سجل المكتب الإداري لجمعية "بيت الحكمة"، في بيان صادر عنه، ب"استغراب شديد الهجوم الأخير على مؤسسات الدولة والمجتمع من قبل أحمد الريسوني، الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح، ورئيس رابطة علماء أهل السنة، حيث عمد في مرحلة أولى إلى "تلحيد" جزء من المجتمع والدولة، ثم إلى انتقاد أسس مقوماتها الدينية بشكل غير مسبوق، ومن خلال ذلك مهاجمة النظام السياسي القائم". اعتبر البيان أن الخرجات الأخيرة للريسوني "غير معزولة عن خلفياتها العقدية التي تغرف من الإيديولوجية الوهابية، واستراتيجيتها في هذه المرحلة بالذات، تلتقي مع أطراف عديدة في الداخل والخارج، تروم التشكيك في مصداقية الدولة والتشويش على استقرارها من خلال مهاجمتها بالقول بأن مؤسساتها أصبحت رهينة في أيدي الملحدين، وانتقاد أسس مقوماتها الدينية بدفوعات بعيدة عن النقاش الفقهي الراشد، وبمنطق يثير التشكيك في أسس الوحدة والتماسك الوطني في مرحلة خاصة تعتبرها بعض الأطراف فرصة لفرض هيمنتها على البلاد باسم التدافع الديني". حاول البيان الاستدلال على هذه الخلاصة بالتذكير بأن "هجومات أحمد الريسوني العائد من مجمع جدة، والذي يختبىء وراء الفكر "المقاصدي" تغرف بشكل واضح من ثقافة التطرف... فمهاجمة الفنون، وتحقير ثقافة حقوق الإنسان، والمساواة بين الرجل والمرأة، والتشنيع بفلسفة الحريات والحداثة، والتهكم من الأمازيغية، وتلحيد الدولة والمجتمع تلتقي في نهاية المطاف مع ما اعتمدته بعض الجماعات الدينية المتطرفة التي كفرت المجتمع والنظام لزعزعة السلطة السياسية." كما نبهت جمعية "بيت الحكمة" إلى "عدم صدور أي موقف عن الحكومة المغربية بشأن هذه التصريحات رغم خطورتها"، مؤكدة أنها "تسعى إلى المس بالاستقرار السياسي للدولة ولإجماعها الوطني، وهي مقدمة لإثارة الفتنة والنعرات الطائفية".