أكدت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، أن تفشي فيروس الإيبولا في غرب إفريقيا يتخطى قدرات السلطات الصحية على احتوائه، خاصة في الدول الثلاث الأكثر إصابة بالمرض، وهي غينياوليبيريا وسيراليون. وقالت مديرة منظمة الصحة مارغريت تشان، في مؤتمر صحفي بجنيف، إن "تفشي الإيبولا الذي يجتاح أجزاء من غرب أفريقيا هو الأكبر والأعقد والأشد منذ ظهور المرض قبل نحو أربعة عقود"، مضيفة أن "عدد الإصابات الجديدة يتزايد بسرعة تفوق كثيرا من القدرة على التعامل معها". من جهته حذر وزير الدفاع الليبيري أمام مجلس الأمن الدولي بنيويورك من أن "إيبولا" يهدد ليبيريا في وجودها وأن المرض ينتشر مثل حريق في غابة ويلتهم كل شيء في طريقه"، مؤكدا أن بلاده "ليس لديها بنى تحتية كافية ولا قدرات لوجستية ولا خبرة مهنية وإمكانات مالية لمواجهة الوباء في شكل فاعل" . منظمة الصحة العالمية، أعلنت أيضا أن عدد المشتبه والمؤكد إصابتهم بوباء "إيبولا" القاتل في جمهورية الكونغو الديمقراطية بلغ في ظرف أسبوع واحد 62 حالة، محذرة في بيان لها بهذا الخصوص من أن انتشار الوباء في هذا البلد الافريقي جرى بشكل منفصل عن حالات "ايبولا" في غرب افريقيا ويحوى فصائل فيروسية مختلفة. وأودى فيروس إيبولا بحياة 2288 شخص في غرب افريقيا، من جملة 4269 حالة مسجّلة، والآلاف من الحالات المحتملة، وفقا لما نشرته منظمة الصحة العالمية في أحدث تقاريرها. و"إيبولا" من الفيروسات الخطيرة، والقاتلة، حيث تصل نسبة الوفيات من بين المصابين به إلى (90%)، وذلك نتيجة لنزيف الدم المتواصل من جميع فتحات الجسم، خلال الفترة الأولى من العدوى بالفيروس. كما أنه وباء معدٍ ينتقل عبر الاتصال المباشر مع المصابين من البشر، أو الحيوانات عن طريق الدم، أو سوائل الجسم، وإفرازاته، الأمر الذي يتطلب ضرورة عزل المرضى، والكشف عليهم، من خلال أجهزة متخصصة، لرصد أي علامات لهذا الوباء الخطير. وكانت الموجة الحالية من الإصابات بالفيروس بدأت في غينيا في ديسمبر 2013، وامتدت إلى ليبيريا، ونيجيريا، وسيراليون، لتصل، مؤخرا، إلى الكونغو الديمقراطية.