ينضوي الدين تحت لواء "الثالوث المحرم" بعبارة بوعلي ياسين الثلاثية المتمثلة في "الدين والجنس والصراع الطبقي"عالج فيه الدين كموضوع دراسة علمية ، الجنس كمجال للتنوير والتثقيف، والصراع الطبيعي كأداة نظرية وعملية للتحول الاجتماعي، الطبقات والفئات المتسلطة تحرم البحث في هذه المجالات مكتفية بشتمها بالإلحاد والإباحية والشيوعية على حد قوله يعرف الدين عادة بأنه الاعتقاد المرتبط بما فوق الطبيعة أي المقدس الإلهي كخالق ومشرع للقوانين المتعلقة بالكون والحياة فيما ينظر إليه علماء الاجتماع على أنه مجموعة من المثل والقيم والخبرات التي تتطور ضمن المنظومة الثقافية للجماعة البشرية هدا وقدم دانيال في كتابه "سوسيولوجيا الدين" مجموعة من الأطروحات البحثية في مدارسة علم اجتماع الأديان منها معالجات ماركس و انجلز في إطار نقدي للدين ، و النظرة المقدسة للدين عند دوركايم ودوره في الإصلاح الاجتماعي إن الدين، حسب تعريف ايرش فروم لا ينفك عن الجماعة، والجماعة تحيل على الاجتماع، فهي بذلك وترمز إلى التعايش، فأينما وجد الدين اجتمع الناس فاجتماعهم منوط بأفكار توحدوا عليها عن طريق التقائهم في معتقد معين وفي سياق معين أيضا وهنا تكمن علاقة الدين بالمجتمع المتينة والمترابطة بحيث يصعب تخيل مجتمع قائم بدون دين فهو أساس اجتماع الناس وله الدور الأبرز في السلوك الحياتي المجتمعي فما من فعل إنساني إلا وله دافع ديني وهدا يتجلى خاصة في الطقوس الدينية كالصلاة على سبيل المثال من جهة يؤكد ماكس فيبر في دراسته لتأثير' الأخلاق البروتستانتية على الرأسمالية ' كما قال ريمون آرون على قضيتين، الأولى"أن سلوك الأفراد في مختلف المجتمعات يفهم في إطار تصورهم العام للوجود وتعتبر المعتقدات الدينية وتفسيرها إحدى هذا التصورات للعالم والتي تؤثر في سلوك الأفراد والجماعات بما في ذلك السلوك الاقتصادي" والثانية "إن التصورات الدينية هي بالفعل إحدى محددات السلوك الاقتصادي ومن ثم فهي تعد من أسباب تغير هذا السلوك. على أن فيبر لم يعالج الجوانب المختلفة للدين بوصفه ظاهرة اجتماعية بل اكتفى بدراسة الأخلاقيات الاقتصادية للدين ويقصد منها ما يؤكد عليه الدين من قيم اقتصادية" من جهة أخرى وخلافا ل "دوركايم " الذي ينظر إلى الدين بقداسة ويبرز دوره في الإصلاح الاجتماعي نجد معالجة ماركس و انجلز في إطار نقد الدين وهدا ما تؤكده مقولة ماركس الشهيرة" الدين أفيون الشعوب" لعدة اعتبارات منها تسلط رجال الكنيسة في فترة ماركس ومنعهم للعلم وتحصيله وغيرها هدا ويروي بن رشد خطورة الدين في الحياة عند الجاهل بتعاليم الدين ومقاصده مما يجعله ساقطا في طاعة حكم باطل مغلف بغلاف ديني حيث يقول في هدا الصدد" إدا أردت أن تتحكم في جاهل عليك أن تغلف كل باطل بغلاف ديني" تختلف الآراء حول الدين فهناك من يعتبره قانون روحي فقط يصلح للجانب النفسي للإنسان ولا دخل له في الحياة السياسية مثلا في المقابل يرى رجال الدين والمتخصصون في المجال أزليته و سلطته المطلقة في كل المجالات معتمدين في دلك على قصص أنبياء الدين على مر التاريخ الدين كانوا أئمة مسجد ورجال دولة بحيث تجد الدين في حياتهم كلها واليه يرجعون في خلافاتهم خلاصة القول يمكننا أن نؤكد من خلال مختلف القراءات التي أدرجنا انه لا يمكننا حصر الدين في مجال معين لدراسته وانه عند المعالجة يجب استحضار العوامل السوسيوثقافية والتاريخية التي أدت لظهور الدين ومن ثم دراسة مداه في الحياة وتصوره لما بعد الموت