في مقالات عديدة عن المدن الصينية، وعن جنوبالصين خصوصا، غالبا ما يتم الحديث والتركيز على مدينة كوانزو، ونادرا ما تجد مقالات تعرف بمدينة "شنزن" القريبة منها، المدينة المظلومة والرائعة بجميع المقاييس. مدينة شنزن (شنجن) (ShenZhen) تقع في جنوبيالصين، وتحظى بموقع استراتيجي في الوسط الجغرافي بين هونغ كونغ وكوانزو، تتبع إدرايا لمقاطعة "غواندونج"، وتعد من أكبر المناطق الاقتصادية الخاصة في الصين. وعدد السكان في مدينة شنزن يبلغ حوالي 15 مليون نسمة حصب تعداد سنة 2012. المناخ والتاريخ تتمتع شنزن بمناخ شبه قاري رطب، تنقسم فيها السنة إلى أربع فصول ويبلغ متوسط درجة الحرارة السنوي فيها 24 درجة مئوية، تصل أعلى درجة للحرارة خلال الصيف الى 37 درجة مئوية. و تتعرض في بعض الأحيان في أوخر الصيف الى موجة تسمى بإعصار تايفون (Typhoon). بعد وفاة ماو عام 1976، أصبح دنغ شياو بينغ زعيم الدولة الأعلى، وتحت قيادته بالضبط، حققت الصين الإنفتاح على الخارج وإندمجت في الاقتصاد العالمي. وتحت قيادته أيضا، بدأ نجم شنزن بالسطوع، فقبل عام 1979 كانت شنزن قرية صيد صغيرة تسمى بلاد باو آن، لم يكن يتجاور عدد سكانها آنذاك ال20 ألفا، وكان نشاطها مقتصرا على الصيد. تحولت المدينة بعدها وشكلت إمتدادا لجزيرة "هونغ كونغ"منذ أن أصبحت منطقة إقتصادية خاصة تأخذ في التوسع كل يوم. ويعود الفضل في تأسيسها إلى زعيم "كبير مهندسي بناء منطقة شنزن الإقتصادية الخاصة" دنغ شياو بينغ الذي توفي سنة 1997. ومازلت الحكومة الصينية تولي هذه المدينة إهتماما وعناية خاصة جدا، حيث طورتها بشكل رهيب جدا، فأصبحت تنافس هونج كونج وواحدة من أحدث مدن الصين. الاقتصاد والسياحة تتميز شنزن أو نيويوركالصين "كما يحلو للبعض تسميتها"، بمبانيها العالية وناطحات السحاب الضخمة ومراكز تجارية هائلة، وهي مدينة تجارية صناعية حيث يفد إليها الشباب من جميع المدن الصينية، ليبنوا مستقبلهم فيها. يوجد بالمدينة أهم المراكز الرئيسية للعديد من شركات الكمبيوتر والإتصالات المعروفة بالصين والعالم مثل شركة هواوي (Huawei) ، لينوفو (Lenovo)، تينسنت (Tencent) وغيرها. تتميز هذه المدينة بصناعة الملابس والأحذية، لكن بشكل خاص بصناعة الكمبيوتر وإكسسوارته. حيث ذكر تقرير إخباري أن مدينة شنزن الصينية تملك أعلى معدل لأجهزة الكمبيوتر بين مدن العالم، حيث يبلغ المعدل 74,5 جهاز كمبيوتر لكل 100 شخص. مدينة شنزن الحديثة، تتميز بطرق وشوارع نظيفة ومتسعة ومنتظمة، تتزين الشوارع بغطاء رائع من الورود الجميلة الأنيقة. وتقص الورود على شكل عبارات ترحيبية لزوار المدينة باللغتين الإنجليزية والصينية. خالية من التلوث، وبمصابيح النيون التي تتلألأ في شوارعها ليلا فتبدو جميلة فاتنة. والغريب أنها مدينة هادئة وغير مزدحمة، رغم أن تعداد المدينة يفوق 15 مليون نسمة، و قد يكون سبب هدوء هذه المدينة هو تفضيل الصينيين لإستخدام الدراجات في الذهاب والعودة من أعمالهم. متوسط أعمار السكان في المدينة هو 27 سنة. وحسب سكان المدينة فعدد النساء يبلغ سبعة أضعاف عدد الرجال، لذلك غالبا ماتجد المرأة في الصين وفي شنزن تحديدا، تقوم بكل الأعمال، قائدة الطائرة، سائقة حافلة للنقل العمومي، أستاذة جامعية، ضابطة شرطة وشرطة مرور، وعاملة بناء... الأماكن والمساجد الإسلامية تعتبر منطقة اللوخو بشنزن المنطقة الأكثر شعبية وإقبالا من طرف الأجانب والعرب خصوصا، لقربها من الأسواق ومحطة القطار، كما تكثر بها الفنادق المشهورة، وتوجد بها المطاعم التي تقدم وجبات "حلال"، ومنها: المطعم المصري (الحاج علاء)، والمطعم التركي والمطعم الجزائري (تي تي أس). يوجد في المدينة مسجدين الأول هو المسجد الرئيس في منطقة “مي لين تشه قوانغ صوه” ويتسع لأكثر من 1500 مصلي، والثاني هو مسجد الفندق الإسلامي، والذي هو فندق ومسجد في آن واحد، أمامه محلات تبيع أطعمة ومنتوجات إسلامية. حديقة نافذة على العالم تتوفر شنزن على عدد هائل من المنتزهات التي لا تمل من زيارتها بإستمرار، وأشهرها حديقة "نافذة على العالم"، وهي من أجمل المناطق السياحية في المدينة. يقع متنزه "نافذة على العالم" في الجزء الغربي من المدينة حيث تم تدشينه سنة 1994. يوجد بها نحو 130 نسخة من بعض من أهم مناطق الجذب السياحية المشهورة في العالم. على طول ارتفاع برج إيفل، وعلى مرأى من الأهرامات المصرية، وتاج محل، وبرج بيزا الإيطالي، وساعة بيج بن اللندنية، وتمثال الحرية الأمريكي، ومبنى لوس أنجلس العملاق، كلها جزء من هذا المنتزه. وهناك أيضا مجموعة واسعة من المطاعم والمعارض الدولية مصغرة عن شخصيات شهيرة من تاريخ العالم. ومثل نافذة على العالم يعطيك فرصة تذوق أكل الطعام المكسيكي، ولبس أزياء شرق آسيا ومشاهدة رقص أفريقي، ومناظر شلالات نياغارا الرائعة، ثم التجول في مناطق أوروبا المختلفة. موقع يأخذ ما لا يقل عن يوم كامل لاستكشاف كل المناطق في المنتزه، وينتهي مع الألعاب النارية وعروض الليزر.