بعد أن توالت عمليات اعتقال عدد من العناصر المنتمية لتنظيم الدولة الإسلامية، المعروف إعلاميا ب"داعش" في المغرب، وتنامي الخطر الداعشي في المنطقة المغاربية، أصدرت الخارجية الفرنسية يوم أمس مذكرة تحذر فيه مواطنيها المقيمين في المغرب والمغرب العربي باتخاذ أقصى درجات "الحيطة والحذر"، بسبب تهديدات "داعش" في المنطقة. وأعلنت الخارجية الفرنسية أنها قامت بتوزيع هذه المذكرة على سفاراتها في ثلاثين بلدا بما فيها المغرب إلى جانب الدول العربية في منطقة الشرق الأوسط، وتحث المذكرة جميع المواطنين الفرنسيين المتواجدين في المغرب سواء من أجل العمل أو السياحة باتخاذ كافة التدابير الكفيلة بجعلهم في مأمن وفي حال "مواجهة أي تهديد الاتصال فورا بالسفارة الفرنسية في المغرب". المذكرة التي لم تستثن أي دولة عربية تضمنت مجموعة من التعليمات التي على مواطنين الفرنسيين الالتزام بها ومنها "ضرورة اتصال جميع المواطنين الفرنسيين المتواجدين في المغرب بالسفارة الفرنسية حتى يتم تسجيل جميع بياناتهم وأماكن إقامتهم والمدة التي سيقضونها في البلد"، أما بالنسبة للسياح الفرنسيين أو الذين حلوا بالمغرب لقضاء أيام قليلة فعليهم تسجيل أنفسهم في موقع السفارة الفرنسية بالرباط. وأكدت الخارجية الفرنسية في بلاغ اطلعت "هسبرس" عليه، على أن السفارة الفرنسية بالرباط توصلت بهذه المذكرة وهي الآن بصدد العمل على تنفيذ مضامينها، مضيفة أن منطقة المغرب العربي أصبحت "تواجه تهديدات حقيقية من طرف تنظيم داعش وهو الأمر الذي يحتم علينا تحذير رعايانا من أي خطر محتمل". وكتبت الخارجية الفرنسية على موقعها اليوم بأنه "نظرا للتدخل العسكري الفرنسي ضد تنظيم داعش في إطار الحملة الدولية للقضاء على التنظيم، فإن المواطنين الفرنسيين في الخارج أصبحوا مستهدفين من قبل مقاتلي داعش لذلك ندعوهم إلى أن يكونوا أكثر حذرا وألا يتنقلوا في المناطق التي تعتبر غير آمنة"، غير أن الخارجية الفرنسية لم تصنف المغرب في خانة الدول غير الآمنة، حيث يوجد كل من اليمن والسودان. كما خصت الخارجية الفرنسية دبلوماسييها برسالة تطالبهم فيها بتشديد الإجراءات الأمنية على مقار السفارات والقنصليات الفرنسية "لمواجهة أي تهديد محتمل".