افتتحت صباح يوم الأربعاء 12 نونبر 2014، بالرباط، أشغال الندوة الدولية التي ينظمها على مدى يومين "مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلام"، التابع للرابطة المحمدية للعلماء، حول موضوع: "النساء في الديانات السماوية ". وأكد فضيلة الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، في كلمة افتتاحية لأشغال هذه الندوة الدولية، أن اللقاء جاء ليفتح ملف النساء في قلب الديانات التوحيدية"، مشيرا إلى أن "النساء كن على الدوام في قلب هذه الديانات ابتداء من الفترة الإبراهيمية مع سارة عليها السلام، وهاجر عليها السلام، التي استطاعت أن تؤسس من خلال تيسير الله اكتشاف ماء زمزم، الحضارة الماثلة لنا اليوم". وأوضح فضيلة السيد الأمين العام أن "النساء كن دوما في قلب الديانات التوحيدية ابتداء من الفترة الإبراهيمية والموسوية والعيسوية إلى الفترة المحمدية مع أمهات المؤمنين، وكبار الصحابيات اللواتي كان لهن أبلغ الأثر في بناء صرح الدين الإسلامي". وأضاف "اليوم نريد أن نحتفل بزوايا النظر النسائية والرجالية التكاملية، التي كان وجودها واستقرارها حاجزا دون ما نراه اليوم في المنطقة، حيث يتم توظيف الدين في التطرف والإرهاب والتقتيل"، مشددا على أن "البشرية اليوم تحتاج إلى استخراج مثل هذه المشوشات والسموم وفي مقدمتها الخوف من الآخر". وأشار إلى أن الندوة التي تنظم في إطار الحوار الاستراتيجي بين المملكة المغربية والولاياتالمتحدةالأمريكية، تتطلع لأن تكون منطلقا لهذه الدينامية، مشيرا إلى أن التقرير الذي صدر إثر لقاء القمة بين جلالة الملك والرئيس الأمريكي باراك أوباما نص على وجوب إعطاء أهمية خاصة للحوار بين الأديان.ومن جهتها، أوضحت رئيسة مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلام، أسماء المرابط أن هذا الملتقى يكتسي أهمية كبرى لأنها تنظم للمرة الأولى في بلد عربي"، مشيرة إلى أن المغرب بتقليد وتاريخه وتنوع ثقافته كان الاختيار الأفضل لنا من أجل تنظيم هذا الملتقى الدولي". الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، السيدة امباركة بوعيدة، أكدت من جهتها أن "المقاربة المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس في الحقل الديني تجسدت من خلال حضور أكبر للمرأة والدور المتنامي للعالمات. وأوضحت السيدة بوعيدة أن هذا التوجه يندرج في إطار الإصلاحات الكبرى التي باشرها المغرب في الحقل الديني وتعزيز حقوق المرأة. وأضافت أن للمغرب علاقة متميزة مع باقي الديانات التوحيدية تتجلى في سياق الدستور الذي يخصص لها حيزا مهما، مشيرة إلى أن الحكومة تعمل على تشجيع التسامح والاحترام والحوار بين الأديان مع التشبث بإسلام معتدل تضطلع فيه المرأة بدور محوري. وأبرزت السيدة الوزيرة أن المغرب بذل جهودا كبيرة لتجاوز التباعد بين الديانات وتغليب الانسجام بين المرجعيات الدينية، خاصة من خلال انخراطه الفاعل داخل الهيئات الدولية وإسهامه في عدة مبادرات للحوار بين الحضارات والأديان. كما أكدت أنه أصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى تمرير رسالة للانفتاح والحداثة والتفاهم، سواء داخل نفس الديانة أو في ما بين الديانات، لتفادي تسخير الدين لأغراض غير أخلاقية. وأوضحت في هذا الصدد، أنه في عالم مليء بالتغيرات ومطبوع بحالة من التوتر بين الأديان، يغذيها تصاعد التطرف والتهديد الإرهابي ورفض الآخر، أصبح الحوار بين الأديان أمرا ضروريا وذا طابع استعجالي، مبرزة أنه في هذا السياق الدولي غير المستقر، يبقى المغرب فاعلا ملتزما بالحوار بين الحضارات والديانات بفضل المواقف الثابتة لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس. ومن جانبه، أكد سفير الولاياتالمتحدة بالرباط، ممثل الحوار الاستراتيجي المغرب – الولاياتالمتحدة، السيد دوايت بوش، أهمية موضوع هذه الندوة، مشيدا بالدور الذي تقوم به النساء على جميع المستويات وفي جميع أنحاء العالم، وكذا بنجاعة السياسة التي ينهجها المغرب في مجال تدبير الشأن الديني.وعرفت هذه الندوة، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مشاركة عدد من المثقفين والمفكرين من مختلف البلدان، ومن الديانات الثلاث بغرض التأسيس لبعد إنساني جديد ومتميّز ذي صلة بقضية الحوار بين النساء من الأديان التوحيدية المختلفة. ويروم اللقاء، الذي ينظم في إطار الحوار الاستراتيجي بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية، إقرار المساواة والأهلية الفكرية للنساء، سواء في مجال الحقل الديني لكل ديانة على حدة، أو في مجال الحوار بين الأديان، كما يهدف إلى تقوية أسس الحوار والتواصل والثقة المتبادلة، من أجل بناء أساس سليم لتضامن نسائي جديد يتجاوز اختلاف المرجعيات الدينية والثقافية. كما سيكون المؤتمر فرصة للتساؤل عن أهمية وشرعية القراءة الجديدة لأوضاع المرأة في التراث التوحيدي وما تعرضت له من تهميش، وكذا للنظر في أسباب تغييب النساء على المستوى القيادي، وعلى مستوى مواقع القرار ذات الصلة بالواقع المجتمعي والديني ،حيث تسعى الندوة إلى طرح مختلف الطرق والمسارات القادرة على التفكير من جديد من أجل عالم أفضل. يشار إلى أن المشاركين سيناقشون أربعة محاور رئيسية تتمثل في "المرأة في التاريخ"، وهي رؤية تاريخية تقاطعية، بين اليهودية والمسيحية والإسلام ،و"النساء في مواجهة التحديات المعاصرة"، شهادات على ضوء تجارب حية ، و"القيادة الدينية بصيغة المؤنث"، ويتعلق الأمر بالمساءلة حول الرؤية الإصلاحية من وجهة نظر نسائية، والتفكير في موضوع "المرأة والسلطة الدينية" ، وأخيرا "آفاق حوار الأديان بصيغة المؤنث" حيث يتم تسليط الضوء فيها على خلاصات وتوصيات ستكون مسك ختام هذه الندوة.