددة من القضايا العربية". أما صحيفة (الوطن)، فقالت، في افتتاحية بعنوان "تكثيف الجهود العربية لمجابهة التحديات الفلسطينية"، إن إسرائيل عرقلت كل مساعي الفلسطينيين لإحلال السلام بما فيها داخل مجلس الأمن وأن ما يحدث حاليا من تطورات يثير القلق حقا، فإسرائيل لم تعد تخفي نواياها الحقيقية في رفض السلام. وأكدت أن الجهود العربية الفاعلة باتت مطلوبة حاليا أكثر من أي وقت مضي وأن ما يأمله الجميع الآن هو أن تتكثف الجهود من قبل الدول العربية والإسلامية لمؤازرة الفلسطينيين ومنع إسرائيل من تحقيق مبتغاها المتمثل في عرقلة عملية السلام العادل والشامل. ولا بد للمجتمع الدولي أن يقوم بما هو مطلوب من تضامن تمليه مواثيق الأممالمتحدة بهدف إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.