انقلب السحر على الساحر..هكذا تحول ناشط جمعوي، هو ابن إمام أحد مساجد مدينة تيزنيت، أراد تحصيل الأموال عن طريق انتحال شخصية فقيه معالج شهير بالمغرب، إلى متهم بالنصب والاحتيال على العديد من الضحايا، جمع من ورائهم ثروة صغيرة لم تُجْدِه شيئا. واعتقلت مصالح درك تارودانت، بتنسيق مع سرية الدرك الملكي بتيزنيت، يوم أمس، الناشط الجمعوي "أ.ع"، فيما تواصل الضابطة القضائية التابعة للمركز القضائي لدرك تارودانت تحقيقاتها مع الناشط الشاب. وجرتْ عملية الاعتقال بعد مجموعة من عمليات النصب والاحتيال نفّذها "المتهم" على امتداد شهور، واستطاع من خلالها الموقوف على ذمة التحقيق، النصب على مجموعة من المواطنين والمواطنات داخل المغرب وخارجه. وكان الناشط الجمعوي قد استعان بإنشاء موقع إلكتروني وصفحة على مواقع التواصل الاجتماعي باسم الفقيه الحاج الطيب الهوزلي المتواجد بإقليم تارودانت، وهو مشهور في المغرب بكونه يعالج عددا من المرضى بالرقى والطب البديل. واستطاع "المتهم"، عن طريق إنشاء موقع إلكتروني وصفحة أخرى على الفيسبوك، أن يستقبل اتصالات عديدة من المغرب وأوربا وبلدان المشرق من أشخاص يعانون من الأمراض يزعم الشيخ أنه يعالجها. وتمكن الناشط من تحصيل مبالغ مالية كبيرة بفضل الباحثين عن العلاج، حيث ساعده مستواه التعليمي على أفعاله الإجرامية عن طريق الشبكة العنكبوتية، وطفق ابن الفقيه يراكم أموالا مهمة من عملياته هاته التي كان ينفذها من خلف حاسوبه. الفقيه الحاج الطيب وبعد تلقيه اتصالات عديدة من مواطنين تعرضوا للنصب عن طريق الموقع المذكور، قام بوضع شكاية لدى المركز القضائي التابع لدرك تارودانت الذي فتح تحقيقا في الموضوع، واطلع على الموقع والصفحة التي أنشئت باسم الفقيه الهوزلي. وبعد التحريات الأمنية، تمّ إحالة الملف على المختبر العلمي المتخصص في جرائم الانترنيت، والذي أكد أن صاحب الموقع متواجد بمدينة تيزنيت، حيث تم تحديد مكان تواجد المتهم، وانتقلت فرقة أمنية لمقر سكناه. واستمعت رجال الأمن في بداية التحقيقات إلى أب الناشط الجمعوي، قبل أن يتم اعتقال الابن بعد محاولته الفاشلة للهروب، وتم العثور بحوزته على ما يقارب 60 مليون سنتيم، وعملات مالية سعودية ومجموعة أخرى من اليورو.