لم يكن المقال المثير والجريء الذي نشره أحمد الريسوني، المختص في "الفقه المقاصدي"، والذي صنف خلاله من سماهن "النساء الجدد"،و"نساء الحداثة" بأنهن ينقسمن إلى أصناف عديدة، وينجذبن إلى "المتعة والفرجة والتجارة والإجارة والإثارة"، ليمر دون ردود أفعال غاضبة منه. بيت الحكمة الذي يجمع العديد من الناشطات النسائية خرج ليستنكر توصيفات الرئيس الأسبق لحركة التوحيد والإصلاح معتبرا أن فضل اللعب على وتر لغوي يخلق الانطباع بأنه يغرف من "الأخلاقيات" حماية للمجتمع، غير أنه يترجم حقيقة تصوره للمرأة التي لا تصلح حسب فهمه إلا للبيت و"للمناشط الخاصة" وخدمة الرجل"، واصفا اللغة التي استعملها "تنم عن عقلية ضاربة في التخلف، والرجعية، والفهم الساقط للمجتمع، وللتاريخ، وللسياسة، فيوزع الوظائف، ويقسم المجتمع وفق انظمة، وغايات تخدم مقاساته، واغراضه التحكمية". وقال بيت الحكمة في بيان له توصلت هسبريس بنسخة منه أنه تلقى باستنكار واستهجان شديدين، ما نشره مؤخرا المسمى عالم المقاصد المغربي أحمد الريسوني، بخصوص ما أسماه أصناف "النساء الجدد"، "نساء الحداثة"، واصفا معجم العالم المقاصدي بأنه "مبتذل لا يليق بشخص يدعي الاشتغال الفقهي على المقاصد. واستغرب بيان بيت الحكمة كيف أن الريسوني "لم يقدم فيما سماه التصنيفات نماذج من النساء المغربيات المكافحات، والعاملات، والمتفوقات، والعبقريات، والرائدات في مختلف مناحي الحياة العامة، متهما إياه بالمس المباشر بكرامة النساء المغربيات من خلال هذه التصنيفات المتخلفة". إلى ذلك قال البيان إنه "ليست أول مرة يتهجم فيها من يحمل صفة" نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، ومن يختبئ وراء "فقه المقاصد" على المرأة المغربية، وعلى المكتسبات الحقوقية التي ناضلت من أجلها، وتناضل من أجل تحصينها وتطويرها"، معتبرا "هذه الخرجات الجديدة تتزامن مع تهجمات أخرى تستهدف المس من كرامة النساء، إما بتصويرهن في الشارع العام بدون موجب قانون، أو نعتهن بأوصاف قدحية للمس من نضاليتهن". واستغرب البيان تزامن ما وصفها بالحملة التي تقاد ضد. مغربيات مه "مرحلة تسعى فيها بلادنا مدعومة بعموم القوى الحية إلى ترجمة المضامين الدستورية المتعلقة بالمساواة والمناصفة والمضي قدما نحو تحقيق المزيد من المكتسبات". وأضاف بيان بيت الحكمة في هذا الاتجاه "هذا بالضبط ما يزعج الأصوات المحافظة، والرجعية التي توزع الأدوار فيما بينها في كل محطة، ومناسبة للتهجم على النساء المغربيات المناضلات، والنيل من كرامتهن، وسمعتهن بخلفيات تتستر وراء مقولات متخلفة، ودعاوى غريبة عن التطور المجتمعي، ومنطق التطور التاريخي"، متهمة إياها (القوى المحافظة) "بمعاكستها لارادة بلادنا المتطلعة إلى تمكين المرأة المغربية من حقوقها، وايلائها المكانة التي تستحقها لربح رهانات التقدم، و المساواة ،والتحديث المجتمعي".