قال الدكتور هنري العويط إن ما قامت به المملكة المغربية في اطار الربيع العربي يمثل تجربة رائدة ترتقي الى مرتبة النموذج الذي يمكن الاعتداد به بحسن تدبر ما يتخبط به عالمنا العربي من أزمات، وما يواجهه من تحديات. وأضاف هنري العويط، المدير العام لمؤسسة الفكر العربي في مؤتمر صحفي أول أمس بقصر المؤتمرات بالصخيرات من أجل إطلاق التقرير العربي السابع للتنمية الثقافية، لنا سعادة كبيرة لإطلاق هذا التقرير بهذا البلد العريق المضياف الذي استطاع أن تكون له تجربة خاصة في مرحلة الربيع العربي، وأن يكون نموذجا بالرغم من أننا نعرف أن لكل بلد عربي خصوصياته الفريدة، لكن التجربة المغربية جديرة بالتفكير والتأمل، كبلد غني بالتنوع واستطاع أن يتدبر هذا التنوع ويوافق تطلعات المواطنين وارادة المعارضة ومطالب كل الأحزاب السياسية الأخرى، وأن يقدم نموذجا. خلال هذا المؤتمر الصحفي، لتقديم التقرير العربي السابع للتنمية الثقافية: «العرب بين مآسي الحاضر وأحلام التغيير، أربع سنوات من «الربيع العربي»، شدد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربي، على أنه لا يدعي كونه من المثقفين أو المفكرين وإنما يشرفه أن يكون في خدمة الثقافة العربية والفكر العربي، مبرزا في السياق ذاته أن هذا التقرير السنوي الذي سهرت عليه نخبة من المفكرين والمثقفين العرب، يضم بين صفحاته العديد من البحوث والدراسات خلال هذه الأربع السنوات التي مرت على ما يطلق عليه «الربيع العربي.» وسجل رئيس مؤسسة الفكر العربي في نفس الوقت أن هذه المؤسسة تنقل من خلال هذه الدراسات والبحوث، الأفكار والآراء المختلفة والمتعددة للمواطن العربي في موقع المسؤولية وفي موقع المواطنة، منبها إلى أنه داخل هذه المؤسسة «لا نخرج بقرارات أو توصيات وإنما أفكار يتلقاها المواطن وهو من يقيم عمل المؤسسة وهو من يقرر في الأخير ويبادر». واعتبر هنري العويط أن هذا التقرير مرجع ومنهل لصناع الرأي وأصحاب القرار السياسي والباحثين والكتاب والمثقفين والأكاديميين وطلبة الدراسات العليا والاعلاميين، بل لجميع المعنيين والمهتمين بحاضر العالم العربي ومستقبله. وللإشارة فإن هذا التقرير يتألف من ستة وخمسين بحثا، توزعت على ستة أبواب مستقلة ولكنها متكاملة. ولا يتجلى استقلالها في الحرية المعطاة للقارئ للشروع في قراءة الباب الذي يختاره من غير أن يكون مضطرا الى احترام تسلسل الأبواب فحسب، بل أيضا للاقتصار على مطالعة واحد أو أكثر من هذه الأبواب. كما أن التقرير قد تطرق الى الأحداث وتحولاتها في تونس، مصر، اليمن، ليبيا، وسورية ، وقد أفرد في صفحاته قراءات معرفية وتخصصية في «الربيع العربي» ، بالإضافة الى تضمنه على ترسيمات رؤيوية لمستقبل الوطن العربي، ووجهات نظر خليجية في الثورات العربية، فضلا عن باب خاص « ربيع العرب» في مرآة الخارج الاقليمي والدولي»، فضلا عن جزء آخر مخصص ل» الربيع العربي» في النتاج الثقافي والأدبي والفني. ويذكر أن هذا المؤتمر الصحفي قد حضرته، فعاليات رسمية كوزير الثقافة المغربي محمد أمين الصبيحي الذي قدم كلمة بالمناسبة، ثم فعاليات ثقافية وطنية وعربية، ورجال ونساء الاعلام الوطني والعربي، وسينعقد المؤتمر 13 لمؤسسة الفكر العربي في جلسات مغلقة.