تختلف طقوس احتفال شيعةٍ مغاربة في بعض مدن البلاد بمناسبة عاشوراء، والتي تصادف العاشر من شهر محرم من كل سنة، حسب كل شخص وتبعا للظروف المتاحة للبعض، غير أن ما يجمعهم هو ممارسة طقوسهم العاشورائية بكثير من الحرص والكتمان لدواع أمنية واجتماعية. ووقفت هسبريس على حالات شيعة مغاربة يمارسون طقوس عاشوراء بشكل انفرادي، كل واحد في بيته يقوم بما يراه مناسبا لهذه الذكرى الحزينة التي تتعلق بمقتل الإمام الحسين ابن علي رضي الله عنه، كما علمت بممارسة أفراد آخرين لهذه الطقوس جماعة في بيت أحدهم. حزن على الحسين محمد منور، اسم مستعار لأحد الشيعة المغاربة يقطن في مدينة سلا، اعترف للجريدة أنه كلما حلت مناسبة عاشوراء إلا تفرغ من عمله الحر كمسير لمحل تجاري، لينهمك في الطقوس المصاحبة لذكرى عاشوراء، ليعيشها بكل جوارحه رفقة زوجته التي قال عنها غنها لا توافقه المذهب الشيعي. وأفاد هذا المغربي المعتنق للمذهب الشيعي منذ سنوات خلت، بأن كل ما يقوم به أنه يبدي مظاهر الحزن في العشر الأوائل من محرم، ويلبس أسودا، ولا يكاد يخرج من بيته، ولا يحلق وجهه ولا شعر رأسه، ويمنع الفرح بين أبنائه، ويلطم صدره كما تقتضي الشعائر الحسينية، وفق تعبيره. وأوضح منور أنه حريص على مشاهدة القنوات التلفزية الشيعية، والتي تجتهد في الاحتفال بعاشوراء من خلال إبراز فجيعة المسلمين بمقتل حفيد الرسول الحسين بن علي في كربلاء بالعراق، مضيفا أنه يجد متعته وضالته في اقتفاء وممارسة الشعائر التعبدية للشيعة" على حد قوله. ممارسة التطبير وفي سؤال هسبريس لشيعي مغربي آخر، طلب عدم الكشف عن هويته، بخصوص مدى ممارسته لطقس " التطبير" تخليدا لذكرى مقتل الإمام الحسين بن علي، أفاد المتحدث بأنه يقوم بالتطبير بطريقته الخاصة داخل بيته، حيث يضرب صدره بيده بإيقاع معين لكن دون أن يصل إلى إيذاء نفسه. ورفض الشيعي المغربي الإفصاح عما إذا كان يجتمع رفقة شيعة مغاربة آخرين في مكان معين لإحياء حسينية عاشوراء كما يسمونها، مشددا على أن الأمر حرية شخصية ما دامت لا تضر أحدا، قبل أن يستدرك بأنه "لا يعلم بتنظيم أية شعائر حسينية في المغرب". ويُعرف التطبير بأنه من الشعائر الدينية البارزة في معتقد الشيعة الاثني عشرية، يوم العاشر من محرم، والعشرين من شهر صفر الهجري، بهدف تذكر المئات من قتلى معركة كربلاء، وعلى رأسهم الإمام الحسين وأخيه العباس، وذلك عبر الضرب على الصدر والرأس بأدوات حادة لإسالة الدماء، مع ترديد كلمة "حيدر" في إشارة إلى علي بن أبي طالب. وينفي شيعة مغاربة إقامة الشعائر الحسينية كما هي داخل البلاد، وفق ما تروجه بعض وسائل الإعلام، غير أنهم لا يخفون أنهم يخصصون المناسبة "للصلاة والدعاء وقراءة القرآن، واستخلاص الدروس والعبر من هذا الحدث التاريخي، وتحويله إلى محطة للتدبر والتفكير". وبالمقابل يشد شيعة مغاربة، خاصة من بلجيكا، الرحال في هذه الأيام إلى كربلاء بالعراق الذي يوجد فيه مرقد الحسين، وذلك للتعبير عن الحزن عن الفاجعة التي حلت بالمسلمين جراء مقتله، وأيضا لإظهار الندم وطلب المغفرة لتقاعسهم عن نصرته ضد يزيد بن معاوية في معركة كربلاء. واحتشد اليوم الثلاثاء في العراق، مئات الآلاف من الشيعة إحياء لذكرى عاشوراء في مدينة كربلاء، وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذتها السلطات العراقية تحسبا لأي هجمات إرهابية، كما قامت مواكب لمئات الرجال يرتدون ملابس بيضاء بممارسة شعائر التطبير، بحز رؤوسهم بالسيوف والحراب.