لقاءٌ مؤثِّرٌ ذاكَ الذِي جمعَ مصطفَى السملَالِي المشتهر ب"علَّال"، صباح اليوم، بشقيقٍ لمْ يلتقهِ منذُ 15 عامًا، فكَان أنْ ساعدَ شيوعُ صوره على مواقع التواصل الاجتماعِي ومنابر الإعلام، على معرفةِ أسرتهِ بمكان تواجُده. شقيقُ مصطفى، أحمد السملالِي، لمْ يتوانَ عنْ المجيء إلى الرباط، فورَ تأكدهِ من كون شخصيَّة "علَّال" التِي حلَّتْ مشكل البالوعة فِي أحد أحياء الرباط شقيقه بالفعل، الذِي لمْ ترهُ العائلة سوَى مرَّة واحدة، بعد خروجهِ فِي سنِّ الخامسة عشرة من البيت "زارنَا قبلَ 15 عامًا، مكثَ يومًا واحدًا، ومنذُ ذلك الحِين لمْ نجد لهُ أثرًا" يقول أحمد في تصريحٍ لهسبريس. أحمد يقُول إنَّ عائلة علَّال تفخرُ بصنِيع ابنها الذِي انبرى إلى مساعدةِ الجيران، مردفًا أنهُ ليس بوسعهِ سوى أنْ يحمدَ الله على تأتِي اللقاء بالشقيق مصطفى، الذِي سيتمُّ العمل على إعداد بطاقة تعريف وطنيَّة له، بعدما ظلَّ دون بطاقة هويَّة ولا هاتف لسنواتٍ طوَال. فِي غضُون ذلك، لمْ تأتِ والدةُ علَّال، من تملالَّتْ في قلعة السراغنة إلى الرباط، بالنظر إلى معاناتها من متاعب صحيَّة، واكتفت العائلة بإيفاد الشقيق مصحوبًا بوثائق علَّال في الحالة المدنيَّة، وصورةٍ لهُ ترجعُ إلى سنواتٍ طوَال مضتْ، قبلَ أنْ يشتعلَ رأسهُ شيبًا، رغم ثبوت ملامحه بشكل ملحوظ. فِي غضُون ذلك، يعتزمُ ناشطُون مغاربة تنظِيم زيارة عرفان إلى علَّال في منطقة المسيرة بحيِّ يعقوب المنصُور فِي الرِّباط، يوم الأحد القادم، نظير ما أسداهُ من خدمة، بحر الأسبوع الجاري، وإنقاذَهُ سكان حيِّيه من غرق بيُوتهم، وتأمينه الطريق أمام المَارَّة العالقِين، فِي واحدة من صور الإيثار والنبل. ويكابدُ مصطفى، الذِي كانتْ هسبريس قدْ زارتهُ فِي محلِّ سكناه بخندقٍ في أحد الحمامات، ظروفًا معيشيَّة قاسية، يضطرُّ معها إلى العملِ وقادًا في الفرن من السابعة صباحًا حتَّى العاشرة مساءً، قائلًا إنَّه يصبُو إلى أنْ تلتفت إليه الشركة المسؤولة عن التطهِير السَّائل فِي الرِّباط. "علَّال" كانَ قدْ تحدث عن لقاءٍ جمعهُ بالملك محمدٍ السادس في المنام، قبل سنواتٍ ثلاث، رأى نفسهُ فيه مستلمًا بطاقةً دونتْ عليها أرقامٌ ثلاث هِيَ "11.7.14"؛ وهو ما سارَ معهُ معلقُون كثرٌ إلى توقعِ نبأٍ سَار يأتِيه في السابِع من نونبر، وهو التارِيخ نفسه الذِي التأم فيه "المضحِّي" بعائلتهِ؛ في مصادفةٍ نادرة بين الحلم واليقظَة.