تمكّن الكامروني دِيديِي فَابْيَانْ يِينْ من كسو افتتاح ندوة جمعية بني يزناسن للثقافة والتنمية والتضامن حول وضعية المهاجرين بالحدود وواقع حقوق الإنسان بحلّة من الرهبة وهو يدعو إلى "دقيقة صمت" ترحّما على أرواح الضحايا ال11 الذين توفّوا قبل 5 سنوات بمحاذاة الجدران السلكية المحيطة بثغري سبتة ومليلية الرّازحين تحت التواجد الإسباني.. كما أفلح ذات الكامروني من استدعاء دموع عدد من الحاضرين للندوة الدّولية المفتتحة بقاعة ندوات "دار الكهربائي" بوجدة وهو يدلي بشهادته عن ذات الأحداث، والتي سبق وأن أرّخها ضمن كتابه "مهاجر تحت الجدار"، مُعتبرا الحدث كارثة إنسانية بكافّة المقاييس، إذ أورد قائلا: "الضحايا ال11 لم يكونوا سوى فئران تجارب لسياسات أقرب إلى العنصرية.. إذ تمّ ترصّدهم بسبق الإصرار من أجل إردائهم قتلى بالنيران الإسبانية لمجرّد محاولتهم تفعيل محاولات جماعية لاختراق الحدود". شهادة دِيديِي فَابْيَانْ بِينْ لم تكن هي الوحيدة التي الحاضرة ضمن افتتاح الندوة الدولية ل ABCDS المغرب، إذ تمّ استهلال الموعد يوم أمس الثلاثاء بكلمات لهشام بركة، رئيس الجمعية المغربية المنظّمة، وهَاكْنْ كُوبْ، عضو ألماني بشبكة "نُو بُورْدْرْ"، وأمَادُو مْبُووِي، عضو موريتاني بشبكة "أورُو إفريقي" للمهاجرين، إضافة لتدخل علي الباز، عضو مغربي فرنسي لشبكة "مِيكْرُوبَّا".. حيث تمّ الإجماع على أهمّية الموعد المنعقد بالمغرب في الخروج بتصوّر حقيقي عن واقع الهجرة بالحدود ومدى الخروقات الحقوقية المرصودة ضمن هذا النشاط الإنساني قبل أن تتمّ المناداة بحثّ عمل المجتمع المدني القادر على توفير معطيات وإجابات بديلة تغيب عن ساحة التداول الرسمي للظّاهرة. أمَادُو مْبُووِي، رئيس الجمعية الموريتانية لحقوق الإنسان، أفاد ضمن كلمته بأنّ الأوطان الأصلية للمهاجرين غير الشرعيين مسؤولة بشكل كبير عن الوضعية المفردة بالدراسة خلال هذا الموعد، إذ قال: "لا تكفي مطالبة دول الاستقبال بخفض عدد المرحّلين وضمان حقوقهم دون مطالبة الأوطان الأصلية بمحو ممارسات العنف الدّاخلي وإقرار منظومة حقيقية لحقوق الإنسان بكافة الدول الأوروبية"، مُردفا: "يجب رفع تحدّ آنيّ بتوفير حلول جمعوية بديلة تكون جاهزة للعرض أمام المؤتمر الدّولي لوزراء الدّاخلية المرتقب تنظيمه بالعاصمة السينغالية دَكَار". الإسباني وِنِي مِيدِينَا، النقابي بمنظمة "العاملين على الميدان | سُوكْ"، حاول مقاربة الاستراتيجية الأمنية الإسبانية في تطويق الهجرة السرّية، إذ اعتبر الدور الإسباني بمثابة بولسة للحدود الجنوبية الأوروبية القريبة من إفريقا، منطلقا من تصريح سبق وأن أدلى به المسؤول الأمني أنطونيو كاماتشُو بحر هذه السنة وأقرّ من خلاله ب "التمكّن من التحكّم في قنوات الهجرة غير الشرعية بالمنطقة"، إذ أفاد مِيدِينَا ضمن تدخّله بأنّ نسبة 65% هي نسبة انخفاض العبور السرّي صوب إسبانيا وأنّ هذا الإجراء قد أسهم في وفاة آلاف الأفارقة بعرض البحر الأبيض المتوسّط، وزاد قوله: "استعمال الرصاص الإسباني بسبتة ومليلية ضدّ مهاجرين منحدرين من جنوب الصحراء عام 2005 لهو أمر غير مقبول.. إلاّ أنّ الأمر لا يجب قرنه بإسبانيا دون قرنه بمستوى التعاون المغربي الجزائري الإسباني الذي يحتاج لمزيد من التركيز". مداخلات أخرى أتت ضمن الجلسة الافتتاحية للندوة الدولية المنظمة من قبل جمعية بني يزناسن للثقافة والتنمية والتضامن، من بينها مداخلة ديَان كِيتْمُون، ممثلة عن مجموعة المعلومات ودعم المهاجرين بمنظمة مِيكْرُوبَا الفرنسية، إذ انتقدت إجراءات الاحتجاز التي تطال المهاجرين غير الشرعيين فور توقيفهم، واستنكرت المساعي الحكومية الفرنسية الرّامية لتمديد فترة الاعتقال المحدّدة راهنا في 32 يوما وجعلها تناهز ال45 يوما، داعية إلى الاكتفاء بوضع الموقوفين من المهاجرين غير الشرعيين بمراكز استقبال مخصّصة لفترة لا تتعدّى ال10 أيّام وتفعّل خلالها الإجراءات القضائية (المُستلزمة بدورها لتعديلات) من أجل دراسة الحالات والوقوف على ضرورة اللجوء لفعل الترحيل من عدمه.. هذا في الوقت الذي دعا علي الباز، عن جمعية العمّال المغاربيين بفرنسا، إلى إعادة النظر في السياسات العالمية المؤطّرة للتعاملات الرسمية مع ظاهرة الهجرة غير الشرعية، إذ اعتبرها الباز عاملا يزيد من تفقير دول الجنوب وسيفا يوضع على أعناق الأفراد والجماعات للحدّ من استعمال حقّهم في التحرّك والتنقّل. حريّ بالذكر انّ النشطاء الدوليين الملتئمين ضمن ندوة ال ABCDS بوجدة يعتزمون التنقل يومه الأربعاء صوب النفوذ الترابي لبلدية بني انصار، بإقليم النّاظور، وذلك من أجل التظاهر قرب السياج المحيط بثغر مليلية الرازح تحت السيادة الإسبانية، ويأتي ذلك ضمن الشق الثاني من ذات الموعد الدولي المقام تخليدا لذكرى الأحداث الأليمة التي عرفتها ذات الحدود خلال نفس الفترة من عام 2005 بسقوط 6 مرشّحين للهجرة السريّة منحدرين من دول جنوب الصحراء بعدما فُتحت عليهم النيران من قِبل الحرس المدني الإسباني، وذلك بُعيد ستّة أيّام من سقوط 5 ضحايا آخرين بالقرب من سياج سبتة وبنفس الطريقة المُستعمل خلالها الرصاص الحيّ.. إذ سيعرف الموعد حضور نشطاء حقوقيين من تركيا واليونان وألمانيا وهولندا وإسبانيا وفرنسا والسنغال والجزائر وموريتانيا ومالي وإيطاليا وأوكرانيا والبرتغال إلى جانب النشطاء المغاربة.