اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم السبت، بآخر تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وخرق الهدنة، ورفض إسرائيل سحب قواتها من القطاع ووقف إطلاق النار، فضلا عن بدء محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك اليوم السبت. وتطرقت جريدة (الأهرام) شبه الرسمية، في مقال لها تحت عنوان "إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بخرق الهدنة، ومجزرة جديدة لجيش الاحتلال في رفح عقب الاشتباه في خطف ضابط، ومصر تؤجل مفاوضات التهدئة، والأممالمتحدة تدعو الفلسطينيين للالتزام بوقف إطلاق النار"، حيث تعرضت غزة إلى قصف مدفعي وجوي استهدف المدنيين مما أدى إلى استشهاد حوالي 70 فلسطينيا وإصابة حوالي 200 آخرين بجروح. وتضيف الجريدة أن متحدثا عسكريا إسرائيليا أصدر بيانا مقتضبا، أعلن فيه استئناف العمليات الحربية في أنحاء القطاع، بعد أقل من ساعتين على الموعد المحدد لبدء سريان الهدنة الإنسانية في الثامنة من صباح أمس الجمعة، كما أعلن عن أسر ضابط يدعى هدار جولدرن، خلال مهمة لنسف أنفاق جنوب القطاع، فيما اتهم مسئولون إسرائيليون حركة حماس بخرق اتفاق الهدنة، وهو ما نفته الحركة، كما اعترف الجيش الإسرائيلي بارتفاع حصيلة قتلاه من العسكريين إلى 61 جنديا. وتضيف الجريدة أن فوزى برهوم، المتحدث باسم "حركة حماس"، أصدر من جهته بيانا صحفيا ذكر فيه أن إسرائيل خرقت الهدنة، بعد موعد سريانها، موضحا أن العمليات التي نفذها مسلحو الحركة، تمت قبل بدء الهدنة. وفي نفس السياق دعا الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إلى ضرورة إطلاق حماس سراح الضابط المختطف في أسرع وقت ممكن وبدون شروط إذا كانت هذه الأخيرة جادة بشأن حل الأزمة الحالية في قطاع غزة. وكان جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، قد حث المجتمع الدولي على تكثيف الجهود لإنهاء الهجمات ضد إسرائيل، وطلب مساعدة عاجلة من قطر وتركيا للإفراج عن الجندي الإسرائيلي في غزة، تزامن ذلك مع موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي بالإجماع أمس على تقديم 225 مليون دولار في شكل تمويل عاجل لمنظومة الدفاع الصاروخية الإسرائيلية المعروفة باسم القبة الحديدية. من جهتها، أكدت صحيفة (أخبار اليوم) أن عددا من أعضاء الكونغرس الأمريكي أعلنوا عن تأسيس أول تكتل سياسي داعم لمصر داخل المجلس والذي يضم أربعة نواب جمهوريين ونائبة عن الحزب الديمقراطي ويروم الحصول على المعلومات وتطوير خطة عمل لمساعدة الشعب المصري. ومن جهة أخرى، أكدت الصحف المصرية أن محكمة جنايات شمال القاهرة المنعقدة اليوم السبت بأكاديمية الشرطة، ستستمع إلى مرافعة دفاع الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك، ومن معه المتابعين من أجل تهمة "قتل المتظاهرين"، مضيفة أن دفاع مبارك سيقدم خلال مرافعته التقرير الطبي الشرعي عن الحالة الصحية لموكله، الذي أصيب بكسر على مستوى الحوض منذ شهر تقريبا مما منعه من الحضور في الجلسات الأخيرة. وحملت الصحف القطرية قوات الاحتلال الاسرائيلي المسؤولية عن خرق الهدنة الإنسانية والتي تم التوصل إليها أمس الأول بجهود أممية وإقليمية، وكان يفترض أن تسري بدءا من الثامنة صباح أمس الجمعة بتوقيت القدس ولمدة ثلاثة أيام، مبرزة أن اسرائيل أثبتت مرة أخرى للجميع أنها ليست شريكا في صناعة السلام. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها أنه "من الواضح أن إسرائيل لا تريد وقف عدوانها الغاشم والهمجي على قطاع غزة بخرقها الهدنة الإنسانية"، مسجلة أن اسرائيل لن تنجح في تسويق مبرراتها حول خرق الهدنة رغم محاولاتها إلصاق التهم بالمقاومة الفلسطينية "التي من حقها أن ترفض أية هدنة جديدة ما لم يلزم المجتمع الدولي إسرائيل بالتقيد بها وما لم تسحب قواتها من غزة". وشددت الصحيفة على أنه من المهم أن يدرك المجتمع الدولي أن القضية في الأزمة الإنسانية غير المسبوقة بسبب العدوان الإسرائيلي على القطاع "تكمن في عدم فعالية مؤسسات المجتمع الدولي في الضغط على إسرائيل لوقف العدوان والالتزام بتعهداتها (..) ولذلك فليس هناك جدوى من أي مفاوضات فلسطينية - إسرائيلية ما لم يلزم المجتمع الدولي خاصة الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة إسرائيل بالوفاء بالتزاماتها ومنعها من التنصل من التعهدات باعتبارها الطرف المعتدي والمحتل للأراضي الفلسطينية". من جهتها، اعتبرت صحيفة (الشرق) في افتتاحيتها أن هدنة ال72 ساعة "ليست حلا لأزمة قطاع غزة المحاصر منذ 7 سنوات مع تكرار اسرائيل عدوانها لتدميره وقتل الشعب الفلسطيني"، مؤكدة على أن فرض حل دائم يتمثل في بحث جذور هذه الأزمة، حيث المشكل الرئيسي يكمن في استمرار الاحتلال وإنكار حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. ليس مقبولا، تضيف الصحيفة، "أن تفرض اسرائيل شروطا بنزع سلاح المقاومة بينما قواتها تقتل الفلسطينيين بكل الاسلحة، أو أن تستخدم تدمير الانفاق ذريعة لمواصلة عدوانها، فالأنفاق أوجدها الحصار الجائر، وهي شريان حياة، وأي حديث عن تهدئة طويلة الاجل لابد أن يلبي شروط الفلسطينيين، لأنها تمثل حلا منطقيا بحصول قطاع غزة على سيادة كاملة، وحرية تنقل تضمن إنشاء ميناء بحري، وإعادة تشغيل مطار رفح". أما صحيفة (العرب) فسلطت الضوء على الجهود العربية المبذولة لوقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، مشيرة في هذا الصدد الى أن المجموعة العربية بالأممالمتحدة طالبت أمس بعقد اجتماع رسمي للجمعية العامة للأمم المتحدة "في أقرب وقت ممكن" لسماع آراء مسؤولين رفيعي المستوى حول الوضع في غزة. ونقلت الصحيفة عن مندوب الكويت الدائم لدى الأممالمتحدة، منصور العتيبي، الذي يترأس المجموعة العربية قوله "إن المجموعة العربية أعربت عن خيبة أملها إزاء صمت وعجز مجلس الأمن الدولي على تحمل مسؤولياته في التصدي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة"، مضيفا أن المجموعة العربية "مستاءة من موقف المجلس من العدوان الإسرائيلي ومن رفع الحصار ومن البيانات التي اعتمدها إلى حد الآن والتي لا ترقى إلى حجم المأساة والكارثة الإنسانية التي تعرض لها قطاع غزة ورفضه لإدانة الاعتداءات التي تعرضت لها مدارس وكالة غوث اللاجئين الدولية (أونروا)".