أفردت الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء بأمريكا الشمالية حيزا هاما للتعليق على تداعيات تقرير الكونغرس الأمريكي حول تقنيات التعذيب التي تتبعها ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، وسياسة الهجرة للرئيس باراك أوباما، والتوتر بين حكومة إقليمكيبيك والنقابات حول الزيادة في الأجور. وواصلت صحيفة (نيويورك تايمز) تحليل مضامين تقرير لجنة الاستخبارات بالكونغرس الأمريكي حول طرق التعذيب المتبعة من طرف (سي آي إيه)، معتبرة أن ضعف تجربة الوكالة في مجال الاستنطاق ورغبتها في الحصول على المعلومات بأسرع الطرق الممكنة دفعها لتبني هذه الممارسات. وأضافت أن اختيار الضابط الأساسي المكلف بالاستجوابات، ويتعلق الامر بطبيب نفسي وضابط سابق بسلاح الجو، كان يقوم على البحث والتدقيق الضروريين من أجل تحليل فعالية ومدى قانونية مقاربته، مضيفة أن قرار توظيف مستجوبين جدد تم اتخاذه في أقل من 24 ساعة. وأشارت (نيويورك تايمز) إلى أن عملاء وكالة (سي آي إيه) المعنيين ببرنامج الاستجواب عزوا سرعة توظيف المستجوبين الجدد إلى سبب واحد : اليأس. وفي السياق ذاته، حذرت صحيفة (بوليتيكو) من أن تحميل عملاء وكالة الاستخبارات المركزية وحدهم المسؤولية قد يفتح الطريق أمام ظهور "جلادين آخرين في المستقبل"، كما قد يسهل اللجوء إلى مثل هذه الممارسات في المستقبل. وأشارت الصحيفة الإلكترونية إلى أن وضع (سي آي إيه) لوحدها في المرمى هو "أمر غير عادل"، معتبرة أن انتقاد استعمال التعذيب ضد الإرهابيين المشتبه فيهم دون إدانة التعذيب في حد ذاته يمكن أن يمهد الطريق للإدارات المقبلة لأن تقوم بممارسات مماثلة، لكن بطرق "أفضل". على صعيد آخر، كتبت صحيفة (واشنطن بوست) أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي يستعد لمعركة قانونية وسياسية ضد الجمهوريين بشأن سياسة الهجرة، يسعى إلى الاستفادة من دعم اللاتينيين من أجل الفوز بالمعركة. وأضافت أن دعم الأمريكيين من أصول لاتينية، والذين ستحمي سياسة أوباما في الهجرة حوالي 4 ملايين من بينهم من خطر الترحيل في حال اعتمادها، سيكون حاسما بالنسبة للرئيس في مواجهة الجمهوريين الذين أعربوا عن عزمهم مواجهة خطته سواء عبر تجميد الأموال الضرورية لتنفيذها أو عبر الطرق التشريعية. بكندا، اعتبرت صحيفة (لو دوفوار) أن نقابات المستخدمين العموميين تلقت بغضب كبير "المقترحات المهينة" لحكومة كويار بشأن تجديد الاتفاقيات الجماعية لسنة 2015 لمدة 5 سنوات، مضيفة أن الحكومة اقترحت تجميد الأجور للسنتين المقبلتين، وإقرار زيادة بنسبة 3 في المئة خلال الثلاث سنوات المتبقية، مقابل مطالب نقابية بزيادة تصل إلى 13,5 في المئة خلال 3 سنوات، وذلك لسد الفجوة بين أجور موظفي القطاع العام وأجراء القطاع الخاص. في مقال آخر، أشارت الصحيفة إلى أنه بالنظر إلى الفارق بين مقترحات الحكومة ومطالب النقابات يبدو أنه من الصعب التوصل إلى اتفاق متفاوض بشأنه بين الطرفين، مستدركة أنه بالرغم من أن المفاوضات ما تزال في بدايتها ومن السابق لأوانه التكهن بنتيجتها، إلا أن الحكومة قدمت مقترحات يمكن اعتبارها "الأكثر راديكالية" خلال السنوات الأخيرة. وفي مقال بعنوان "خريف ساخن"، أبرزت صحيفة (لو سولاي) أنه يجب الحذر من مقترحات الحكومة والمطالب الأولية للنقابات لتشكيل أرضية لانطلاق المفاوضات لتجديد الاتفاقيات الجماعية خاصة في ظل السياق السياسي والمالي الذي يشهده الإقليم حاليا، معتبرة أن الحكومة وصفت مطالب النقابات ب "غير الواقعية" فيما اعتبرت هذه الأخيرة مقترحات الحكومة ب "المهينة". على صعيد آخر، كتبت صحيفة (لا بريس) أن مكتب الاستماع العمومي حول البيئة بكيبيك خلص، في تقريره الذي نشر أمس الاثنين، إلى أن استغلال حقوق غاز الشيست ستضر بالحصيلة البيئية بالإقليم دون ان يساهم ذلك في الحصول على عائدات مالية مهمة كافية لتغطية مجمل النفقات، مشيرة إلى أن استغلال الحقول الموجودة جنوبكيبيك قد يؤدي إلى سلسلة من الأضرار البيئية خاصة ما يتعلق بجودة الهواء والضجيج تلوث المياه السطحية والباطنية. وبالمكسيك، كتبت صحيفة (ال يونيفرسال) أن كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي أوليفييه بلانشار حذر السلطات من أن الإصلاحات الهيكلية و"التطلع إلى المستقبل" غير كاف لوحده للتقدم إذا لم تتحسن الظروف الأمنية بالمكسيك، معتبرا أن الوضع الأمني سيؤثر في نهاية المطاف على النمو. وأضافت الصحيفة أنه أمام الارتفاع المحتمل في أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) والذي قد يؤدي إلى هروب رؤوس الأموال من أمريكا اللاتينية، فإن صندوق النقد الدولي يعتبر أن المكسيك ليس "في خطر كبير، لأن هناك اعتراف واسع النطاق بأن السياسات النقدية والمالية بالبلاد هي متينة ومسؤولة". أما صحيفة (لاخورنادا) فتطرقت للتقرير الصادر عن منظمة البلدان الأمريكية للصحة وصندوق الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) والذي كشف عن تسجيل انخفاض في عدد الأطفال الذين ولدوا مع فيروس نقص المناعة المكتسبة (السيدا) في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي بنسبة 78 في المئة بين عامي 2001 و2013. ببنما، واصلت صحيفة (لا برينسا) متابعة تطورات الاختلالات المالية ببرنامج الدعم الوطني، مبرزة في هذا الصدد أن المدعي العام المساعد المكلف بمحاربة الفساد وضع، أمس الاثنين، أحد المديرين السابقين للمؤسسة العمومية رهن الإقامة الجبرية بعد استنطاقه لعدة ساعات وإدلائه باعترافات تورط رجال أعمال معروفين وموظفين سامين من الحكومة السابقة في إبرام صفقات بقيمة 45 مليون دولار لتوريد مواد غذائية بأثمنة جد مرتفعة مقارنة بأسعارها الحقيقية في الأسواق. من جانبها، أبرزت صحيفة (بنماأمريكا) أن رئيس الجمهورية خوان كارلوس فاريلا خرج عن صمته ليدافع عن منح الحكومة للنواب البرلمانيين وصولات خلال فترة أعياد الميلاد لاقتناء هدايا للأسر المعوزة بدوائرهم الانتخابية وذلك بعد الانتقادات الكبيرة التي وجهت لهذا الإجراء، مشيرا إلى أن هذه الوصولات، التي تبلغ قيمة الواحد منها 25 ألف دولار، هي "مجرد مساعدة تحاول الحكومة إيصالها للمواطنين المحتاجين عبر قناة النواب البرلمانيين".