أجمع المشاركون، في المؤتمر 32 لصحفيي الضفتين الذي يجمع في مدينة الفنيدق كل سنة إعلاميين مغاربة وإسبان، على أهمية مثل هذه اللقاءات في تكسير الصور النمطية والأفكار الذهنية المسبقة التي يشكلها كل طرف عن الآخر". وأبرز نائب جماعة المضيق، في المؤتمر الذي امتد على مدى خمسة أيام وتنتهي أشغاله غدا الأحد، أن المؤتمر يلعب دورا أساسيا في الدبلوماسية الموازية، قصد خدمة قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان بشكل عام، وكذا نسج علاقات التواصل بين الشعبين وتثمين التعاون الثنائي". وأكد إبراهيم الشعبي، مندوب وزارة الاتصال لجهة طنجةتطوان، على حاجة الطرفين لبعضهما البعض، داعيا إلى بذل مزيد من الجهد لتحسين صورة المغرب، خصوصا بعد استطلاعات الرأي الأخيرة التي كشفت تنامي العداء ضد مصالح المغرب الحيوية لدى الأوساط الإسبانية. ومن جهته دعا رئيس بلدية واد لاو، إلى التعاون والبحث في المعيقات التي تشغل بال الطرفين، وركز في مداخلته على آفة الإرهاب والجريمة التي "علينا أن نحاربهما سوية بطريقة تكرس الأخلاق وحسن السلوك على المستوى الإعلامي". وأورد مصطفى العباسي، رئيس جمعية الصحافة المغربية المستضيفة لهذا الحدث الإعلامي الدولي، أن اللقاء يسعى إلى خلق تقارب إعلامي بين الضفتين، مضيفا في تصريحات لهسبريس "أن العديد من الصحافيين كانوا لا يعرفون شيئا عن المغرب، بل يجهلون حتى أقرب المدن لسواحلهم الجنوبية كتطوانوطنجة". وأضاف العباسي "كان للإسبان قصور حول ما يجري في المغرب، لدرجة أن أحد الصحفيين الإسبان أخبرني أنه كان يعتقد أننا سنستقبله بالجمال والخيام، وهذه صورة مكرسة في ذهنية نخبة المجتمع الصحافيين، فما بالك بالمواطنين العاديين". وأردف "في السنة الماضية أحضر الصحافيون الإسبان مطبوعا وزعوه في إسبانيا وعلى نظرائهم المغاربة، وكانت خريطة المغرب غير مبتورة، وهذا مكتسب جديد. وبعضهم حينما يتحدثون عن سبتة ينطقونها بالطريقة المغربية وليس كما تنطق في إسبانيا". ويحضر المؤتمر 25 صحفيا إسبانيا من منطقة الأندلس وإكستريمادورا وقادش وكاثيريس، فضلا عن صحافيين مغاربة قدموا من مختلف مدن الشمال، وكذا مراكش والعيون وفاس وغيرها. جدير بالذكر أن برنامج المؤتمر يشمل بالإضافة إلى اللقاءات والندوات، تنظيم زيارات ميدانية لشركات محلية ووحدات إنتاجية يشرف عليها مقاولون شباب، وكذا لقاءات مع برلمانيين ومنتخبين، ثم تتوجه وفود الصحفيين لزيارة مدينة واد لاو وشفشاون والمدينة العتيقة لتطوان..