تفتتح، مساء اليوم الجمعة، بفضاء باب الماكينة التاريخي، بمدينة فاس، فعاليات الدورة السادسة عشرة من مهرجان فاس للموسيقى الروحية.التي اختارت لها "مؤسسة روح فاس"، هذه السنة شعار "مدارج الكمال في تزكية النفس"، التي استوحتها من الفيلسوف العربي، ابن عربي، بعرض فني من البالي، تقدمه فرقة البالي الملكي بالكامبودج، التي تستعرض فيه مجموعة من الرقصات التقليدية للخمير الحمر، وأسطورة إنشاء مملكة الخمير. وتتواصل فعاليات مهرجان فاس للموسيقى الروحية إلى غاية 12 يونيو الجاري، بمشاركة مجموعة من الفنانين الأجانب، والعرب، الذين يشتغلون على ريبرتوارات صوفية وروحية، على رأسهم الفنان السوري صباح فخري، الذي يعود من جديد إلى مهرجان فاس للموسيقى الروحية، رفقة أربعة أصوات حلبية، الشيخ حبوش، ومصطفى هلال، وأحمد أزرق، وصفوان عبيد، لأن الفنان السوري، كما صرح المنظمون، يرغب في أن يكون حفله بفاس متميزا، وتتويجا لمساره الفني. وبما أن الفنون التقليدية كانت دائما تراثا إنسانيا، واستمرارا للإبداع والجمال، سيكون الجمهور على موعد مع تعبيرات عريقة لهذا النوع من الفنون، من خلال عرض فني لأبناء الكوتيبياس المنتمين إلى الهند، والطقوس الصوفية لزنجبار، والكوسبيل الأميركي، الذي يعود هذه السنة بقوة، مع بين هاربر، الذي يحضر لأول مرة إلى المغرب، وسيستاكي، وبلاند بويز من ألباما، الذين سيختتمون فعاليات المهرجان. كما سيحضر المهرجان لأول مرة، أيضا، العازف المغربي أحمد الصياد، ومجموعة أكروش نوط الفرنسية، من خلال أشعار صوفية للحلاج تحت عنوان "أشعار محظورة". ويحتفي مهرجان فاس للموسيقى الروحية العالمية، أيضا، بالقدس، مدينة الديانات الثلاث، برفقة الفنان جوردي سافال، في وصلات لاكتشاف الموسيقى اليهودية القديمة لبغداد، وبخصوص إبداع شعوب الجبال والبحار والصحاري، يقترح سفرا فنيا في فيافي منغوليا مع إبي، وفي سفوح الأناضول مع كولاي هاسر طرك، وفي ضفاف نهر النيل بمصر، مع مجموعة الموسيقيين من النيل، ورقصة صوفية من الأقصر. ومن الشرق، يحضر شهرام ناظري، رمز الغناء الكلاسيكي الفارسي، من إيران، والأصوات الكبرى لحلب المجتمعة حول صباح فخري، وظافر يوسف، صاحب التجربة الجديدة في الغناء الصوفي بتونس. وتنظم الحفلات الرئيسية بباب الماكينة، ومتحف البطحاء، أما سهرات المهرجان في المدينة، التي ستشارك فيها مجموعة من الفرق الشعبية المغربية، والفرق الصوفية، إلى جانب الفنانين أسماء الجابري، وحاتم عمور، فستنظم في ساحة بوجلود، وآيت سقاطو، ودار التازي، فيما سيعرف مركبي القدس، والحرية أنشطة بيداغوجية وورشات فنية، لفائدة مجموعة من الأطفال في ظروف صعبة. وفي اللقاء الصحفي، الذي نظمته "مؤسسة روح فاس" بالمكتبة الوطنية بالرباط، بحضور محمد القباج، رئيس المهرحان، وعبد الحق العزوزي، المدير العام الجديد للمهرحان، وألان ويبر، المدير الفني الجديد للمهرجان، ومحمد الدويري، رئيس جهة فاس بولمان، أوضح عبد الحق العزوزي، المدير الرابع لمهرجان فاس للموسيقى الروحية العالمية، بعد فوزي الصقلي، ونعيمة لهبيل، وفاطمة صديقي، أن المهرجان "ليس ملكا لمدينة فاس، بل هو تراث وطني، وحدث بارز للموسيقى العالمية بضفتي البحر الأبيض المتوسط، وفضاء متميز للتسامح وفهم الآخر، من خلال الاكتشافات الفنية والثقافية الجديدة، وهو ما جعل الأممالمتحدة تعتبره من بين التظاهرات السبع، الأكثر تثبيتا للسلم والأمان في العالم". وأبرز المنظمون أن هذه الدورة تقترح برنامجا غنيا ومتنوعا من الثقافات العالمية من خلال الموسيقى، وأيضا من خلال النقاشات والندوات، التي ستجري من 5 إلى 9 يونيو الجاري، في إطار "لقاءات فاس"، حول موضوع "مدارج الكمال في تزكية النفس: من اللغز إلى الكشف"، الموزع إلى خمسة محاور: السفر الداخلي، والسفر في الكتب المقدسة، والحج، والمنفى، ثم السفر الأسطوري. تذاكر حفلات المهرجان تتراوح بين 300 درهم للصنف ب، و500 درهم للصنف أ، و2600 درهم للتسعيرة الإجمالية للمهرجان صنف أ، و3000 درهم للتسعيرة الإجمالية للمهرجان وللقاءات فاس.