أيّاماً قلائلَ بعد نشر وزارة الصحة بلاغا تُهيبُ من خلاله بالأطباء والممرضين إلى المشاركة في مباريات التوظيف التي أعلنتْ عنها مؤخّرا، حتّى لا تضيع المناصبُ المالية المُخصّصة لهم، أعلن الممرضون المتخصصون في الفحص بالأشعّة عزْمهم عن الإقدام على خطواتٍ احتجاجية، لحثّ وزارة الصحّة على تخصيص مناصبَ مالية لهم. وأعلنت اللجنة الممثلة لخرّيجي شعبتي تقني في الأشعة والترويض الطبي بمعاهد تأهيل الأطر في الميدان الصحي، في مراسلة وجّهتها إلى وزير الصحة أنّ المُباريات التي تعلن عنها الوزارة "لا تُوزَّع فيها المناصب بشكل عادل بين جميع التخصصات الشبه طبيّة". ويشتكي ممرضو الفحص بالأشعة والترويض الطبي في الرسالة الموجّهة إلى وزير الصحة من إعطاء النصيب الأكبر لشعبة ممرض متعدد التخصصات، وفي أحيان -تضيف الرسالة- يكون عدد المناصب أكبر من عدد خرّيجي الشعبة المتبقين بعد اجتياز مباريات المراكز الاستشفائية الجامعية، وهو ما يروْنَ أنّه يُسْهِم في تضييع المناصب المالية. في المقابل، قالتْ وزارة الصحة في بلاغ سابق لها إنّها تبذل مجهودات من أجل توفير المناصب المالية لمواجهة الخصاص في الموارد البشرية، "لكن الاختيارات الشخصية لبعض الأطباء والممرضين، تفوت عليهم فرص الالتحاق بالمؤسسات الاستشفائية العمومية، وبالتالي ضياع هذه المناصب المالية". غيْر أنّ حمزة الخزاري خريج ممرض الدولة في الأشعة قالَ في تصريح لهسبريس إنّ المُشكلَ لا يكمن في عدد المناصب المالية التي تُعلن عنها وزارة الصحة، بلْ يكمن في عدم توزيعها بشكل عادل وبالتساوي على جميع التخصّصات، موضحا أنّ وزارة الصحّة تخصّص في أحيان مناصب مالية للمرضين متعدّدي التخصصات، والقابلات، أكثر من عدد الخرّيجين. هذا الوضع –يردف المتحدث- يؤدّي إلى ضياع المناصب المالية، في الوقت الذي يعاني الممرضون المتخصصون في الفحص بالأشعّة من شحّ كبير في المناصب المالية المخصّصة لهم، وضرب مثلا بالمباراة الوطنية التي أجريت خلال السنة الماضية، وتبارى فيها 96 من الممرضين المتخصصين في الأشعة على 36 منصبا ماليا فقط. وفي الوقت الذي تعزو وزارة الصحة ضياع المناصب المالية إلى "الاختيارات الشخصية للأطباء والممرضين"، مُعْلنة عن إجراء مباريات جهوية لتوظيف الأطباء والممرضين عبر استخدام المناصب المالية المتبقية من سنة 2014، والتي يبلغ عددها 384 منصبا، قال الخزاري إنّ عدد الممرضين المتخصّصين في الفحص بالأشعة العاطلين عن العمل يصل إلى أكثر من 280 ممرضة وممرض. ووصف المتحدّث مباريات المراكز الاستشفائية الجامعية التي أُعلن عنها خلال السنة الماضية ب"الكارثية"، وبلغة الأرقام أوضح أنّ المستشفى الجامعي بالرباط لمم يتجاوز عدد المناصب التي أعلن عنها في تخصص الفحص بالأشعّة 6 فقط، تبارى عليها 176 ممرضا وممرضة، بيْنما لم يتجاوز عدد المناصب المُعلن عنها 5 في وجدة، ومنصبا واحدا في فاس. ويستعدّ الممرضون المتخصصون في الفحص بالأشعة لخوض وقفتيْن احتجاجيتين وطنيّتين يوميْ 12 و 18 يناير الجاري أمام مقرّ وزارة الصحة بالرباط، وأوضح الخزاري أنّ اختيار موعد الوقفة الثانية جاء ليتزامن مع المباراة الوطنية التي أعلنتْ عنها وزارة الصحة، "لنقول للسيّد الوزير بأننا مقصيون من هذه المباراة، وبأنّ المباريات التي تعلن عنها الوزارة لا توجد فيها عدالة بين الشّعب"، بحسب تعبيره.