في قراءة لتقرير الحالة الدينية بالمغرب مصطفى الخلفي: الفاعل الحزبي تراجع فيما يخص قضايا الهوية والقيم محمد مصباح: المرجعية الإسلامية ستستمر كواحد من العناصر الأساسية للهوية الوطنية للمغاربة عبد الإله المنصوري: التطبيع الديني ما بين العلماء والحاخامات الصهاينة من أخطر أنواع التطبيع رشيد جرموني: التنصير يستهدف المناطق الأكثر توترا وفقرا أكد محمد مصباح، باحث مقيم في المركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة على " استمرار المرجعية الإسلامية كأحد العناصر الأساسية للهوية الوطنية للمغاربة" في التوجهات المستقبلية للتدين بالمغرب، مع "تزايد على مستوى النزعة الإستهلاكية وقيم اللامبالاة" وتزايد على مستوى الصراع على قضايا الهوية والقيم. وتوقع المتحدث حدوث صراع على موقع المرجعية الإسلامية في الحياة العامة بالمغرب ما بين التيار المدافع عن المرجعية الإسلامية والتيار العلماني، مشيرا إلى عدم القدرة على التنبؤ بمآل ذلك الصراع. وفي نفس الإطار، أكد مصطفى الخلفي، مدير المركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة على حدوث تراجع عند الفاعل الحزبي من قضايا الهوية والقيم. وأضاف بأن الحقل الديني بالمغرب عرف خلال سنة 2009 و2010 "تراجعا في مبادرات الفاعلين المؤسساتيين" في إشارة إلى ثلاثة مؤسسات رسمية أساسية وهي وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمجالس العلمية والرابطة المحمدية للعلماء، بالإضافة إلى توتر العلاقة ما بين الفاعل الديني الرسمي وغير الرسمي، ما كشف عن "عدم وجود تنسيق بينهما وغياب مقاربة تشاركية". وأشار الخلفي في ندوة علمية لتقديم قراءة في تقرير الحالة الدينية بالمغرب، إلى أن النتائج الأولية للتقرير الثاني لسنة 2009- 2010 يكشف عن صعود الجانب التعبدي لدى المغاربة وتراجع في الجانب السلوكي المرتبط بالأخلاق، مما يعكس حسب رأيه توترا ما بين البعد الأخلاقي والتعبدي لدى المغاربة. وفي الوقت الذي انتقد فيه عبد الإله المنصوري، باحث مهتم بقضايا الفكر والثقافة، ما اعتبر بأنه "تماهي" التقرير مع الخطاب الرسمي خاصة فيما يتعلق بالموقف من إمارة المؤمنين، في التقرير الأول لسنة 2007- 2008، أكد الخلفي على أن التقرير احترم القواعد العلمية في إنجاز تشخيص لحالة التدين دون التوجه نحو انتقاد أي من الفاعلين كيفما كان موقعهم في الحقل الديني. وفي نفس السياق، شدد المنصوري في الندوة التي استضافها منتدى الأطر بطنجة يوم الجمعة الماضي، على اتجاه الدولة نحو دعم التصوف من أجل ضرب كل من الحركة الإسلامية والتيار السلفي، مؤكدا على أن إصلاح الحقل الديني يتم بخلفية أمنية. وحذر المنصوري من إمكانية الوقوع في "التطبيع الديني" عبر مختلف الحوارات التي تتم ما بين بعض العلماء والحاخامات اليهود-الصهاينة، معتبرا بأن هذا الأمر هو أخطر أنواع التطبيع. وفي سياق متصل، أشار رشيد جرموني، باحث في علم الإجتماع الديني إلى حضور تحد عقدي عند المغاربة مرتبط بظاهرة التنصير واستهداف المناطق التي تعرف توترا وفقرا واستغلال هذه العناصر لتنصير الناس. وأضاف بأن تحديات التدين التي تعترض المغاربة، تبرز من خلال مؤشرات حصرها في التحدي الأسري، وارتفاع نسبة الطلاق والتفكك الأسري ثم على المستوى الأخلاقي من خلال ارتفاع نسب الجريمة وتعاطي المخدرات والخمور وانتشار الدعارة والأمراض ، ثم التحدي على المستوى التعليمي من خلال انتشار ظواهر الغش في الإمتحانات والعنف المدرسي. ومن جهته، أشار مصباح إلى أن السنوات العشر الأخيرة تميزت بإنجاز مجموعة من الدراسات السوسيولوجية لرصد "حركية التدين" داخل المجتمع المغربي. مؤكدا على أن أهمية هذه الدراسات تكمن في تقديمها لمعطيات تسمح بتكوين معرفة علمية "أكثر موضوعية وأكثر دقة" على مستوى التحولات التي يعرفها التدين في المغرب. كما تطور حسب نفس الباحث مؤشرات أكثر موضوعية تسمح برصد الحالة الدينية في المغرب ومعرفة مواطن الإرتفاع والتراجع في تدين المغاربة، بالرغم من الملاحظات النقدية التي يمكن تقديمها إلى هذه الدراسات، مثل طبيعة العينة والمنهجية المعتمدة، وكذا النموذج التفسيري المقترح، والذي يعكس التحيزات المعرفية لمنجزي هذه الدراسات.