أفعال مجرمة لا أصل لها في الاسلام ولاتمت له بصلة لا من قريب ولا من بعيد، يقوم بها أتباع المذهب الشيعي في الذكري السنوية ليوم «عاشوراء» وهو اليوم العاشر من شهر محرم، ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي بن ابي طالب، حفيد النبي محمد في معركة «كربلاء» التي تعد إحدى أهم نقاط الانقسام بين الأغلبية السنية والأقلية الشيعية. فعلى الرغم من تحريم قيادات وكبار رؤوس المذهب الشيعي وعلى رأسهم علي «الخامنئي» _ القيادة الأكبر لذلك المذهب _ لما يسمى بأفعال «التطبير» وما تضمنه من ضرب الصدور، ولطم الخدود، وضرب السلاسل على الأكتاف، وشج الرؤوس بالسيوف وإراقة الدماء، التي يقوم بها تلك الطيفة إلى حد يصل في أوقات كثيرة إلى النزيف الحاد ما يؤدي إلى مفارقة فاعله للحياة. «عاشوراء».. حزن على «الشيعة».. وبهجة عند «السنة» تبعًا للفكر الشيعي عانى الإمام الحسين من الظلم والقتل حتى يتم الاستيلاء على الخلافة، ومنذ معركة كربلاء يحاول الشيعة بكل قوتهم الحصول على خلافة المسلمين ولهذا يعتبر استشهاد الحسين، رضي الله عنه، في هذا اليوم النقطة الفاصلة في تاريخ الشيعة حيث بدأت معاناة أئمة الشيعة الذين استشهدوا وعانوا بسبب الظلم، ويقوم المحتفلون في يوم عاشوراء بجلد أجسادهم وتعذيبها لأجل نيل الشفاعة، ولإبداء استعدادهم للشهادة مثل الحسين، رضي الله عنه. وعلى العكس تمامًا عند السنة، فيوم عاشوراء عندهم هو يوم صوم مستحب، ووفقًا للحديث النبوي فقد روى البخاري ومسلم عن عائشة قالت: كان يوم عاشوراء يوما تصومه قريش في الجاهلية، وكان النبي محمد يصومه. فلمّا قدِم المدينة صامَه، وأمرَ الناس بصيامِه فلمّا فُرِض رمضانُ قال "مَنْ شَاءَ صامَه ومَنْ شَاءَ تَرَكَه". وتنقل بعض كتب أهل السنة والجماعة ان النبي محمد صامه عندما علم أن يهود المدينة يصومونه فقال ((فأنا أحق بموسى منكم)) كما جاء في حديث ابن عباس قال: قدم النبي المدينة، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: "ما هذا" ؟ قالوا: "هذا يوم صالح ، هذا يوم نجا الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى" ، قال: "فأنا أحق بموسى منكم ، فصامه وأمر بصيامه". التطبير.. بدعة أم عقيدة ؟ هو شعيرة دينية عند الشيعة الاثني عشرية – بعضٌ منهم يرفضونها – ضمن الشعائر المسمية بالشعائر الحسينية التي تقام من أجل استذكار معركة كربلاء والقتلى الذين قتلوا في هذه المعركة كالإمام الحسين بن علي وأخيه العباس. وفي التطبير يستخدم سيوف وأدوات حادة أخرى، فيضرب الشيعيون رؤوسهم بهذه الأدوات لإحداث جرح لإسالة الدماء من الرأس، ويردد المطبرون أثناء التطبير كلمة «حيدر»، والتي تشير إلى الإمام علي بن أبي طالب الذي استشهد في معركة كربلاء. التطبير يرجع إلى التاريخ هناك أقاويل ترجع التطبير إلى التاريخي للتطبير بالاستناد على رواية مضمونها أن زينب بنت علي بن أبي طالب عندما رأت رأس أخيها الحسين ضربت رأسها بمقدم محمل الناقة التي كانت عليها فسال الدم من رأسها، فاتخذ أتباع هذا المذهب ذلك الحدث نقطة المنطلق لما يقوموا به من أفعال وطقوس غريبة بإدعاء منهم أن القيام بذلك بمثابة مواساة للإمام الحسين، وندمًا على عدم قدرتهم على إنقاذه. ويحتفل الشيعة كل عام بذكرى مقتل الحسين، وتتوج الاحتفالات بيوم العاشر من شهر محرم حسب التوقيت الهجري، ورغم أنهم أقلية في العالم الإسلامي، إلا أنهم أغلبية في العراق وإيران، ويخرج مئات الآلاف منهم في عاشوراء. «كربلاء».. مدينة عراقية تتحول لبحر دماء يوم «عاشوراء» وفي مدينة كربلاء، يحدث أكثر مشاهد عاشوراء دراماتيكية، حيث يحتشد الشيعة، في مظاهر رمزية لتأنيب الذات والتكفير عن إخفاقهم في نصرة الحسين أثناء ثورته ضد الخليفة يزيد بن معاوية. من الشعائر التي يقوم بها الشيعيون هي زيارة ضريح الحسين وإضاءة الشموع وقراءة قصة الامام الحسين والبكاء عند سماعها و اللطم تعبيرًا عن أسفهم على الواقعة، وتوزيع الماء للتذكير بعطش الحسين في صحراء كربلاء و اشعال النار للدلالة على حرارة الصحراء، ويقوم البعض بتمثيل الواقعة و ماجرى بها من أحداث أدت إلى مقتل الحسين بن علي فيتم حمل السيوف و الدروع ويقوم شخص متبرع بتمثيل شخصية الحسين و يقوم شخص أخر بتمثيل شخصية القاتل الذي قام بقتله. ويقوم بعض الثقافات الشيعية بالتطبير آي ضرب أعلى الرأس وعلى الصدر بالسيوف والخناجر أو ما شابه ذلك من الآلات الحادة ضربًا خفيفًا ثم يجلدون أنفسهم بالسياط في حركات متناسقة.حتى يخرج الدم على أثر ذلك مواساة للحسين. في العقيدة «الشيعة».. التطبير «حرام شرعًا» خرج علي الخامنئي، أحد أكبر قيادات المذهب الشيعي، على أتباع الشيعة أكثر من مرة ليعلن أن التطبير حرام شرعًا وغير جائز القيام به في الاحتفال بالذكرى السنوية ليوم عاشوراء، ذكرى استشهاد الإمام الحسين في معركة كربلاء. وهناك العديد من علماء مذهب الشيعة ينصحون بترك التطبير و إستخدام البدائل الأخرى لإحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين.