أعلن منظمو مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة أن الدورة 19 من المهرجان، الذي تحتضنه العاصمة الروحية للمملكة من 7 إلى 15 يونيو المقبل، سيحتفي بالوجه الأندلسي لمدينة فاس العريقة. من أجواء الندوة (الصديق) واعتبر المنظمون، في ندوة صحفية احتضنتها مدينة الدارالبيضاء مساء أول أمس الثلاثاء، لتقديم البرنامج الخاص بهذه التظاهرة الثقافية، أن هذه الدورة، التي تنظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، ستكون امتدادا للدورات السابقة، مع الحرص على التجديد والابتكار، وتجنب الوقوع في الرتابة، وأنها "تحمل رسالة سلام تدعو إلى التعايش بين مختلف الثقافات، وهذا ليس غريبا على مهرجان تم اختياره سنة 2001، من طرف هيئة الأممالمتحدة ضمن سبع تظاهرات تساهم بشكل فعال في حوار الحضارات". في هذا السياق، قال محمد القباج، رئيس مؤسسة "روح فاس" إن "دورة هذه السنة ستحتفي بواحد من الأبعاد العديدة التي تزخر بها مدينة فاس، التي استطاعت، على مدى أزيد من 8 قرون، أن تتوحد مع الثقافات الأمازيغية والعربية والإيبيرية والرومانية، وأن تجمع بين ثقافات الشرق والغرب، وأن تحتضن مختلف الديانات الإبراهيمية في سياق البحث عن المعنى والحكمة". من جهته، أوضح فوزي الصقلي٬ مدير عام المؤسسة٬ أن دورة هذه السنة اختارت أن تحتفي بالحضارة الأندلسية وما تزخر به من تراث عريق، يظهر قدرتها الكبيرة على الجمع بين ثقافات متعددة في جو من التعايش السلمي المثمر. وأشار الصقلي إلى أن القيم٬ التي انبنت عليها الحضارة الأندلسية على قوام من السلم والحوار والمعرفة٬ ستكون محور منتدى الدورة الحالية للمهرجان، من خلال اختيار موضوع "أندلسات جديدة: حلول محلية لاضطرابات عالمية"٬ وعبر برنامج متميز يتيح لعشاق الفن الإنساني الأصيل سفرا روحيا عبر مختلف ثقافات العالم، موضحا أن الدورة الحالية "لن تحيد عن قاعدة المهرجان، لتعزز مكانة فاس كقبلة يقصدها رواد الموسيقى الروحية من كل الآفاق، غير مكترثين بالحدود الدينية والإيديولوجية"، وأن هذه التظاهرة السنوية تلعب دورا رئيسيا في تنشيط الحقل الثقافي المحلي والعربي والدولي، لما تتميز به من برامج غنية ومتنوعة تنسجم مع روح المهرجان. وفي كلمة له، أكد ألان فيبر، المدير الفني للمهرجان، أن مهرجان فاس للموسيقى العريقة العالمية يعود حافلا هذه السنة بالعديد من الحفلات الموسيقية والندوات المتنوعة، المنضوية تحت شعار"فاس الأندلسية". وأضاف فيبر أن المهرجان يقترح برنامجا غنيا، بمشاركة فنانين من مختلف بلدان العالم، (المغرب، ومصر، وموريتانيا، وتركيا، واليونان، وإسبانيا، والبرتغال، وفرنسا والولايات المتحدة، وإفريقيا الجنوبية، والهند٬)، سيقدمون عروضهم في أعرق فضاءات فاس الزاخرة بعبق التاريخ والامتداد الحضاري٬ وهي باب المكينة، ودار المقري، ودار عديل، وساحة بوجلود، وجنان السبيل، ومتحف البطحاء، ودار التازي.