تعرضت صورة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لضربة كبيرة أول أمس الخميس بنشر كتاب فاليري تريافيلير الصديقة السابقة لهولاند الذي اتهمت فيه الزعيم اليساري بأنه لا يحب الفقراء ويصفهم في أحاديث خاصة بأنهم «بلا أسنان». وأنهى هولاند علاقته التي استمرت سبعة أعوام مع تريافيلير في يناير الماضي بعد الكشف عن علاقته مع الممثلة جولي جاييه (42 عاما). وهددت تريافيلير (49 عاما) التي تعمل صحفية في مجلة باري ماتش بأنها لن تصمت لتخرج بذلك عن تقليد فرنسي بالحفاظ على سرية الحياة الخاصة للسياسيين. والكتاب الذي يقع في 320 صفحة مليء بإشارات تخلو من الإطراء لهولاند ووصفته بأنه بارد ومتبلد المشاعر. لكن الاتهام بأنه يسخر من الفقراء هو الاتهام الذي أشعل الجدل الأكبر في وسائل الإعلام نظرا لمحاولاته تصوير نفسه بأنه مهتم بمأساة المحتاجين. وكتبت تريافيلير عن حملة هولاند الناجحة في انتخابات الرئاسة عام 2012 «قدم نفسه كرجل يكره الأثرياء.» ومضت تقول «في الحقيقة الرئيس يكره الفقراء. وفي مجالسه الخاصة فإن هذا الرجل -اليساري- يصفهم (الفقراء) بأنهم «بلا أسنان».» وقفز كتاب تريافيليير في أول يوم لنشره للقمة في قائمة الكتب الفرنسية الأفضل مبيعا في موقع أمازون. وهذا أقوى بداية لكتاب منذ خمس سنوات حيث باع نسخا تفوق بثلاثة أمثال مبيعات الطبعة الفرنسية الأولى لكتاب «خمسون ظلا للون الرمادي.» ورفض قصر الإليزيه التعليق على الكتاب. لكن سيغولين روايال التي عاش هولاند معها أكثر من ربع قرن ولديهما أربعة أبناء والتي تركها من أجل تريافيلير هي التي انبرت للدفاع عنه في تحول غير متوقع. وقالت لراديو آر.إم.سي. إن الاتهام الذي ورد في الكتاب «يتعارض مع ما يدافع عنه.» وقالت إن الاتهام «هراء مطلق.» وكانت روايال مرشحة سابقة للرئاسة وتتولى حاليا منصب وزيرة الطاقة في حكومة هولاند. وعندما فاز هولاند (60 عاما) في انتخابات عام 2012 قام بتسويق نفسه كرجل «عادي» رئيس تقف سيارته في إشارات المرور مثل أي شخص آخر. ومازال يصر على أن العدالة الاجتماعية هي جوهر سياسات حكومته رغم تحوله باتجاه الوسط هذا العام. وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة (ت.إن.إس-سوفري) ونشرته مجلة لوفيغارو أن نسبة تأييد هولاند تراجعت إلى 13 في المائة وهو أقل معدل تأييد يحصل عليه رئيس فرنسي منذ الحرب العالمية الثانية. وفقد هولاند التأييد لأسباب تتصل في الأغلب بالإحباط من أدائه على الصعيد الاقتصادي ومن البطالة التي اقتربت من نسبة قياسية زادت على عشرة في المئة ومن النمو الراكد تقريبا. وفي انتكاسة أخرى قال مكتب هولاند في بيان إنه قبل استقالة وزير التجارة توماس تيفينو الذي عين قبل تسعة أيام فقط في تعديل وزاري. وأشار مكتب هولاند إلى أسباب شخصية وراء القرار إلا أن مصدرا في مكتب رئيس الوزراء مانويل فالس قال إن القرار مرتبط بوضع تيفينو الضريبي. وعاشت تريافيلير في قصر الإليزيه الرئاسي لمدة عام ونصف الى ان أفشت إحدى المجلات التي تنتمي إلى الصحافة الصفراء علاقة هولاند السرية بالممثلة جاييه (42 عاما) في يناير الماضي.