اختار الأمير خالد الفيصل، رئيس مؤسسة "الفكر العربي"، مدينة الصخيرات، غير بعيد عن شاطئ المحيط الأطلسي، لتقديم تقرير مؤسسته الذي يتناول موجات "الربيع العربي" التي داهمت، في سنوات قليلة مضت، المنطقة من المحيط إلى الخليج. الفيصل، الذي افتتح اليوم، حفل تقديم التقرير العربي السابع للتنمية الثقافية، والذي حمل عنوان "العرب بين مآسي الحاضر وأحلام التغيير: أربع سنوات من الربيع العربي"، قال إن هدف المؤسسة التي يشرف عليها هو "نقل الرأي والفكرة لكل إنسان عربي سواء كان في موقع المسؤولية أو موقع المواطنة". من جهته أثنى محمد أمين الصبيحي، وزير الثقافة، على هذه المؤسسة الفكرية، ساردا أهدافها التي وصفها بالنبيلة، كما أثنى على الأمير السعودي الذي وصفه برجل العلم والفكر، ورجل الدولة والقرار". هنري العويط، المدير العام لمؤسسة الفكر العربي بدأ بالحديث عن المملكة المغربية، المستضيفة للنشاط ، معتبرا أن "تجربة المغرب في الانتقال تعتبر رائدة وترقى إلى مستوى النموذج". وفصل العويط في ماهية التقرير، موضحا أن نسخة هذه السنة تعنى بتوصيف وتحليل واستشراف ظاهرة شكلت مفصلا تاريخيا للعرب بأسرهم، وهي ظاهرة ما سمي ب"الربيع العربي" بعد أربع سنوات من أحداثه ومضاعفاته. التقرير جاء متضمنا لستة أبواب، حيث تناول الباب الأول الأحداث وتحولاتها في تونس، ومصر، وليبيا، واليمن وسورية، من خلال مجراها المباشر في كل بلد على حدة، وما شهدت من متغيرات في أنظمتها السياسية وفي بنيتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. الباب الثاني خصص لقراءات معرفية تخصصية في "الربيع العربي" على المستويات الأنثروبولوجية والسوسيولوجية والعسكرية والفلسفية والدينية والمجتمعية والتكنولوجية. أما الباب الثالث من التقرير فكان عبارة عن رؤية استشرافية في مآلات "الربيع العربي" اضطلعت بها مجموعة من الكتاب والمحللين للتبصر في التحولات المستقبلية ل"الربيع" وانعكاسه على الدول العربية كافة. التقرير حاول قراءة انعكاسات الحراك الشعبي على دول مجلس التعاون الخليجي، من خلال تخصيص دراسات للبحرين والكويت وأخرى تتحدث عن الجمهوريات والملكيات في عواصف "الربيع العربي". الباب ما قبل الأخير اختار ضم الأبحاث والدراسات التي تناولت "الربيع" في مرآة الخارج الإقليمي كتركيا و إسرائيل و إيران، وكذلك في مستواها الدولي من خلال أبرز ما ظهر في الإعلام، وما تناولته الصحافة على أنواعها، وفي المجلات الأكاديمية، وما صدر من كتب عن دور نشر ومراكز بحثية سواء باللغة العربية أو اللغات الإقليمية والدولية. آخر الأبواب انطوى على قراءة للأحداث من خلال النتاج الفكري والثقافي والعربي والأجنبي، والذي تجلى في نتاج الأدباء والفنانين في مختلف ميادين الأدب والفن، من رواية وشعر وفن تشكيلي وغرافيتي وسينما ومسرح.