سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مؤسسة الفكر العربي تختار المغرب لإطلاق تقريرها حول التنمية الثقافية باعتباره نموذجا للإصلاح يحتذى في المنطقة العربية
التقرير يناقش أحداث 'الربيع العربي' وتحولاتها في البلدان المعنية
يتوزع التقرير على ستة أبواب، تناول أولها قراءة الأحداث وتحولاتها، من خلال مجراها المباشر في بلدان "الربيع العربي" (تونس، ومصر، وليبيا، واليمن، وسوريا) في كل بلد على حدة. وقال الأمير خالد الفيصل، رئيس مؤسسة الفكر العربي، إن "التقرير يحمل في طياته الكثير من الأفكار والدراسات والبحوث، التي تسهر عليها نخبة من المثقفين والمفكرين في الوطن العربي". وأضاف الأمير خالد الفيصل، في كلمة في افتتاح أشغال المؤتمر، أن "رسالة مؤسسة الفكر العربي هي نقل الفكرة والرؤية للمواطن العربي في موقع المسؤولية والمواطنة، ونحن، في المؤسسة، لا نخرج بقرارات ولا توصيات، وإنما بأفكار نطرحها، فيتلقاها المواطن العربي، وهو الذي يُقدّر ويختار ما يصلح منها، ويقيّم عمل المؤسسة". من جهته، قال محمد أمين الصبيحي، وزير الثقافة، إن "اختيار مؤسسة الفكر العربي لانعقاد مؤتمرها السنوي الثالث عشر على أرض المغرب ينم عن عمق تمثلكم للوضع العربي الراهن، بكل مخاضاته الفكرية والسياسية وتحولاته الاقتصادية والمجتمعية، وتساؤلاته المعرفية والثقافية الكبرى"، معتبرا أن "استهلال أشغال المؤتمر بتقديم التقرير العربي السابع للتنمية الثقافية، الذي يرصد ويعالج واقع الأمة العربية في سياق تاريخي غير مسبوق، من خلال مدارسة الوقائع والأحداث بالمنطقة العربية خلال الأربع سنوات الأخيرة، يُعد مدخلا منهجيا لتناول قضايانا العربية الراهنة بكل جدية وعقلانية لاستشراف مستقبل أفضل". وأضاف الوزير أن هذا التقرير يعتبر المحطة السابعة ضمن سلسلة من التقارير، التي دأبت على إعدادها سنويا مؤسسة الفكر العربي، لتعميق الدراسات والأبحاث وبلورة المشاريع والرؤى المستقبلية للمنطقة العربية، وتنمية مواردها ومؤهلاتها البشرية والاقتصادية والسياسية والثقافية بناء على مقاربات علمية دقيقة ورصينة. وذكر أن التقارير الستة، التي أصدرتها المؤسسة خلال السنوات الماضية، تناولت مجموعة من القضايا المتصلة بالتكامل الاقتصادي العربي، والتنمية المتعددة الأوجه في مجالات التعليم، والثقافة، والتكنولوجيا الحديثة، إضافة إلى معالجتها للقضايا المؤسساتية في مجال وضع السياسات الثقافية والإعلامية، وتأهيل الموارد البشرية وتطوير الخبرات والكفاءات، مبرزا أنه كان لهذه التقارير بالغ الأهمية والتأثير من حيث أهميتها الموضوعاتية والاستشرافية، وعمقها الفكري ورصانتها العلمية، وأن الكثير من خلاصاتها وقع الاسترشاد بها من طرف العديد من المؤسسات الرسمية في البلدان العربية، نظرا لوجاهتها وإضافتها النوعية. وأضاف أن "المغرب، وهو يحتضن هذا المؤتمر المهم، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، بما له من عمق تاريخي وحضاري عريق في الواجهة الغربية للعالمين العربي والاسلامي، وما راكمه عبر تاريخه الممتد، وشخصية شعبه الأصيل المنفتح على مختلف الثقافات المشكلة للهوية واللحمة المغربية بكل روافدها الأمازيغية والعربية والحسانية والأندلسية والإفريقية والمتوسطية، يجعله واعيا كل الوعي بأهمية الثقافة والفكر والابداع في أي مشروع نهضوي للأمة جمعاء". ومن هذا المنطلق، يضيف الوزير، فإن التنمية الاقتصادية والمجتمعية لا تستوي معالمها الحضارية الكبرى إلا عبر استدماج المكونات الثقافية والحضارية للمجتمعات، وجعلها رافعة أساسية للتنمية المستدامة. من جهته، أبرز هنري الغويط، المدير العام لمؤسسة الفكر العربي، أن "إطلاق هذا التقرير بالذات من بلد عريق كالمغرب، جاء من منطلق ما قامت به المملكة المغربية في إطار "الربيع العربي"، الذي يمثل تجربة رائدة، ترتقي إلى مرتبة النموذج الذي يمكن الاعتبار به لحسن تدبُّر ما يتخبط به العالم العربي من أزمات، وما يواجهه من تحديات". وأضاف أن "اختيار "الربيع العربي" موضوعا للتقرير مرده إلى أن مؤسسة الفكر العربي آلت على نفسها، منذ إنشائها، أن تكون قطبا لنقل المعرفة ونقدها وتوليدها ونشرها، وأداة لإثارة الوعي بالقضايا المصيرية التي تعيشها مجتمعاتنا ودولنا"، مشيرا إلى أن المنطقة العربية عاشت، منذ 14 يناير 2011، تاريخ مغادرة الرئيس السابق زين العابدين بن علي تونس، أحداثا جساما وتحولات عميقة، لم يشهد العالم العربي مثيلا لها في تاريخه الحديث. وأوضح أن التقرير موضوع هذا المؤتمر يتألف من 56 بحثا، توزعت على ستة أبواب مستقلة ومتكاملة، مضيفا أن ما تتمتع به الأبواب والأبحاث من استقلالية ذاتية لا يلغي ما بينها من ترابط وتكامل، يحثان الراغب في تكوين فكرة شاملة عن ظاهرة "الربيع العربي" على قراءة التقرير بكامله.