أكد فؤاد العطار المدير العام لشركة "إيرباص" في الشرق الأوسط، أن المغرب هو الشريك الإفريقي المفضل للشركة المتخصصة في صناعة الطائرات، مشيرا إلى أن عامل القرب الجغرافي من فرنسا يجعل من المغرب البلد المؤهل لاستقبال مصانع إيرباص وذلك في حديث خص به هسبرس. العطار الذي شارك مساء اليوم في المنتدى الإفريقي للطيران بالرباط، أثنى على مستوى التطور الذي تعرفه صناعة الطائرات في المغرب، "ذلك أنه في غضون عشرين سنة انتقل المغرب من تصنيع الأجزاء البسيطة في الطائرات إلى الصناعات المعقدة والتي تتطلب تقنيات ويد عاملة مؤهلة"، ومن بين العوامل التي شجعت الشركة الفرنسية على الاستثمار في المغرب هو "أنه يتوفر على مهندسين ويد عاملة مؤهلة على أهلى مستوى". عامل آخر ساهم حسب المدير العام لشركة "إيرباص" في الشرق الأوسط، في نجاح صناعة الطائرات في المغرب هي كونه "قد فهم من مدة طويلة أن صناعة الطائرات هي صناعة المستقبل وصناعة مربحة لذلك عمل على استقطاب شركات صناعة الطائرات إلى أراضيه"، يقول العطار. وأردف المتحدث ذاته أن النتائج التي حققها مصنع "إيرباص" في الدارالبيضاء شجعت أكثر من مائة شركة متخصصة في صناعة الطائرات على فتح فروع لها في المغرب، وهو ما جعل من قطاع صناعة السيارات يوظف حاليا أكثر من 10 آلاف شاب مغربي، هذا الرقم مرشح للإرتفاع حسب العطار الذي أكد على أن شركته "مهتمة بالمواهب الشابة في مجال صناعة الطائرات ونحن محتاجون إلى مواهب في هذا المجال". وفي نفس السياق تحدث نجيب بوليف الوزير المنتدب في النقل واللوجستيك، خلال كلمته الافتتاحية للمنتدى الإفريقي للطيران عن التطور الذي عرفته صناعة الطائرات في المغرب، "الذي أصبح من الدول الإفريقية القليلة التي تصدر أجزاء الطائرات"، مشيرا إلى أن صادرات أجزاء الطائرات أصبحت تحتل وصادرات السيارات صدارة الصادرات المغربية نحو الخارج إلى جانب الفوسفاط. نجاح المغرب في مجال صناعة الطائرات، يواجهه مجموعة من التحديات التي تحدث عنها بوليف وعلى رأسها تحدي التنافسية في مجال النقل الجوي في القارة الإفريقية، "ذلك أن هناك العديد من الشركات العالمية التي تريد الانقضاض على القارة الإفريقية لذلك على شركات النقل الجوي الإفريقي أن ترفع من تنافسيتها"، هذا التحدي هو الذي دفع الحكومة إلى أن توقع عقد البرنامج مع لارام، حسب بوليف الذي عبر عن رضاه على مستوى نجاح لارام في احترام شروط هذا العقد. وكشف بوليف أن المغرب أصبح يعمل على تعزيز حضوره في القارة الإفريقية، حيث يحتل حاليا المرتبة الثالثة على الصعيد الإفريقي في مجال النقل الجوي، من خلال قيام لارام حاليا بأكثر من 25 رحلة يومية نحو دول إفريقية و160 رحلة كل أسبوع. رغبة المغرب في تعزيز حضوره على الصعيد الإفريقي هي التي دفعته أيضا إلى أن يواصل رحلاته نحو الدول التي اجتاحها وباء إيبولا بعد أن قررت العديد من شركات الصيران العالمية توقيف رحلاتها نحو هذه الدول وفق تصريح بوليف.