سقط الخطاب الملكي الأخير بمناسبة الذكرى ال39 لتنظيم المسيرة الخضراء، مثل حِمم البركان الحارقة فوق رؤوس قيادات جبهة البوليساريو الانفصالية، إذ سارعوا إلى إطلاق التهديدات المتوالية ضد المغرب، مرة بحمل السلاح ضده، وأخرى بتأليب المنتظم الدولي عليه، أو بتشبيه خطاب الملك بالجنرال الفرنسي شارل ديغول. وكان الملك محمد السادس قد حذر، يوم الخميس الماضي، من كون الصحراء المغربية ستظل تحت السيادة المغربية "إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها"، معتبرا أن "مبادرة الحكم الذاتي هي أقصى ما يمكن تقديمه من قبل المغرب" لحل هذا النزاع الذي دام طويلا. حزْمُ الخطاب الملكي أخرج ما يسمى ب"وزير خارجية" البوليساريو، محمد سالم ولد السالك، عن طوعه ليهدد المغرب بإمكانية العودة لحمل السلاح ضده، حيث قال إن "جبهة البوليساريو لازالت متمسكة بالحل السلمي للنزاع، رغم ضغط الصحراويين للعودة إلى الكفاح المسلح". وبنبرة ملؤها الوعيد والتهديد، صرح القيادي في الجبهة الانفصالية أخيرا بأنه "في حال عدم تحرك المجتمع الدولي، وانصياع المغرب للقرارات والشرعية الدولية، فإن الشعب الصحراوي "لن يكون أمامه إلا خيار العودة إلى الكفاح المسلح" على حد تعبيره. ووصف المسؤول الانفصالي الخطاب الملكي بأنه "انتحاري يثبت عزلة دولية غير مسبوقة للمغرب، ومواجهة مع الهيئات الدولية والحقوقية العالمية "، على حد زعمه، قبل أن يُحمل الجانب المغربي ما سماه "العواقب الوخيمة" التي ستترتب عن خطاب العاهل المغربي. ولتأليب المجتمع الدولي ضد مصالح المغرب ووحدته الترابية، دعا القيادي الانفصالي الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي، ومجلس الأمن الدولي، لتحمل مسؤولياتهم من خلال تمكين ما وصفه بالشعب الصحراوي من "ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال" وفق زعمه. ومن جهته سارع زعيم الجبهة الانفصالية، محمد عبد العزيز، إلى انتقاد مضامين الخطاب الملكي بأن شبهه بخطاب "شارل ديغول" في آخر خطاب له أثناء احتلال فرنسا للجزائر، عندما صرح أن "الجزائر جزء من فرنسا، وأنه لا تنازل عن ذلك". وبنفس اللغة المشروخة والمكررة، اعتبر زعيم الانفصاليين بأن الخطاب الملكي مؤشر على وجود عزلة يعيشها المغرب، وضغط شديد من المجتمع الدولي، مضيفا أن المغرب لا يريد المضي في مخطط التسوية الأممي بلغة التصعيد والتمرد على القرارات الدولية" بحسب قوله.