- تحتضن العاصمة الروحية للمملكة في الفترة ما بين 7 و15 يونيو المقبل الدورة التاسعة عشر لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة تحت شعار "فاس الأندلسية".
وأوضح رئيس مؤسسة روح فاس٬ محمد القباج٬ في ندوة صحفية نظمت مساء أمس الثلاثاء بالدار البيضاء لتقديم برنامج الدورة٬ أن المهرجان يحتفي هذه السنة بالثقافة الأندلسية التي استطاعت وعلى مدى ثمانية قرون "أن توحد الثقافة الأمازيغية والعربية والإيبيرية والرومانية والقوطية٬ وأن تجمع في نفس البوتقة بين ثقافات الشرق والغرب".
وأضاف أن مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة هو الحدث الأبرز ضمن أجندة الفعاليات التي تنظمها مؤسسة روح فاس التي تسعى لتثمين التراث الثقافي الوطني والنهوض بصورة فاس على الصعيدين الوطني والدولي كملتقى للسلم والحوار والإبداع.
ومن جهته اعتبر مدير عام المؤسسة٬ فوزي الصقلي٬ أن دورة هذه السنة اختارت أن تحتفي بالحضارة الأندلسية وما تزخر به من تراث عريق وأصالة متفردة٬ يظهران قدرتها الكبيرة على الجمع بين ثقافات متعددة المنابع وتدبير حكيم لهذا التنوع الثقافي٬ وذلك في إطار من التعايش والإبداع الجماعي أتاح لها إنتاج قيم إنسانية عمت العالم بأسره.
وأشار الصقلي إلى أن القيم٬ التي انبنت عليها الحضارة الأندلسية على قوام من السلم والحوار والمعرفة٬ ستكون محور منتدى الدورة الحالية للمهرجان من خلال اختيار موضوع "أندلسيات جديدة: حلول محلية لاضطرابات عالمية"٬ وعبر برنامج متميز وغير مسبوق يتيح لعشاق الفن الإنساني الأصيل سفرا غير محدود عبر مختلف ثقافات العالم.
ويقترح المنظمون برنامجا غنيا بمشاركة فنانين من مختلف بلدان العالم خاصة من المغرب ومصر وموريتانيا وتركيا واليونان وإسبانيا والبرتغال وفرنسا والولايات المتحدةالأمريكية وإفريقيا الجنوبية والهند٬ حيث سيقدمون عروضهم بأعرق فضاءات فاس الزاخرة بعبق التاريخ والامتداد الحضاري٬ وهي باب المكينة ودار المقري ودار عديل وساحة بوجلود وجنان السبيل ومتحف البطحاء ودار التازي.
وسيكون الافتتاح بعرض شعري وكوريغرافي وموسيقي حول الأندلس بعنوان "أدين بدين الحب" لمخرجه أندريس ماران أحد أشهر فناني الفلامينغو عبر العالم.
كما يقترح المهرجان على زواره مجموعة من الفعاليات الموازية من خلال "الليالي الصوفية" التي ستتيح للحاضرين التعرف على الحضارة الإسلامية وإعادة اكتشافها من خلال أبعادها الروحية والفنية الغنية والخلاقة إلى جانب معارض فنية وأنشطة بيداغوجية لفائدة الأطفال والشباب تشمل محترفات ثقافية ذات بعد تفاعلي.