يشكل مهرجان الموسيقى الروحية العالمية، الذي تستضيف مدينة فاس كل سنة فعالياته، نقطة إلتقاء بين مختلف الثقافات العالمية ومحطة لتلاقح الأفكار والانصهار بين مختلف الثقافات. فقد أصبح مهرجان فاس للموسيقى الروحية العالمية، الذي تم تقديمه مساء أمس بمدينة برشلونة (شمال شرق إسبانيا) أمام شخصيات تمثل عوالم الثقافة والسياسة والاقتصاد وجمهور غفير من المواطنين الاسبان والمغاربة، موعدا سنويا للموسيقى الدولية وللقاءات الفكرية وحدثا سنويا لموسيقى العالم. وفي هذا الاطار احتضن قصر "لا فيريينا" الشهير ببرشلونة، حفلا نظمته (مؤسسة روح فاس) بتعاون مع المعهد الاوروبي للبحر الابيض المتوسط (إيميد) وعمدية برشلونة، تم خلاله تقديم الدورة القادمة لمهرجان الموسيقى الروحية العالمية، التي ستقام بالعاصمة الروحية للمملكة في الفترة ما بين 4 و12 يونيو القادم. وقد شكل هذا اللقاء الذي تميز بحضور العديد من المسؤولين والبرلمانيين والمنتخبين ورجال الاعمال والمثقفين الكاطالانيين والمغاربة وممثلي وسائل الإعلام، فرصة للتعريف بهذا المهرجان الذي تمكن على مدى دوراته السابقة من تحقيق شهرة عالمية. وأبرزت مختلف التدخلات خلال هذا اللقاء الذي حضره بالخصوص محمد القباج رئيس "جمعية روح فاس"، وسنين فلورينسا المدير العام للمعهد الاوروبي للبحر الابيض المتوسط والبرلماني من أصل مغربي محمد الشايب والعديد من رؤساء جمعيات المغاربة في كاطالونيا، المكانة التي يحظى بها هذا المهرجان العالمي الذي أصبح منذ 16 سنة موعدا سنويا للموسيقى الدولية وللقاءات الفكرية. وأشارت إلى أن هذا الموعد الثقافي المتميز تمكن عبر دوراته السابقة من إثبات دوره ومكانته كملتقى لنشر ثقافة التسامح والتقارب بين الشعوب، وذلك من خلال البعد الثقافي سواء تعلق الامر بالموسيقى الروحية أو المعارض الفنية أو الندوات الفكرية. ويرى رئيس "جمعية روح فاس" محمد القباج أن هذا الموعد الثقافي السنوي يشكل نقطة التقاء بين مختلف الثقافات والحضارات العالمية، وفرصة لإحياء روح علاقات أمكنة مدينة فاس من خلال تقديم فقرات ثقافية متنوعة.وحسب محمد القباج فإن فكرة تنظيم هذا المهرجان، التي تعود إلى بداية التسعينات، جاءت بهدف خلق ملتقى ثقافي لتشجيع الحوار والتقارب بين الثقافات والحضارات، من خلال تعبير تفهمه وتدركه جميع الشعوب ويتعلق الامر بالتعبير الموسيقي. وبرأي منظمي المهرجان العالمي للموسيقى الروحية بفاس، فإن هذا الموعد الثقافي المتميز يشكل محطة لتلاقح الأفكار بين مختلف الثقافات والشعوب، وتعزيز العلاقات بين البلدان، وخاصة منها الواقعة بضفتي حوض البحر الابيض المتوسط. وأبرز محمد الادريسي ممثل مهرجان الموسيقى الروحية العالمية بإسبانيا، أن تقديم مهرجان الموسيقى الروحية بجهة كاطالونيا، التي سبق أن شاركت من خلال فنانيها في عدد من دوراته السابقة، شكل فرصة للتعريف بهذا المهرجان الثقافي الدولي وبمدينة فاس العريقة التي تحتضن فعالياته. وأكد محمد الادريسي في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء أن مدينة فاس تتحول، خلال احتضانها لفعاليات هذا المهرجان الذي يعتبر ملتقى لنشر ثقافة السلام والحوار إلى فضاء ثقافي وروحاني مفتوح. كما شهد هذا اللقاء تنظيم ندوة حول موضوع "فاس، المدينة العتيقة بوتقة الحضارات والثقافات" نشطها الاستاذ الجامعي المغربي عبد الله الحارثي، الذي تطرق إلى العمق الحضاري والثقافي الغني لمدينة فاس، التي تعتبر العاصمة الروحية والدينية والثقافية للمغرب. وبموازاة مع تقديم مهرجان الموسيقى الروحية العالمية أمام شخصيات تمثل عوالم الثقافة والسياسة والاقتصاد وجمهور غفير من المواطنين الكاطالانيين والمغاربة بالعاصمة الكاطالانية قدم الملحن وعازف العود المغربي الحاج يونس والمطربة المتألقة كريمة الصقلي شذرات من الموسيقى الاندلسية والملحون. ويتضمن برنامج الدورة السادسة عشرة للمهرجان تنظيم العديد من اللقاءات حول "سفر الروح .. من اللغز إلى الكشف" تتضمن عدة مواضيع تهم السفر الداخلي والسفر في الكتب المقدسة والحج والهجرة والسفر الأسطوري. تجدر الاشارة إلى أن برنامج هذا الموعد الثقافي السنوي العالمي يتضمن مجموعة من الحفلات الموسيقية والمعارض الفنية والندوات الفكرية.