قال مسؤولون محليون بقطاع الصحة وشهود إن 50 فلسطينيا على الأقل قتلوا يوم الأحد في قصف اسرائيلي لحي الشجاعية بقطاع غزة حيث تناثرت الجثث في الشوارع وفر الآلاف باتجاه مستشفى مكدس بالجرحى. ومع ارتفاع عدد القتلى وافقت إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على "هدنة انسانية" لمدة ساعتين في حي الشجاعية تبدأ من الساعة 1:30 ظهرا حتى 3:30 عصرا (من 1030 إلى 1230 بتوقيت جرينتش) بناء على طلب من اللجنة الدولية للصليب الأحمر. واستمر القتال في أنحاء أخرى من غزة. لكن إسرائيل أعلنت استئناف قصف الحي بعد أقل من ساعة على بدء اتفاق الهدنة للسماح بإجلاء الجرحى. وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته تعرضت لاطلاق النار بعد وقت قصير من بدء هدنة لمدة ساعتين طلبها الصليب الأحمر في الساعة 1:30 ظهرا (1030 بتوقيت جرينتش) وإنه استأنف العمليات القتالية. ولم يرد تعليق من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على المزاعم الإسرائيلية التي تتهمها بخرق الهدنة. وعدد قتلى القصف في حي الشجاعية بشمال شرق غزة هو الأكبر فيما يبدو منذ أن بدأت إسرائيل هجومها على القطاع في الثامن من يوليو تموز بعد تكثيف اطلاق صواريخ النشطاء الفلسطينيين عليها. وأدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان بثته وكالة الأنباء الرسمية "المجزرة الجديدة التي ارتكبتها الحكومة الاسرائيلية فجر اليوم الأحد في حي الشجاعية شرق مدينة غزة." وطالب نبيل ابو ردينة المتحدث باسم عباس في البيان "الحكومة الإسرائيلية بإيقاف عدوانها على القطاع فورا وحذرها من استمراره." وقال الجيش الإسرائيلي يوم الأحد إن حماس وضعت صواريخ وحفرت أنفاق وأقامت مراكز قيادة في الشجاعية. وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي "تلقى سكان الشجاعية قبل يومين رسائل مسجلة لاجلاء المنطقة لحماية حياتهم." وترددت صرخات سكان يسألون عن ذويهم عبر باحة مستشفى الشفاء حيث تجمع سكان الحي في الوقت الذي وضعت فيه الجثث والمصابون على الأرض الملطخة بالدماء. وفي المستشفى قال رجال كبار في السن إن الهجوم الإسرائيلي هو الأعنف منذ حرب عام 1967 عندما احتلت إسرائيل غزة. وقال ناصر التتر مدير مستشفى الشفاء إن 17 طفلا و14 امرأة وأربعة من كبار السن سقطوا بين الخمسين قتيلا وإن نحو 400 شخص أصيبوا في القصف الإسرائيلي. وأعلن مسؤولو وزارة الصحة في غزة مقتل 385 فلسطينيا على الأقل كثير منهم من المدنيين في العملية الإسرائيلية التي بدأت قبل 13 يوما وإصابة نحو 2600 آخرين. وعلى الجانب الإسرائيلي قتل مدنيان بالصواريخ وقتل خمسة جنود في اشتباكات. وقال مسؤولو مستشفى إن أكثر من 50 جنديا إسرائيليا أصيبوا. وفر الآلاف من حي الشجاعية بعضهم سيرا على الأقدام فيما تكدس الآخرون في شاحنات وسيارات امتلأت بعائلات تحاول النجاة. وأظهرت لقطات فيديو حصلت عليها رويترز من أحد السكان نحو 12 جثة مشوهة بينها ثلاث جثث لأطفال ملقاة في الشوارع. ولم يتسن التحقق من اللقطات بطريقة مستقلة. ولم تظهر بوادر انفراجة في المساعي الدبلوماسية الرامية إلى وقف دائم لاطلاق النار واستمر النشطاء الفلسطينيون في اطلاق الصواريخ على اسرائيل. ودوت الصفارات في بلدات جنوبية إسرائيلية وفي تل أبيب دون أن ترد تقارير عن قتلى. وناشدت حركة حماس التي تسيطر على القطاع سكان غزة عدم الانصياع للتحذيرات الإسرائيلية باخلاء منازلهم. ومع بدء قصف الدبابات الإسرائيلية اتصل سكان الشجاعية بمحطات اذاعة محلية للمطالبة باجلائهم. وقال مسؤولو مستشفى إن غارة جوية على منزل خليل الحية القيادي الكبير في حماس في الحي أسفرت عن مقتل ابنه وزوجة ابنه واثنين من أحفاده. وبدأت إسرائيل هجوما بريا على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس يوم الخميس بعد أن أخفق قصف جوي وبحري ومدفعي عنيف على مدى عشرة أيام في وقف إطلاق الصواريخ من غزة. وقال الجيش الإسرائيلي أنه عزز وجوده يوم الأحد بهدف تدمير مخزونات الصواريخ وشبكة أنفاق كبيرة حفرتها حماس على طول حدود القطاع مع إسرائيل. وقال وزير المالية الإسرائيلي يائير لابيد في تصريحات دون أن يتطرق إلى قصف الشجاعية "كان يوما قتاليا شاقا لكن هذا لن يمنعنا." وأضاف للصحفيين أثناء زيارته لجنود إسرائيليين مصابين في مدينة بئر السبع الجنوبية "العملية ضرورية وإذا اقتضت الضرورة سنوسعها." ولم تفلح الجهود الدبلوماسية لوقف لإطلاق النار في تحقيق تقدم وشاركت فيها مصر وقطر وفرنسا والأمم المتحدة وآخرون. وقال مصدر قطري كبير لرويترز إن قطر ستستضيف اجتماعا بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة يوم الأحد. وذكر بيان للأمم المتحدة أن بان سيتوجه إلى الكويت ومصر وإسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن هذا الأسبوع. وقال المصدر القطري إن عباس سيتلقي أيضا مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس. وعقد عباس اتفاق مصالحة في ابريل نيسان مع حماس مما أدى إلى تشكيل حكومة وفاق وطني فلسطينية بعد سبع سنوات من سيطرة الحركة على قطاع غزة. وكانت حماس قد رفضت الجهود المصرية لوقف القتال قائلة إن أي اتفاق لابد أن يتضمن إنهاء لحصار القطاع والالتزام من جديد بهدنة تم التوصل إليها في حرب استمرت ثمانية أيام هناك في 2012. وقالت مصر يوم السبت إنها لا تعتزم تعديل مبادرتها لوقف إطلاق النار. وعلى الجانب الآخر قال مصدر بحماس في الدوحة إن حماس لا تعتزم تغيير شروطها لوقف إطلاق النار.