قال المخرج الفلسطيني إيليا سليمان إن الصمت يمارس عليه إغراء لا يقاوم في كتابة الفيلم مفضلا أن يمنح سلطة الحديث للصورة. وأوضح المخرج في لقاء مع طلبة المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما، اليوم الجمعة بالرباط، إن الصمت يغريه أكثر لأنه يقربه من أشياء وجودية ويذكره بأنه لا يملك الزمن ويحفز على التساؤل عن معنى الحياة. وأضاف المخرج الذي احتفى به مهرجان الرباط لسينما المؤلف، أنه حتى وإن قدم شخصية رئيسية "ناطقة" في فيلم قادم فإنه سيحرص دائما على ألا يكون حديث الشخصية مصدرا للمعلومة، لأن من شأن ذلك أن يحط من مستوى التعبير السينمائي، الذي يفترض أن يظل مادة مفتوحة للتأويل بالنسبة للمشاهد. أما سر السينما، فيراه مخرج "يد إلهية" في الحاجة الى المشاطرة وتقاسم لحظات المتعة والألم، والذوبان في شخصيات الآخرين. ذلك ما يصنع تلك الرغبة المتجددة في صناعة الأفلام ويعزز الإيمان بجدوى العملية الإبداعية. ويرى إيليا سليمان الذي جابت أفلامه كبريات المهرجانات الدولية، أن البعد الشعري هو رهانه الجمالي الاساس، إذ لا يهتم كثيرا بوضع ترتيب سببي للأشياء والأحداث في كتابة أفلامه، بقدر ما يهتم بإنتاج توالي الصور وتقاطعها للمعنى. ومن هذا المنطلق، يؤكد أن قوة الحبكة الحكائية ليست ضمانة لتقديم فيلم جيد، في غياب الخيال والتجريب والمفاجأة. وانخرط إيليا سليمان في حوار مفتوح مع طلبة المعهد الذين بدوا شغوفين باقتحام عالم سينمائي متفرد لمبدع عصامي يخوض عالم الفن السابع مستندا على موهبة فنية متميزة. وتخلل اللقاء عرض لمقاطع من فيلموغرافيا المخرج، تجسد تطور مساره السينمائي. يذكر أن المهرجان خص إيليا سليمان بندوة شارك فيها نقاد مغاربة، قدموا قراءات في أعماله، فضلا عن عرض أنجحها، ويتعلق الأمر ب "يد إلهية"، "الزمن الباقي" و"سجل اختفاء". ولد إيليا سليمان في الناصرة عام 1960. وهاجر إلى لندن ومن ثم إلى فرنسا حيث أقام عاما عاد بعده إلى الناصرة لعدة سنوات أبدى فيها اهتماما بالسينما، ليهاجر من جديد إلى نيويورك عام 1982. وأخرج إيليا عام 1990 فيلمه الأول "مقدمة لنهاية جدال" الذي حصل على جائزة أفضل فيلم تجريبي في مهرجان أطلنطا السينمائي بنفس العام. وفي السنة الموالية قدم "تكريم بالقتل" الذي ينتقد فيه حرب الخليج الثانية. وفي 1996، أخرج "سجل اختفاء" الذي حصل على الجائزة الأولى بمهرجان البندقية قبل أن يطل عام 2002 بفيلمه الشهير " يد إلهية" الذي حاز على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان. كما قدم سنة 2009 فيلم "الزمن الباقي".