بينما تصدر كتاب الصديقة السابقة للرئيس الفرنسي، حول علاقتهما، مبيعات الكتب، هوت شعبية العاشق إلى أدنى مستوياتها لتصل إلى 13%. كتاب الصديقة فاليري تريرفيلر، الذي جاء تحت عنوان " شكراً لهذه اللحظة" (merci pour ce moment) يتألف من 320 صفحة، يعتبر بمثابة سيرة ذاتية لسيدة شاركت الرئيس فرانسوا هولاند جزءاً من حياته، وعاشت في أروقة الإليزيه لمدة عام ونصف العام. وفيما لم تظهر بعد أرقام محددة لحجم مبيعات الكتاب، إلا أن بعض المكتبات لم تستطع تلبية حاجة السوق بعدما فاق الطلب عدد النسخ الصادرة، بحسب ما رصدته مراسلة وكالة الأناضول. فمتجر فناك (FNAC LIKE VIRGIN) الشهير في فرنسا، أعلن أنه حقق قفزة نوعية في المبيعات، لم يشهدها منذ خمسة أعوام، وتحدث ناطق باسم المتجر عن بيع 15 ألف نسخة عبر فروعه هو وحده، منذ منتصف نهار أمس الخميس. وطبعت دار النشر 200 ألف نسخة من كتاب فاليري تريرفيلر. ويأتي كتاب "شكراً لهذه اللحظة" في توقيت يوصف بالسيء للرئيس الفرنسي الذي بلغت شعبيته أدنى مستوياتها. وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة (ت.إن.إس- سوفريه) المتخصصة بتحليل المعلومات واستطلاعات الرأي (غير حكومية) في 28 من آب/أغسطس الماضي وحتى الأول من الشهر الجاري، (شمل ألف فرنسي فوق سن ال18) نشرت لوفيجارو، نتائجه يوم أمس الخميس، أن نسبة تأييد هولاند تراجعت إلى 13 بالمئة، وهو أقل معدل تأييد يحصل عليه رئيس فرنسي منذ الحرب العالمية الثانية، بحسب لوفيجارو. وفاليري تريرفيلر، الأم لثلاثة أولاد من زواجين سابقين، ذكرت في كتابها، أنها وهولاند كانا ينويان الزواج والإنجاب، وقالت "قبل أن يلغي هولاند المراسم، خططنا لحفل زفاف قبل عيد الميلاد، لكنه تراجع قبل شهر، مع كلمات من العنف غير المسبوقة". تريرفيلر في كتابها الصادر عن دار نشر "les arènes" اكتشفت أن العاشق هولاند، "رجل بليد وبارد المشاعر"، فضلاً عن أنه يكره الفقراء، حتى أنه وصفهم في أحد مجالسه الخاصة بأنهم "بلا أسنان" (عبارة فرنسية تسخر من الفقراء) وهي عبارة تتناقض مع ما روج له هولاند خلال حملته للانتخابات الرئاسية التي أظهر من خلالها أنه "رجل عادي ويكره الأثرياء". وتقول الصديقة السابقة "الرجل قدم نفسه على أنه لا يحب الأغنياء.. في الواقع الرئيس لا يحب الفقراء، هو نفسه رجل اليسار يسخر منهم (الفقراء) في أحاديثه الخاصة، ويصفهم بأنهم بلا أسنان". ويبدو أن خيانة العاشق لمحبوبته، جعلت الأنثى فاليري تريرفيلر، تثور لتروي في كتابها كيف علمت في يناير/كانون الثاني الماضي بوجود علاقة بينه وبين الممثلة جولي غاييه، قائلة "السلطة جعلته عديم الإنسانية". وكان هولاند قد أنهى علاقته بفاليري تريرفيلر(49 عاماً) في ينايرالماضي، بعد الكشف عن علاقته مع غاييه (42 عاماً)، يومها هددت الأولى التي تعمل صحفية في مجلة "باري ماتش" (paris match) بأنها "لن تصمت". الإليزيه من جانبه، رفض التعليق على الكتاب، لكن رفيقة هولاند السابقة ووزيرة البيئة حالياً في حكومة مانويل فالز، سيغولين روايال، وهي أم أبناء الرئيس الأربعة، وصفت ما جاء في الكتاب بأنه "كلام فارغ". رئيس الحكومة، من جانبه علق على الموضوع، بقوله "أدعو إلى احترام خصوصية حياة كل فرد، وإلى التحلي بالشرف والكرامة في هذه المناقشة العامة". فيما وصفت رئيسة الجبهة الوطنية، مارين لوبان، الكلام المنسوب للرئيس ب"الحقير"، وقالت "إذا كان هذا الكلام قيل حقاً، فإنه يكشف عن وجه سيدمر صورته نهائياً". على صعيد الإعلام، عنونت صحيفة لو فيغارو le figaro (اليمينية) الحدث، قائلة "تريرفيلر تنسف عودة هولاند"، وتساءلت "كيف لرئيس يساري تخلت عنه بالفعل القاعدة الشعبية في صناديق الاقتراع أن يسمح لنفسه بإطلاق مثل هذه النكات؟. أما صحيفة ليبيراسيون (liberation) اليسارية، فعنونت قائلة "الحياة الخاصة تحجب السياسة". وفاليري تريرفيلر من مواليد عام 1965 في انجيه Angers، كان والدها لايعمل بسبب إعاقته، أما والدتها فكانت تعمل أمينة صندوق في مركز للتزلج. حصلت تريرفيلر على شهادة عليا في الإعلام عام 1988 قبل أن تلتحق عام 1998 بمجلة "باري ماتش" التي أبعدتها عام 2005 عن القسم السياسي وألحقتها بقسم النقد الأدبي، بسبب علاقتها مع فرانسوا هولاند الذي عرفته عام 2004 يوم أبعدته عن سيغولين رويال. *وكالة الأناضول