تعتبر مدينة غوانجو (كوانزو) من أشهر وأكبر المدن في الصين، وثالث أكبر مدينة في البلاد بعد بكين وشنغهاي. تقع غوانجو جنوبيالصين، وهي عاصمة مقاطعة غواندونج على ضفة نهر تشو جيانج. وقد اكتسبت شهرتها من خلال إقامتها لمعرض كانتون فيير منذ أكثر من 50 عاما. وتحتضن المدينة أكبر الأسواق تنوعا في الصين، ويعرض بأسواقها جميع ما تنتجه المصانع الصينية، وتضم أيضا العديد من الأماكن السياحية الخلابة الطبيعية والترفيهية، كما يوجد بها أكبر نسبة من الجاليات الأجنبية من العرب وغير العرب سواءا الدارسين بجامعتها الشهيرة، أو من يزاولون فيها التجارة. المناخ والتاريخ مناخ "غوانجو" شبه استوائي رطب، وشتاءها معتدل وجاف نسبياً، أما صيفها فيتميز بحرارته ورطوبته العالية، ويبلغ متوسط درجة الحرارة السنوي فيها 22.5 درجة مئوية. وكانت مدينة كانتون ”كما يحلو للبعض تسميتها“ جزءا من طريق الحرير الشهير "Silk Road" الذي ربط الصين بالهند وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا. ونتيجة لهذه العلاقة مع العالم الإسلامي، أسس المسلمون مسجدا في المدينة عام 627 ميلادية يعرف بمسجد أبي الوقاص وهو أقدم مسجد في الصين، ويتميز بمئذنته البيضاء الشاهقة التي تشبه المنارة. وعلى الرغم من قلة شهرة المدينة كمقصد سياحي مقارنة ببكين وشنغهاي مثلا، إلا أن غوانجو (كوانزو) تمتلك الكثير من المعالم التاريخية الرائعة مثل معبد غوانغ زياو البوذي ، وقاعة صن يات سن التذكارية، ومسكن زيغوان والذي يعتبر آية معمارية تعكس عبقرية الهندسة الصينية وتفاصيلها الفنية. الاقتصاد والسياحة تعتبر "غوانجو" واحدة من أهم المراكز الصناعية والتجارية في جنوب شرق آسيا، و السبب هو معرض الكانتون فيير، حيث كان أول إفتتاح له في ربيع عام 1957، إذ يعتبر من أهم وأضخم المعارض الصناعية في العالم، وتُعقد به أكبر عدد من الصفقات التجارية في البلاد. وينظم المعرض مرتين كل سنة في شهر أبريل وشهر أكتوبر، برعاية وزارة التجارة الصينية وحكومة مقاطعة غواندونج. وتحتوي مدينة غوانجو على العديد من أسواق الجملة، ومنها على سبيل المثال: سوق الأثاث، سوق مواد البناء، سوق الأبواب والديكور، سوق الإلكترونيات وسوق ألعاب الأطفال... ويوجد بها أهم موانىء الصين ويتكون الميناء من جزئين: الميناء الرئيسي في المدينة نفسها ثم ميناء "هوانغ بو" المتقدم، و يعتبر من أنشط الموانئ الصينية. وتتوفر المدينة على مترو الأنفاق، والذي افتتح في العام 1997، ويربط كوانزو بالبر الصيني حيث يوجد به أكثر من 10 خطوط، وسيتم إنشاء خلال السنوات القليلة القادمة مترو من 15 خط يمتد على مسافة 500 كم، كما يوجد مطار رئيسي يخدم المدينة. وتبعد مدينة غوانجو عن هونغ كونغ بحوالي 182 كم، من خلال قطار يربط بين المدينتين. في المدينة ينتصب متحف فنون غوانجو الذي يضم بين جنباته أكثر من عشرة آلاف عمل فني، أبرزها اللوحات الحروفية واللوحات الصينية التقليدية والمنحوتات والفن البوذي التبتي. وفي المتحف قاعة يمكن للزوار فيها شراء معروضات فنية أصلية وتذكارات مختلفة. وفي المدينة أيضا حدائق واسعة كثيرة، منها متنزه غونغ يوان، وهي أكبر حديقة في الصين، وبها تلال وبحيرات عديدة، وأيضا حديقة زيانغ جيانغ للحيوانات وهي متنزه سفاري ضخم يحتوي على أكثر من خمسة آلاف نوع من الحيوانات البرية كالدببة والباندا. شارع العرب بغوانجو تعتبر منطقة "يويشيو"، وبالتحديد شارع شياوْبيلو من أهم الشوارع لدى التجار والسياح المسلمين ولاسيما العرب الزائرين لمدينة غوانجو الصينية، بحيث تتواجد في هذا الشارع الذي لايتعدى طوله 200 متر الكثير من المطاعم العربية والتركية التي تقدم وجبات "حلال"، ومنها: مطعم قصر الشرق، ومطعم المائدة ومطعم سبأ. وتتواجد في هذا الشارع أيضاً الكثير من الفنادق مختلفة التصنيف، وكل اللافتات هناك تجدها مكتوبة باللغة العربية، بل قد تجد صينيين يتكلمون اللغة العربية والذين يعرضون على السياح، وخاصة العرب منتجات وأجهزة غالبا ما تكون "مغشوشة". [email protected]