أفاد الأمين العام لجبهة التحرير الوطني الجزائري عبد العزيز بلخادم، ضمن تصريحات صحفية أدلى بها لمنابر إعلامية ببلده، بغياب أي أطماع جزائرية تجاه الصحراء.. هذا دون أن يمنع نفسه من تبنّي الطرح الجزائري الرّافض للحلول المتّفق عليها بين المملكة المغربية وتنظيم البوليساريو بقوله: " يجب أن ينظم استفتاء بالمنطقة من أجل تقرير المصير، حينها سيتبين إن كانت السّاكنة الصحراوية تريد أن تكون مغربية أو مستقلّة أو تحت نظام الحكم الذاتي"، قبل أن يضيف: "حين تنفيذ هذه الخطوة فقط سنحترم النتائج مهما كان نوعها". الخرجة الإعلامية المستجدّة لعبد العزيز بلخادم أوردت من بين ما أوردته بأنّ: "المعطيات التاريخية تقف ضدّ الاتهامات المغربية الموجّهة للجزائر.. وأنّ الجزائريين والمغاربة يعتبرون أشقاء وجيرانا لا عداوة بينهم"، مردفا: "الجمهورية الجزائرية لا أطماع لها فى أي رقعة من أرض المغرب على الحدود الدولية.. ولا طمع لها أيضاً في أي شبر من أرض الصحراء.."، قبل أن يزيد: "من يطمع في التراب الجزائري سنحاربه سواء كان شقيقا أو غريبا..". تصريحات بلخادم جاءت كردّ على تصريحات سبقتها للناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية خالد النّاصري، والذي أفاد ضمنها عن استفزاز الجزائر للمغرب باحتضان ندوة دولية مُتحدّثة عن مقاومة الاستعمار وإفرادها لطروحات جبهة البوليساريو، موردا ضمنها وفق ما نشرته قدس بريس: " هذه المبادرة عمل استفزازي ليس لها أي أثر بالنسبة لنا من حيث أننا لا ننخدع لها، ونعتبرها جزءاّ من الإستراتيجية الجزائرية في معاداة المغرب، وتثبيت خطتها الداعية لفصل أقاليمنا الصحراوية، وهذا استهداف جديد لا يضيف شيئاّ للسياسة التي تمارسها الجزائر ضد المغرب منذ العام 1974، وكنا نود لو أنها أضافت لنموذج الصحراء نموذج منطقة القبائل كي تكون الصورة متكاملة".. ويزيد: " المجتمع الدولي انطلت عليه خدعة الخطاب الجزائري لعدة سنوات بترويجه لأطروحة زائفة قوامها أنه يتحرك بوازع الدفاع عن مبادئ سامية، واليوم نريد للعالم أن يرى الجزائر على حقيقتها، وهي أنها تتحرك دون أي مرجعية أخلاقية وإنما مرجعيتها هو بسط نفوذها على منطقة المغرب العربي وخلق دويلة في الصحراء تكون مستعمرة للجزائر". وتأتي "مواجهات التصريحات الصحفية" بين المغرب والجزائر لتضاف إلى سلسلة مستجدّات الحرب الباردة الدّائرة رحاها بين البلدين منذ أن قرر المغرب المجاهرة بتورّط النظام الجزائري في دعم الطروحات الانفصالية للبوليساريو، إذ سبق لبلخادم خلال دجنبر 2008 التصريح بمشابهة الوضع بالصحراء ل "احتلال فرنسا للجزائر"، هذا قبل أن يردّ عليه خالد النّاصري باعتبار هذه الخرجات قمّة في الوقاحة ولا ترقى لذكرى الفدائيين المغاربة الذي ضحّوا بأنفسهم لطرد الفرنسيين من الجزائر التي وضعت بلخادم في موقع مسؤولية.