شكلت المجهودات الدولية لمكافحة فيروس إيبولا المنتشر بعدد من البلدان الافريقية، والحرب الدولية على تنظيم "داعش"، أهم المواضيع التي تناولتها الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الجمعة، إلى جانب عدد من القضايا السياسية والاقتصادية المحلية والدولية الأخرى. وفي هذا الصدد، اهتمت الصحف الألمانية باجتماع وزراء الصحة الأوروبيين ببروكسيل لبحث سبل مواجهة تفشي وباء إيبولا، وقمة رؤساء حكومات ودول مجموعة آسيا وأوروبا (أسيم)، التي انطلقت أشغالها أمس بميلانو الإيطالية والأجواء التي ميزت اليوم الأول للقمة والتي خيمت عليها الأزمة الأوكرانية. وبهذا الخصوص، كتبت صحيفة (نوي أوسنايبروكه) أن الأزمة الأوكرانية كانت حاضرة بقوة منذ اليوم الأول لقمة (أسيم)، معتبرة أن هذه القمة تعتبر مناسبة "لبحث الصراع الأوكراني من جديد، وإيجاد حل مع أوكرانيا بحضور الرئيس الأوكراني". أما صحيفة (دي فيلت)، فكتبت أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، يرغبان على هامش هذه القمة، في تنظيم لقاء ثنائي يجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو. من جانبها، ترى صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) أنه سيكون من الجيد أن ينفتح الرئيس الروسي على محادثات مع الأوروبيين والرئيس الأوكراني، ويبدي الرغبة في تنفيذ جميع نقاط اتفاق السلام المبرم مؤخرا، مشيرة إلى أن بوتين لا يمكن أن يظل غير مبال بتأثير العقوبات الاقتصادية على بلاده على خلفية هذه الأزمة. وحول فيروس إيبولا، ترى صحيفة (راينيشه بوست) أن تفشي هذا الفيروس كان سريعا ، إلا أن رد فعل الحكومات الأوروبية وغيرها كان بطيئا مما جعل الاجتماع الطارئ لوزراء الصحة في بروكسل يدق ناقوس الخطر ويتفق على زيادة التنسيق في المستقبل. وترى الصحيفة أن على الاتحاد الأوروبي وضع خطة طوارئ محددة لحماية أوروبا من هذا الوباء القاتل وتعزيز إجراءات التفتيش. أما صحيفة (شفابيشه تسايتونغ) فحذرت، من جانبها، من هذا الوباء، مؤكدة على ضرورة مكافحته أيا كان مصدره ومنع انتشاره السريع في أفريقيا واعتباره تهديدا عالميا. وفي بريطانيا، اهتمت الصحف المحلية بالحرب ضد تنظيم "داعش " ومحاربة الإرهاب في المملكة المتحدة التي شهدت خلال السنة الجارية ارتفاعا في عدد التحقيقات والاعتقالات المرتبطة بالأنشطة الإرهابية. وفي هذا الصدد، تطرقت صحيفة (الغارديان) إلى التصريحات التي أدلى بها مارك رولي، المسؤول الوطني المكلف بمحاربة الإرهاب، الذي ذكر أنه تم القيام ب 218 عملية اعتقال سنة 2014، ترتبط بأنشطة إرهابية، مع الإشارة إلى الارتفاع الكبير في عدد التحقيقات حول الإرهاب التي مكنت من إحباط عدة عمليات. ومن جهتها، تطرقت صحيفة (الديلي تلغراف) إلى تصريح أدلى به مستشار لدى رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو يشكك في فعالية الغارات الجوية التي تشنها الولاياتالمتحدة وحلفائها ضد مواقع "داعش" في مدينة كوباني السورية. أما صحيفة (الاندبندنت) فركزت على شريط فيديو جديد نشره تنظيم "داعش" على شبكة الانترنت يظهر فيه الرهينة البريطاني جون كونتلي وهو يحذر الغرب من تداعيات ومخاطر اندلاع حرب الخليج الثالثة. وفي بلجيكا، اهتمت الصحف المحلية بالتعبئة الدولية للحد من انتشار تفشي فيروس إيبولا والإجراءات المتخذة لذلك في البلاد. وذكرت (لافونير) أن وزراء الصحة الأوروبيين قرروا أمس التحقق من فعالية الرقابة المتخذة لمكافحة إيبولا التي وضعت في مطارات ثلاث بلدان إفريقية متأثرة بهذا الوباء. من جهتها، أكدت صحيفة (لا ليبر بلجيك) أنه في الوقت الذي نتساءل فيه ما إذا كان الاتحاد الأوروبي سينهج نهج دول أخرى في ما يتعلق بتعزيز المراقبة في المطارات عند وصول المسافرين القادمين من البلدان المتضررة من إيبولا، لم يتم التوصل إلى إجماع على هذا الأمر في نهاية اجتماع حضره 21 وزيرا في بروكسيل. أما صحيفة (لوسوار) فتساءلت عما إذا كانت بلجيكا ستبقى طويلا الدولة الأوروبية الوحيدة التي لها اتصالات مباشرة مع الدول الثلاث المتضررة من فيروس إيبولا. وفي السويد، تركز اهتمام الصحف المحلية على الخصوص على الإجراءات المتخذة لمكافحة إيبولا. وأوردت صحيفة (داغينس نيهيتر) تصريحات للأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان الذي أكد أن الدول الغنية كانت بطيئة في التحرك ضد إيبولا. ونقلت الصحيفة عن كوفي عنان تعبيره عن خيبة الأمل من بطء استجابة المجتمع الدولي لمكافحة الفيروس، مضيفا أنه إذا كان هذا المرض قد انتشر في منطقة أخرى فإن التعامل معه سيكون بشكل مختلف. من جهتها، أشارت صحيفة (سفينسكا داجبلاديت) إلى أن السويد قررت منح مساعدات جديدة بنحو 11 مليون أورو من أجل مكافحة انتشار إيبولا، مضيفة أن هذا المبلغ سيستخدم لتمويل نشر الطواقم الطبية في البلدان المتضررة. ونقلت عن وزير الصحة النرويجي غابرييل يكستروم، قوله إن الأمر يتعلق بوضع خطير وأنه "يجب علينا أن نفعل أكثر من ذلك"، مضيفة أن أكثر من 160 شخصا تطوعوا للسفر إلى غرب إفريقيا والمشاركة في الجهود المبذولة لمكافحة إيبولا. وقالت الصحيفة إن المناطق المتضررة تحتاج للأطباء والممرضين، مشيرة إلى أن الصليب الأحمر السويدي منخرط في تجنيد العاملين في المجال الطبي. وذكرت الصحيفة أن السويد استثمرت إلى غاية الآن ما مجموعه نحو 240 مليون كرونة سويدية في مكافحة الفيروس، مضيفة أن هذا البلد الاسكندنافي أصبح خامس أكبر دولة مانحة في العالم من حيث الأموال المخصصة لمكافحة انتشار إيبولا. من جانبها، قالت صحيفة (افتونبلاديت) إن رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين، أجرى مباحثات هاتفية مع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، تمحورت حول كيفية مكافحة إيبولا. وأبرزت أن أوباما يعتبر السويد من أوائل الدول التي تشارك في عملية مكافحة الفبروس، مؤكدة أن المباحثات تمحورت أيضا حول الوضع في أوكرانيا والحرب ضد " داعش ". وفي فرنسا، اهتمت الصحف باللقاء المرتقب اليوم الجمعة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الاوكراني بيترو بوروشينكو على هامش مؤتمر أروبي- أسيوي بميلانو الايطالية. وأكدت صحيفتا (ليبراسيون) و(لاكروا) أن اللقاء بين قائدي البلدين يتم في وقت تتواصل فيه المعارك الضارية شرق أوكرانيا من أجل السيطرة على مطار دونيتسك شرق أوكرانيا، مشيرة إلى أن هذه المواجهات تتم في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم في بداية شتنبر. وأضافت (لاكروا) أن هذه المواجهات، التي تؤدي إلى عدم استقرار مقلق، تجري في وقت سيتم فيه تنظيم انتخابات تشريعية سابقة لأوانها في 26 أكتوبر بأوكرانيا، كما تمنع التوصل إلى تهدئة ضرورية من أجل البحث عن حل متفاوض بشأنه. واعتبرت أن الكرملين يشعر بضرورة تهدئة الوضع، خاصة وأن العقوبات الغربية تضر بالاقتصاد والمستهلك الروسي، وتستمر في إضعاف الروبل الذي لم يسبق أن سجل مثل هذا الانخفاض أمام الأورو. أما صحيفة (لوموند)، فأشارت إلى أن موسكو تعول في خضم الأزمة على بكين من أجل التخفيض من تأثير العقوبات الأوروبية، موضحة أن الرئيس الروسي يحاول من خلال المراهنة على آسيا، التخفيف من وقع العقوبات الدولية التي تضر باقتصاد البلاد. وفي روسيا، اهتمت الصحف بمواصلة تراجع العملة الروسية الروبل أمام الدولار والأورو، موضحة أن وزارة المالية الروسية قامت بدعم ومساعدة البنك المركزي ووعدت بوضع ودائعها في المصارف الروسية بالعملات الأجنبية. وذكرت صحيفة (كوميرسانت) أن وزير المالية انطون سيلوانوف حاول دعم الروبل، معلنا عن تنظيم مزادات علنية خلال شهر لإيداع أموال من وزارة المالية في المصارف الوطنية بالعملات الصعبة بهدف تعزيز سعر صرف الروبل. وذكر أنه توجد كميات كافية وكبيرة من العملات الصعبة على حسابات الخزينة الروسية. وقالت الصحيفة إن الحديث يدور عن العملات الصعبة التي اشترتها وزارة المالية في النصف الأول من العام الجاري لتسليمها لصندوق الاحتياطي الروسي، والتي تقدر بحوالي 5,7 مليار دولار. ونقلت صحيفة (فيدوموستي) عن نائب وزير المالية اليكسي مويسييف قوله "إنه وفقا للخطة المقررة تعتزم الخزينة الفيدرالية إيداع ثلاثة ملايير دولار". وذكرت الصحيفة أن البنك المركزي الروسي كان قد شرع في تسليم المصارف العملات الصعبة عبر صفقات مقايضة ليوم واحد، ووعد قبل حلول نهاية الشهر الجاري بإطلاق اتفاق إعادة الشراء لمدة 7 و28 يوما. وعلى صعيد آخر، أشارت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) إلى ظهور بوادر الانتقال من المواجهة إلى التعاون في العلاقات بين روسيا والغرب، مشيرة إلى أن الأساس الذي يسمح بالتحدث بهذا الشكل هو اللقاء بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمريكي جون كيري في باريس. وقالت إنه تم التوصل خلال هذا اللقاء، ولأول مرة منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، إلى اتفاق حول التعاون مع تحديد طرق الانتقال إلى الحوار البناء. وفي سويسرا، كتبت صحيفة (لوتون) أن الخوف من مرض إيبولا يأتي من احتمال انتشار لا أساس له للوباء في الغرب. وأوضحت الصحيفة أن الطبيعة المتشددة للتدابير الوقائية التي وضعت وأعلن عنها لا تبرر سوى بوضع وبائي يعلن عنه في بلدان حيث النظام الاستشفائي منهار تماما. من جهتها، ترى صحيفة (لاتريبيون دي جنيف) أن الفيروس بدأ يزحف بعد ظهور حالات جديدة يشتبه في إصابتها بالفيروس في إسبانيا، مما دفع دول القارة لتعزيز المراقبة والتركيز على تتبع احتمالات انتقال الفيروس. أما صحيفة (24 أور) فأوردت رأي الخبراء الذين يقولون إن كشف درجة حرارة المسافرين لا يظهر حالة الإصابة إلا لأولئك الذين لديهم أعراض في ذلك الوقت، وأن "مثل هذه الأعراض يمكن أن تظهر بعد تجاوز الجمارك ودخول البلاد". وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بعدة مواضيع كانتخاب إسبانيا كعضو غير دائم بمجلس الأمن الأممي، ومكافحة فيروس إيبولا بعد إدخال أشخاص آخرين يشتبه في إصابتهم به المستشفى. وكتبت صحيفة (إلموندو)، تحت عنوان "نجاح إسبانيا في الأممالمتحدة"، أن إسبانيا انتخبت أمس الخميس عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي للفترة ما بين 2015 و2016 بعد منافسة شرسة مع تركيا. وأوضحت أنه تم انتخاب إسبانيا بعد جولة رابعة ب 132 صوتا، مقابل 60 صوتا لتركيا، وامتناع واحد فقط، معتبرة أن هذه الانتخاب سيمكن إسبانيا من استعادة مكانتها وقوتها على الساحة الدولية. وبحسب (أ بي سي) فإنه بانتخابها عضوا غير دائم بمجلس الأمن، "تعود إسبانيا أكثر قوة إلى الساحة الدولية"، مبرزة أن "هذا الانتصار سيعزز ثقتها لمواصلة الإصلاحات، وجهودها في الدفاع والحفاظ على السلم في العالم". وأضافت اليومية أنه من أجل الفوز بهذه المعركة، عقد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإسباني أزيد من 100 اجتماع ولقاء بمقر منظمة الأممالمتحدة. أما (إلباييس) فعادت إلى تطورات الوضع بإسبانيا بعد ظهور حالات اشتباه جديدة للإصابة بإيبولا في مدريد وتينيريفي، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بأربعة حالات جديدة تم إدخالها إلى المستشفيات المتخصصة.