شهدت جنبات قاعة المرحوم إدريس بنزكري بمقر الرابطة المحمدية للعلماء بالرباط يوم الخميس 18 فبراير2016، إطلاق مركز جديدا للبحث والتكوين في العلاقات بين الأديان موسوم ب "تعارف".. وقد أكد فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، في كلمته الافتتاحية بالمناسبة، أن: " إطلاق هذا المركز يدخل في إطار تشجيع الحوار بين الأديان، ومد الجسور بين مختلف الأعراق بما يخدم المشترك الإنساني". وسيركز مركز جهوده حسب الدكتور عبادي الأمين العام للرابطة على مناقشة المواضيع المتصلة بمعرفة النصوص الدينية، بما يسمح بإشاعة التعايش بين الناس بغض النظر عن انتماءاتهم ومعتقداتهم، مبرزا أن التحدي االحقيقي هو تحدي معرفة أنفسنا والآخر من أجل بناء السلام، وتعزيز التعايش، والحوار بين مختلف الأديان. وفي السياق ذاته، بينت الأستاذة عائشة حدو، رئيسة "مركز البحث والتكوين في العلاقات بين الأديان"، إلى أن تأسيس مركز "تعارف" يأتي في إطار التحول العميق الذي يعرفه المغرب تحت القيادة الرشيدة لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، مضيفة أن "المعرفة المتبادلة والعمل المشترك من بين أهداف المركز الجديد"، وأن "الأديان توجد اليوم في قلب الأحداث والتطورات التي يعرفها العصر لأن معرفة النصوص الدينية أضحى أمرا ضروريا لدرء التفسيرات الخاطئة وكل ما يترتب عنها، وتطوير معرفة المجتمعات، والعيش جميعا في إطار من الاحترام المتبادل". وأضافت الأستاذة عائشة حدو: " أن تاريخ المغرب الحافل بتجربة التعايش والسّلم الديني، وموقعه الاستراتيجي بين الشرق والغرب، بين أفريقيا وأوروبا، مكنه من التواجد في قلب التفاعلات الثقافية بين السواحل الجنوبية والشمالية للبحر الأبيض المتوسط، فضلا عن الخبرة الطويلة التي نسجها من المعاش اليومي جنبا إلى جنب مع أتباع الديانات السماوية الثلاث". ويهدف مركز "البحث والتكوين في العلاقات بين الأديان" على تطوير ثقافة المعرفة المتبادلة، ومحاربة الصور النمطية، والأحكام الجاهزة حول الآخر، فضلا عن خلق مختبر لمعرفة ودراسة النص الديني، والإسهام في نشر معرفة موثقة حول الإسلام والأديان الأخرى. ولتحقيق هذه الأهداف سيعمل المركز الجديد على إعداد دراسات، وأبحاث علمية في مجال الحوار بين الأديان، وربط علاقات تعاون مع منظمات ومراكز بحثية وطنية ودولية، ومع أوساط فنية وثقافية وجمعوية، وفكرية، بالإضافة إلى تشجيع التكوين الجامعي في مجال إشاعة ثقافة معرفة الآخر، وتنظيم ندوات ومؤتمرات وطنية ودولية حول الحوار بين الأديان. نشير في الختام أن حفل إطلاق المركز الجديد عرف حضور كل من سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية بالرباط، السيد "ادوايت بوش"، وسفير الاتحاد الأوربي السيد، روبرت جوي، والسيد "بيير بيرديغو" السفير المتجول لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والسيد ادريس خروز مدير المكتبة الوطنية، مدير الاتصال السمعي البصري بالهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، جمال الدين الناجي، مدير أرشيف المغرب، السيد جامع بيضا، الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الانسان، محمد الصبار، الأمينة العامة المساعدة للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة، السيدة أمينة الحجري، وعدد من السفراء المعتمدين بالرباط…