اِلْتأَم جمعُ عدد من النّْساء من مختلف الديانات التوحيدية، بالعاصمة الرباط، في إطار ندوة دولية تحت عنوان " النساء في الديانات السماوية"، قصد إحداث شبكة للحوار والتبادل الديني وإعادة إحياء حوار الأديان بصيغة المؤنث هذه المرة، بعد أن كان وإلى وقت قريب حِكرا على الرجال. إلى ذلك، وصفت امباركة بوعيدة الوزيرة المنتدبة لدى وزير الخارجية والتعاون، ذات الموعد المنظم من طرف مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية بالرابطة المحمدية للعلماء في إطار الحوار الاستراتيجي بين المملكة المغربية والولاياتالمتحدةالأمريكية، ب"الهام" وذلك في إطار " المقاربة الثقافية والدينية للموضوع وتوطيد العلاقات بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية وجعلها بناءة". وأضافت بوعيدة، التي كانت تتحدث خلال جلسة الندوة الافتتاحية، أنه وفي " عالم يتميز بعدم الاستقرار، يأتي المغرب ليعطي النموذج في تميزه ليس في خانة الاستقرار وحسب بل يتعدى الأمر إلى القضايا التي يؤمن بها كضرورة إشراك المرأة في جميع الإصلاحات والتي ابتدأت منذ 15 سنة"، موضحة أن جميع الديانات السماوية التقت بالمغرب لدراسة التقاربات والمُشترك، " نرجو أن يتم خلق شبكة نسائية للديانات من أجل التسامح والسلام" تقول بوعيدة. من جهته، أوضح الدكتور أحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أن النساء كُنَّ دائما في قلب الديانات ابتداء من الفترة الإبراهيمية عبر هاجر وسارة ففترة موسى عليه السلام وقصة أمه وأخته مرورا بالفترة العيسوية ونضال مريم عليها السلام، ثم الفترة المحمدية وأسماء نسوية وازنة مثل السيدة خديجة رضي الله عنها وأم المؤمنين أم سلمة وعائشة، هاته الأخيرة التي قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم " خُذوا شَطر دينِكم عن هذه الحميراء". وأفاد عبادي، أن عقد الندوة الدولية جاء من منطلق قرار لقاء القمة بين الملك محمد السادس ورئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية باراك أوباما والذي خلص إلى وجوب إعطاء قضية حوار الأديان ما ينبغي من الأهمية من أجل تفعيلها، مبرزا مكانة المغرب وأهليته في احتضان مثل هذه الندوات التي تضم نساء من مختلف بقاع العالم من أجل، وذلك بسبب اعتداله ووسطيته وأجرأته لمثل هذه القضايا الكبرى. وزاد الدكتور عبادي، أن الندوة جاءت من أجل الانكباب على المشترك في الديانات السماوية عبر القيم التي تمكن من مكافحة السلوكيات المنحرفة والخطرة والتي أصبحت تضفي على التدين ظلالا لا علاقة لها بفحواه وتسامحه. من جانبه، ثمن السفير الأمريكي دوايت بوش، اللقاء المنعقد بالمغرب الذي تجمعه بالولاياتالمتحدة تعاون استراتيجي. مبرزا أن عدم احترام المرأة يحول دون تقديمها كل ما في استطاعتها لخدمة المجتمع الذي تشكل أزيد من نصفه.