نظمت لجنة التنسيق الوطنية للممرضات والممرضين المعطلين، زوال أول أمس الأحد، وقفة احتجاجية أمام البرلمان، بعد مسيرة انطلقت من ساحة باب الحد بالعاصمة الرباط، احتجاجا على مشروع قانون الخدمة المدنية الإجبارية، وكذا من أجل المطالبة بخلق مناصب شغل والتعجيل بالإعلان عن مباريات توظيف الممرضات والممرضين، مرددين شعارات تسائل الحكومة وتطالب وزارتها المكلفة بتدبير القطاع بحوار يشرك ممثلي هذه المهنة. وتحت شعار "لا للإجبار نعم للخدمة" و" الحكرة في التوظيف" وغيرها من الشعارات، أعلن الممرضون المحتجون استعدادهم للخدمة في المناطق النائية، شريطة أن تكون هذه الخدمة مقرونة بالتوظيف، مطالبين بالتوزيع العادل للمناصب المالية المتبارى عليها بين جميع التخصصات، وعدم التأخر في الإعلان عن مباريات توظيف الممرضين لسنة 2016. وفي هذا الصدد، أفاد حمزة الخزاري، مسؤول لجنة التنسيق الوطنية للممرضين المعطلين، أن هذه الوقفة جاءت أيضا احتجاجا على ما اعتبره "شحا في مناصب الممرضين"، مشيرا إلى عدم توفير مناصب الشغل للمرضين من طرف وزارة الصحة، الأمر الذي - حسب رأيه- أدى إلى تراكم دفعتي 2014 و2015، مستدلا بالمباراة التي نظمها، مؤخرا، المركز الاستشفائي ابن سينا والتي تبارى فيها 2783 مترشحا من أجل 231 منصب شغل، والتي شملت جميع التخصصات كالتخصص في الأشعة وفي القبالة وفي الترويض الطبي وغيرها من التخصصات التي قدر عددها ب 18 تخصصا، الأمر الذي تُرجم إلى اكتظاظ على مستوى الخريجين في هذا القطاع، ويرجع سبب ذلك، حسب قوله، إلى "قلة المناصب المالية لسنة 2014، إضافة إلى أنه لم يعلن بعد عن مباريات الممرضين لهذه السنة 2015"، معتبرا ذلك "تماطلا" من طرف الوزارة المعنية. ومن جانبه، صرح جواد العين خريج معهد الرباط تخصص العلاج الفحص بالأشعة، أن مشكل تراكم المعطلين من خريجي شعبة التمريض بلغ أشده في الآونة الأخيرة، مشيرا إلى أن نسبتهم تفوق الخمسة آلاف خريج معطل، في الوقت الذي تعتزم الوزارة الإعلان عن 1400 منصب مالي، مضيفا أن معظم هذه المناصب تتوزع على تخصصات معينة، منها القبالة والتمريض المتعدد التخصصات، في حين أن مجموعة من التخصصات لا تخصص لها المناصب الكافية، وفق تصريحه ل "رسالة الأمة". هذا، وقد فند المصدر ذاته، ما اعتبره ادعاءات خاطئة لوزارة الصحة بخصوص رفض الممرضين المتخرجين العمل في المناطق النائية، موضحا أن الممرضين الذين تم استدعاؤهم من طرف الوزارة استجابوا للخدمة، رافضا إجبارية الخدمة التي يعتبر أنها لا تقدم حلا جذريا لإشكالية تدبير الموارد البشرية في قطاع الصحة. وعلى هامش هذه المسيرة، أعلنت لجنة التنسيق الوطنية للممرضات والممرضين المعطلين تضامنها مع طلبة الطب الذين اختارت الحكومة مواجهة مطالبهم بالهراوات، مشيرا إلى أنهم يتقاسمون معهم نفس المطالب.