تمكّن سبعة من المرشّحين للهجرة السريّة المنحدرين من دول جنوب الصحراء من الولوج إلى ثغر مليلية الرّازح تحت السيادة الإسبانية، إذ تمّ ذلك بحلول السّادسة من صباح الخميس الأخير بعدما لجأ الفالحون في النفوذ ضمن محاولة فعّلوها للقفز على السياج المحيط بمليلية والذي يتعدّى طوله الستّة أمتار.. وقد تمّ رصد هذا التسلّل بمحاذاة بوابة الولوج المعروفة باسم "بَاريُو تْشِينُو" فوق النفوذ الترابي لبلدية بني انصار. مصادر أمنية إسبانية أفادت بأنّ شرطة مليلية قد أفلحت في تعقّب الأفراد السبعة الذين عبروا السّياج، إذ تمّت مطاردتهم قبل التمكّن من إلقاء القبض عليهم، هذا قبل أن تتمّ الإفادة بتفعيل إجراءات الترحيل ضدّهم بعد استنطاقهم بالمقر المركزي للشرطة بمليلية.. إذ من المنتظر أن يتمّ استغراق وقت مطوّل لتنفيذ قرار الترحيل ما حذا بالبوليس الإسباني إلى وضع الموقوفين السبع المنحدرين من دول جنوب الصحراء ضمن المركز المؤقّت لاستقبال اللاّجئين بمحاذاة بلدة فرخانة. حريّ بالذكر أنّ هذه العملية التي فعّلها المرشّحون السبع للهجرة السرّية تأتي قُبيل أيّام فقط من عزم ناشطين حقوقيين دوليين التوجّه صوب السياج المحيط بمدينة مليلية لاستحضار الأحداث الدّموية التي راح ضحيتها عدد من لاجئي دول جنوب الصحراء الكبرى بعد أن أطلق الأمنيون الإسبان النّار عليهم أثناء محاولتهم ولوج ثغري مليلية وسبتة خريف عام 2005.. وهو التحرّك الذي تسهر عليه جمعية بني يزناسن للثقافة والتنمية والتضامن حتّى يُفعّل الأربعاء المقبل. كما يأتي رصد هذا المستجدّ ضمن سياق الحملة الأمنية المغربية المفعّلة بغابات المناطق الشمالية بالمغرب والتي تستهدف وجود تجمّعات المهاجرين السريّين المنحدرين من دول جنوب الصحراء، إذ يبرز بأنّ التضييق الأمني المفعّل من قبل عناصر أمنية مختلطة، أبرزها منتم لجهازي الدّرك والقوات المساعدة، قد أعاد دفع المهاجرين غير الشرعيين المُستهدفين إلى تبنّ قرارات غير محسوبة العواقب ومخاطرتهم بالقفز على السياج المحيط بمدينة مليلية رغما عن الحراسة المسلّحة المفروضة عليه.