تناولت الصحف الأوربية، الصادرة اليوم السبت، عددا من المواضيع، أبرزها توزيع الحقائب الوزارية في الحكومة البلجيكية الجديدة والتدابير الجدية التي اعتمدتها حكومة مدريد لمواجهة أزمة إيبولا ونيل مناضلين في حقوق الطفل لجائزة نوبل للسلام وأزمة الغاز التي تعيشها أوكرانيا بعد قطع الإمدادات عنها و الحرب المتواصلة على (داعش). ففي بلجيكا يتواصل الاهتمام بموضوع تشكيلة الحكومة الفدرالية لشارل ميشال، حيث تحدثت (لا ليبر بلجيك) تحت عنوان "خلل يؤمل أن يكون عرضيا"، عن خيبة أمل واندهاش من التشكيلة الجديدة، مشيرة إلى أن توزيع الحقائب الوزارية "يفتقد إلى التوازن" وأنه ينبغي على الشركاء الفلامان دعم الحركة الإصلاحية على ترسيخ سلطتها حتى يتسنى لها اغتنام فرصة تسييرالحكومة الجديدة. وكتبت (آخر ساعة) من جهتها، أن قاعدة الحركة الإصلاحية لديها ربما الكثير من الانتظارات، موضحة أنه عندما أخذت تتسرب معلومات بشأن توزيع الحقائب بين الحركة الإصلاحية وشركائها الفلامان الثلاث، نزل "وقع المصيبة" على العديد من الإصلاحيين. وبنفس النغمة علقت (لوسوار) على توزيع الحقائب بين وزراء فرونكوفونيين وفلامانيين بالقول، أن التكافؤ اللغوي ليس اليوم سوى مجرد وهم. أما في شبه الجزيرة الأيبيرية فتتابع الصحف اهتمامها بالتدابير الجديدة التي اتخذتها الحكومة لمواجهة أزمة إيبولا بعد إصابة ممرضة بهذا الداء، ووضع 17 شخصا كانوا على اتصال مباشر أو غير مباشر بها تحت المراقبة. وكتبت صحيفة (إلباييس)، في هذا الصدد، أن الحكومة غيرت تعاملها مع أزمة إيبولا بعد خمسة أيام من الأخطاء وعدم التنسيق، مشيرة إلى أن الحكومة أحدثت لجنة وزارية للتنسيق حول هذا الموضوع. وأضافت اليومية أن هذه اللجنة، التي عقدت أول اجتماع لها مساء أمس الجمعة، ستتبع عن كثب تطور حالة الممرضة تيريزا روميرو وغيرها من الأشخاص المصابين بهذا الفيروس. من جهتها ذكرت (أ بي سي) أن رئيس الحكومة ماريانو راخوي أبعد وزيرة الصحة آنا ماتو وكلف سوريا ساينز دي سانتاماريا بإدارة أزمة إيبولا في إسبانيا، مشيرة إلى أن نائبة الرئيس والمتحدثة باسم الحكومة كلفت برئاسة لجنة التنسيق واتخاذ القرارات اللازمة لمواجهة هذا الوضع الطارئ. وأضافت اليومية أن هذه اللجنة، برئاسة سانتاماريا ستقوم، بدورها، بإحداث لجنة علمية يوكل إليها تتبع الحالات المشتبه بإصابتها بالفيروس. وفي سياق متصل كتبت صحيفة (إلموندو) أن راخوي أبعد ماتو لتهدئة التوتر الاجتماعي وتصحيح العديد من الأخطاء منذ بدء هذه الأزمة. وفي ألمانيا هيمن موضوع جائزة نوبل للسلام، التي عادت هذه السنة إلى اثنين من المناضلين في مجال حقوق الطفل، على أغلب الصحف الصادرة اليوم، حيث يرى معظم المعلقين أن قرار التتويج كان في محله. وقد أثنت صحيفة (فيستفاليشن ناخغيشتن) كثيرا على الفائزين بالجائزة ، الباكستانية مالالا يوسف زاي والهندي كايلاشساتيارثي ، وعلى وقوفهما ونضالهما المستميت من أجل حرية وحقوق الأطفال وجعلهما من السلام أمرا ممكنا. من جهتها اعتبرت صحيفة (دارمشتادره إيكو) أن الفائزين " بطلان مقنعان، وبعملهما يعلمان قيم السلام واحترام الإنسانية، لأنهما يقفان في وجه كل الصعاب عبر استخدام جميع الوسائل السلمية، لكن بقوة، من أجل الآخرين، الذين يشكلون الحلقة الأضعف". وفي رأي صحيفة (تاغسشبيغل)، فإن مسار مالالا يمكن أن يكون حافزا وملهما للأطفال الذين ترعرعوا وهم يرتدون ملابس العلامة التجارية الراقية وبين ألعاب الفيديو، مؤكدة على أهمية أن تجد قصة نجاح مالالا وفوزها بجائزة نوبل، طريقها إلى جميع المدارس وتزرع في ذاكرة جميع الأطفال. من جانبها ترى صحيفة (باديشن نوينستن ناخغيشتن) أن لجنة جائزة نوبل للسلام اختارت هذه السنة أن تمنحها لاثنين من المهتمين بأكبر المشاكل التي يعاني منها العصر الحالي، خاصة العولمة الاقتصادية وجشع الرأسمالية التي تستغل الأطفال الذين لم يبلغوا بعد سن الرشد. أما صحيفة (راينفالتز) فأشارت إلى أن نوبل للسلام التي عادت هذه السنة" لمناضلين من الهند وباكستان ، البلدان المجاوران والمتصارعان، يمكن اعتبارها أيضا رسالة للسلام ". وفي المقابل لاحظت صحيفة (ميندانه تاغبلات) أن اللجنة النرويجية لجائزة نوبل أبعدت مرة أخرى الناشطين في المجال السياسي عن جائزتها للسلام واختارت المناضلين، يوسفزاي وساتيارثي، اللذين من المؤكد أنهما يستحقانها. وفي روسيا ذكرت صحيفة (إربي كا ديلي) أن أوكرانيا تعيش منذ أربعة أشهر بدون الغاز الروسي، بعد أن قطعت عنها شركة "غازبروم"التوريدات والإمدادات، مطالبة كييف بتسديد ديونها الضخمة. وقالت الصحيفة إن أوكرانيا تمكنت من تسيير أمورها خلال هذه الفترة بفضل التوريد المعاكس للغاز، إذ استوردت بهذه الطريقة 2,2 مليار متر مكعب، وبلغ استيرادها شتنبر الماضي قرابة مليار متر مكعب. ويعني "التوريد المعاكس" أن الغاز الروسي التي تصدره "غازبروم" إلى أوروبا مرورا بالأراضي الأوكرانية، يعبر حدود أوكرانيا لفترة وجيزة، ومن ثم يعود إلى البلاد باعتبار أنه "وقود أوروبي". وفي السياق ذاته أشارت صحيفة ( كوميرسانت )أن سلوفاكيا تقدم الجزء الأكبر من كميات الغاز التي تستوردها كييف بهذه الطريقة، إذ تشير بيانات شركة " يوستريم " السلوفاكية إلى أن أوكرانيا تلقت 780مليون متر مكعب من الغاز بهذا المسار في شتنبر الماضي مقابل 270 مليون دولار /بسعر346 دولارا لكل الف متر مكعب من الغاز/. وقدمت بولندا وهنغاريا 117 مليون متر مكعب و90 مليون متر مكعب من الغاز على التوالي. وكانت سلوفاكيا قد أعلنت في وقت سابق عن استعدادها لتوريد ما يصل إلى 10 مليارات متر مكعب سنويا إلى أوكرانيا. صحيفة (موسكوفسكي كومسوموليتس) أشارت من جهتها إلى أن السلطات الأوكرانية أعلنت أنها لا تنوي في الوقت الراهن التخلي عن المشاركة في رابطة الدول المستقلة. وقالت إن ذلك يعني أن كييف قررت تأجيل تنفيذ قرارها بالخروج من الرابطة الذي أعلنت عنه "الردا" ( البرلمان الأوكراني). وتشير تقديرات وزارة الاقتصاد الأوكرانية إلى أن قطع العلاقات مع روسيا سيكلف أوكرانيا 100 مليار دولار على الأقل. وفي فرنسا تطرقت الصحف إلى التخوفات الناجمة عن انتشار محتمل لفيروس إيبولا في أوروبا، حيث كتبت صحيفة (ليبراسيون) أنه إذا كان قد تم إدخال بعض الأشخاص المستشفيات بعدد من البلدان الأوربية وبالولايات المتحدة، فلأن فيروس إيبولا يستمر في الانتشار بإفريقيا. وأشارت إلى أن الوباء أدى حتى الآن إلى وفاة أزيد من أربعة آلاف شخص هذه السنة، خاصة في ليبيريا وسيراليون وغينيا. وأضافت الصحيفة أن الحالة الأولى لانتقال العدوى خارج إفريقيا ، تجلت في وفاة مريض هذا الأسبوع بالولايات المتحدة. من جهتها أكدت صحيفة (لوموند) أن الفيروس يستمر في حصد الأرواح وهو الأمر الذي يرهب الغربيين، متسائلة عن كيفية تفسير هذا الخوف. وقالت إن هناك ردود فعل موضوعية إزاء الخشية من الإصابة بالعدوى، مشيرة إلى أن الخوف من السلوكات غير المسؤولة مرده التوجس من حدوث "عاصفة مكروبية". من جانبها كتبت صحيفة (لوفيغارو) أنه بعد إنذارين كاذبين خلال 24 ساعة بشأن إصابة شخصين، فانه يخشى من احتمال وصول فيروس إيبولا قريبا إلى الأراضي الفرنسية، كما يتوقع بعض الخبراء، وقالت في هذا الصدد "إذا كانت التخوفات الأوربية مشروعة، فانه لا ينبغي إخفاء استعجالية اجتثاث الوباء من مصادره في إفريقيا الغربية، حيث يعرف الفيروس انتشارا كبيرا. أما الصحافة التركية الصادرة اليوم، فعادت للحصيلة الثقيلة لضحايا التظاهرات الاحتجاجية الأخيرة التي شهدتها البلاد والتوتر الذي لا يزال مخيما على بعض المناطق على الرغم من نداءات السلطات والفاعلين السياسيين المطالبة بالهدوء.وأوضحت (حورية ديلي نيوز) أن المواجهات العنيفة التي هزت طيلة أربعة أيام 35 محافظة تركية، نحت في اتجاه خطير بعد أن بلغت حصيلة الضحايا 32 قتيلا، مشيرة إلى أن معظم هؤلاء قضوا في عمليات إطلاق النار بين الجماعات المتعارضة. وقالت إن تركيا تربح الوقت في كفاحها ضد جهاديي تنظيم (داعش)، فأنقرة تشترط قبل اتخاذ أية خطوة اعتماد استراتيجية شاملة لا تقضي فقط بتدمير هذا التنظيم المتطرف، ولكن تأخذ في الحسبان ما بعده، باستهداف "الجماعات الإرهابية" لنظام بشار الأسد، التي تقف وراء عدم الاستقرار في المنطقة بكاملها. وترى يومية (ديلي صباح) بأن التوتر لا يزال على أشده في الجنوب والجنوب الشرقي للبلاد، حيث قام بعض الأعضاء المفترضين في حزب العمال الكردستاني باغتيال شرطيين في بينغول، قبل أن يتم اغتيال خمسة مهاجمين في وقت لاحق خلال مواجهات بالسلاح مع عناصر من الجمارك. وفي هولندا اهتمت الصحف بالمخاوف المتزايدة في أوربا بشأن وباء إيبولا، حيث تساءلت (بولسكرانت) عن إمكانية وصول المرض إلى هولندا، مشيرة إلى أنه على الرغم من الرسائل المطمئنة للاختصاصيين والسلطات في الدول الأوربية، فإن القلق وعدم الاطمئنان يظلان سيدا الموقف بين الساكنة. واعتبرت صحيفة (إن إير سي) أن إصابة الممرضة الإسبانية بالفيروس، علامة على أن هذا المرض المعدي يمكنه أن ينتشر في أوربا. وتساءلت عما إذا كانت السلطات الأوربية، وخاصة منها الهولندية، مستعدة لمواجهة ظهور محتمل لهذا المرض. وأشارت (أ دي) من جانبها إلى أن السلطات الصحية أعلنت أنها لن تخضع المسافرين في مطار شيبهول بأمستردام للمراقبة، ما دامت ليست هناك رحلات مباشرة قادمة من البلدان التي اجتاحها وباء إيبولا. وعادت (التلغراف) إلى الحالة التي تم اكتشافها في البرازيل، مذكرة بأن السلطات البرازيلية وضعت مريضا قادما من غينيا، ظهرت عليه أعراض "إيبولا"، في الحجر الصحي، مضيفة أنه إذا اتضح أن المريض يحمل الفيروس القاتل، فسيكون بذلك أول حالة في أمريكا اللاتينية. وفي بولونيا اهتمت الصحف بذات الموضوع، متسائلة بدورها عما إذا كانت السلطات الصحية في البلاد اتخذت التدابير اللازمة للوقاية من هذا المرض الفتاك الذي أودى إلى حد الآن بحياة أزيد من 4000 شخص عبر العالم. وكتبت (لاغازيت إلكطورال)، "مع أنه لم يتم الإعلان بعد عن أي حالة لإيبولا في البلاد، فإن الأخصائيين في الأمراض المعدية يصرون على أن بولونيا غير مستعدة لمواجهة هذا الوباء المدمر"، مضيفة أن هؤلاء دقوا ناقوس الخطر وطلبوا وزارة الصحة العمومية بالكشف عن التدابير التي تم اتخاذها لصد إيبولا. ونبهت الصحيفة السلطات الصحية في البلاد إلى تحاشي عنصر المفاجأة حتى لا يتم السقوط في السيناريو الإسباني. أما في السويد فانصب الاهتمام على الخصوص على جائزة نوبل والعلاقات بين ستوكهولم وهلسنكي، حيث عادت صحيفة (داغنس نييتر) لمنح جائزة نوبل للسلام للباكستانية مالالا يوسفزي والهندي كايلاش ساتيارتي، لتشير إلى أن الباكستانية الشابة كانت أصغر مرشحة لهذه الجائزة في التاريخ. وقالت (أفطونبلاديت) إن نوبل للسلام كافأ هذه السنة شابة باكستانية تحدت طالبان بدفاعها المستميت عن حق البنات في التعليم، مضيفة أن المتوجة بالجائزة كانت على وشك الوفاة قبل ثلاث سنوات، حينما أصابها عنصر من طالبان برصاصة في الرأس. ومن جانبها اهتمت صحيفة (سبينسكا داغبلاديت) بالتعاون بين السويد وفنلندا في مجال الدفاع، مذكرة بالاجتماع المنعقد أمس الجمعة بين وزيري الدفاع في البلدين . وأوضحت أن الطرفين يواجهان تسلل الطائرات الروسية المقاتلة إلى مجالهما الجوي. وتابعت أن تقريرا حول التعاون العسكري بين البلدين، سيتم تقديمه في يناير المقبل، ملاحظة أن هذا التعاون سيشهد توطيدا أكثر. وفي بريطانيا تناولت صحف السبت، رد فعل حزبين كبيرين إزاء نتائج الانتخابات الأخيرة وجائزة نوبل للسلام، حيث كتبت (الغارديان) عن الفوز الذي حققه الحزب "الشعبوي" المناهض لأوروبا في الانتخابات التشريعية الجزئية وإحرازه مقعدا في مجلس العموم. وأشارت (الديلي تلغراف) إلى رد فعل رئيس الوزراء، ديفيد كامرون، زعيم المحافظين، إزاء هذا الفوز الذي تم في محافظة كلاكتون أو نسي، جنوب شرق البلاد، وقالت إن كامرون يستعد للإعلان عن عدد من التدابير والالتزامات الرامية إلى طمأنة الناخبين بشأن قضية الهجرة، مشيرة إلى أن هذه التدابير تهدف إلى تشديد القوانين والتشريعات للحد من تدفقات الهجرة.