اهتمت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الأربعاء، بالتهديد الإرهابي في الجزائر، والوضع الاقتصادي في تونس، والانقطاعات المتكررة للكهرباء في العاصمة الموريتانية. ففي الجزائر، واصلت صحف خوضها في تداعيات إعدام الرهينة الفرنسي، هيرفي بيير غوردال، في منطقة القبايل، والتهديد الإرهابي الذي لا زال قائما في الجزائر رغم ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي تم إقراره قبل تسع سنوات. وكتبت صحيفة (الخبر) أن حزب (العدل والبيان) "شكك" في صحة الشريط المصور الذي أظهر إعدام غوردال، الأربعاء الماضي. واعتبر أنه "ليس من المستحيل أن تكون هذه الحادثة مجرد سيناريو من وضع المخابرات الغربية من أجل النيل من الجزائر واعتبارها بؤرة توتر ومن المناطق الحمراء حتى تصبح بذلك ورقة مساومة وضغط بين أيديهم". وارتباطا بالتهديدات الأمنية، أوردت صحيفة (البلاد) أن قيادة أركان الجيش الجزائري شرع، أمس، في إيفاد لجان مركزية مشكلة من خبراء أمنيين وتقنيين لتفقد وحدات عسكرية مرابطة بالحدود، في سياق عمل وزارة الدفاع الوطني على تأمين الشريط الحدودي من موريتانيا إلى ليبيا. وأوضحت أن مصادر عليمة أكدت أن هذا الإجراء "يعتبر من أهم التوصيات التي خرج بها الاجتماع الأخير للمجلس الأعلى للأمن الذي ترأسه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة". وفي علاقة بميثاق المصالحة الوطنية، الذي كان أحد إفرازات مخطط القضاء على الإرهاب، تناقلت صحف دعوة (حركة مجتمع السلم) إلى استكمال مسار المصالحة الوطنية ب"إقرار عفو شامل في الجزائر"، على اعتبار أن ذلك "أضحى مطلبا حتى لا تتكرر نفس المسارات السياسية الخاطئة التي أدت إلى المأساة الوطنية وإدخال البلاد في مرحلة اللاستقرار". ورأى الحزب ذو التوجه الإسلامي أن "الانتقال من المصالحة الوطنية إلى الإصلاح السياسي أصبح اليوم ضرورة شرعية ومسؤولية وطنية وحتمية تاريخية"، محذرا من أن البلد يوجد أمام "أزمة خطيرة ومتشعبة قد تعصف بوحدتنا وسيادتنا، وتقضي على ما تبقى من تماسك مؤسساتنا". وأثارت صحيفة (الخبر) الجدل حول مدى نجاح ميثاق السلم والمصالحة. وقالت "ما زال النقاش منذ استفتاء السلم والمصالحة الوطنية يدور حول نجاح أو عدم نجاح هذه الخطوة، والواقع أن مجرد وجود مثل هذا النوع من التساؤل، يعدø في حد ذاته فشلا لهذا المشروع، على الأقل في جزء منه". ورأت في مقال لها أن "المصالحة الوطنية حملت بذور وجينات فشلها من الأول، ولا يتعلق الأمر بالرئيس بوتفليقة كشخص، لكن بالنظام بمجمله، لأن الغرض من المصالحة لم يكن فعلا حماية الدولة ولا الشعب ولا حتى من أجل الجزائر"، ملاحظة أن "المتمعن في مجريات الأحداث، يدرك أنها كانت طوق نجاة للنظام، إذ عن طريقها أمسك بيده عدة خيوط تمكøنه من أن يراوغ ويساوم ويتحكم". وفي تونس، اهتمت الصحف، على الخصوص، بالوضع الاقتصادي في ضوء تقرير أصدره البنك المركزي وبمستجدات المشهد الانتخابي والأمني. وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة (الصباح) إلى أن قوات الأمن التونسية تمكنت من القبض على ستة عناصر إرهابية مبحوث عنهم بتهم التحضير والتخطيط لعمليات إرهابية، وهي على علاقة بالمجموعة الإرهابية المتحصنة في جبل الشعانبي والمتهمة بتنفيذ العديد من العمليات التي استهدفت الجيش التونسي، آخرها تلك التي تمت في شهر رمضان الأخير وذهب ضحيتها 11 جنديا تونسيا. وأضافت الصحيفة، نقلا عن بلاغ لوزارة الداخلية، أن هذه الاعتقالات تمت بعد استشارة النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس. وعلى المستوى الاقتصادي، وتحت عنوان "البنك المركزي يؤكد عجز الميزان التجاري بأكثر من تسعة فاصلة أربعة مليار دينار ( أزيد من 4 مليار أورو"، أشارت صحيفة (المغرب) إلى أن مجلس البنك استعرض ، في جلسة أشغال عقدها أمس، آخر المعطيات حول تطور الظرف الاقتصادي الدولي والوطني، مضيفة أن آخر التقديرات أشارت إلى مراجعة نسبة النمو الاقتصادي المنتظرة لسنة 2014 نحو الانخفاض إلى ما بين 2,3 و 2,4 مقابل 2,8 ، حسب التوقعات السابقة، في حين يتوقع أن تناهز نسبة النمو 3 في المائة في السنة القادمة. وبدورها، ذكرت صحيفة (الضمير) أن البنك المركزي شدد أمام هذه التطورات على جدية المخاطر التي تهدد التوازنات المالية، خاصة على مستوى القطاع التجاري من خلال التدهور المتزايد للعجز التجاري في ظل تقلص حجم الصادرات الذي قد يحتد خلال الأشهر القادمة، مضيفة أن المجلس أشار إلى تواصل انزلاق عجز الميزان الجاري ليبلغ 5 آلاف و470 مليون دينار، أي ما يمثل 6.6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي خلال الأشهر الثمانية الأولى من سنة 2014 مقابل 5,3 خلال الفترة نفسها من سنة 2013. وعلى المستوى الانتخابي، نشرت صحيفة (المغرب) قائمة المترشحين ال27 الذين تم قبول ملفاتهم لخوض غمار الانتخابات الرئاسية، مشيرة إلى أن من بينهم رئيس الجمهورية، منصف المرزوقي، ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر، والباجي قائد السبسي، رئيس حركة (نداء تونس)، وحمة الهمامي، الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية، كما أوردت الصحيفة قائمة الترشحات المرفوضة، وأخرى تهم الأسماء التي سحبت ترشحها. وفي موريتانيا، اهتمت الصحف بالانقطاعات المتكررة للكهرباء في العاصمة نواكشوط، وبقرار وزارة التعليم التحاق جميع المعلمين والأساتذة المعارين بسلك التدريس. فبخصوص الموضوع الأول، كتبت صحيفة (الشعب) أن الانقطاع المتكرر يوميا للكهرباء أدى إلى تعطيل الكثير من مرافق الحياة المرتبطة بهذه الخدمة، وتسبب في معاناة المواطنين، وكبد أصحاب المحلات التجارية الذين لا يملكون مولدات كهربائية، خسائر مادية فادحة. ولاحظت الصحيفة أن هذه الانقطاعات المتكررة التي أدت إلى تراجع نشاط العديد من أصحاب المهن، أنعشت في المقابل، سوق المولدات الكهربائية ورواج الخدمات التقنية لصيانتها وإصلاحها. وخلصت (الشعب) إلى أن مدينة نواكشوط "تبقى أشبه بمدينة أشباح أثناء انقطاع الكهرباء، التي تعد عصب حياة المدينة وشرط التمدن الأول، فهي الضرورة الثانية بعد الماء، وبدونها لا يمكن بأي حال من الأحوال تصور الحياة في المدينة في القرن الواحد والعشرين". وفي تعليقها على قرار وزارة التعليم التحاق جميع المعلمين والأساتذة المعارين بالمؤسسات التعليمية خلال الدخول المدرسي لموسم 2014-2015، كتبت صحيفة (الأمل الجديد) أن قرار الوزارة يأتي لسد النقص الحاصل في الطاقم التعليمي بسبب توقف الدولة عن توظيف الأساتذة والمعلمين منذ سنوات وهو النقص الذي يقدر ب600 أستاذا و1500معلما. واعتبرت الصحيفة أن الأساتذة والمعلمين المعارين "على أساس الوساطة والمحسوبية" طال عهدهم بالتعليم ولم يعد بمقدورهم ممارسة التدريس بكفاءة دون تكوين جديد. وفي الشأن الحزبي، أشارت ذات الصحيفة إلى أن قادة منتدى الديمقراطية والوحدة (معارضة راديكالية) سيجتمعون، اليوم الأربعاء، للمصادقة على خطة عمل المنتدى للمرحلة المقبلة وهيكلته الجديدة.