اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الجمعة، بآخر تطورات الأوضاع في قطاع غزة، ورفض إسرائيل سحب قواتها من القطاع ووقف إطلاق النار قبل أن تنتهي من تدمير الأنفاق التي تستخدمها المقاومة الفلسطينية. فضلا عن ذلك، اهتمت الصحف المصرية بعودة المواطنين المصريين العالقين على الحدود الليبية التونسية، واستئناف محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك يوم غد السبت. وركزت جريدة (الأهرام) شبه الرسمية، في مقال لها تحت عنوان "إسرائيل ترفض وقف عدوانها على غزة وتستدعي 16 ألف جندي، وواشنطن تناشد تل أبيب عدم استهداف المدنيين .. وتزودها بالذخيرة"، على إعلان بنيامين نتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، رفض الحكومة الإسرائيلية لأي اقتراح يمنع الجيش من إتمام مهمته بنسف الأنفاق. ومن جهتها، تطرقت صحيفة (الجمهورية) إلى حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة التي ارتفعت إلى 1374 ، والى تصريح الرئيس الفلسطيني، أبو مازن، الذي أعلن فيه أن قطاع غزة "منطقة منكوبة"، وحث الوكالات والمؤسسات الدولية على تقديم مساعدات عاجلة وتوفير ملاجئ آمنة للمدنيين الفلسطينيين وإنشاء ممرات إنسانية من أجل تقديم الإغاثة اللازمة. وفي نفس السياق، تطرقت الصحف المصرية إلى الجهود الدبلوماسية، ومنها الجهود المصرية المبذولة من أجل وقف العدوان الإسرائيلي ووقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية والقوافل الطبية إلى قطاع غزة. وأكدت صحيفة (الأخبار) أن القاهرة استضافت وفدا أمنيا إسرائيليا خلال الساعات الماضية وأنه تم تقديم ورقة مصرية إلى الحكومة الإسرائيلية على أساس المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار وترمي إلى العودة إلى طاولة المفاوضات بشكل جاد. وبحسب المصدر ذاته، حثت الورقة المصرية المقدمة على ضرورة رفع الحصار تدريجيا عن القطاع وإدخال جميع المساعدات إلى غزة، بما فيها أموال إعادة إعمار البنى التحتية والمساعدات الإنسانية، وكذا اللجوء إلى بعض بنود اتفاق 2012 بين الطرفين، خاصة الإفراج عن المعتقلين الذين اعتقلوا مؤخرا وإطلاق سراح الدفعة الرابعة من المعتقلين الذين كان من المفترض أن يطلق سراحهم في أبريل الماضي. ومن جهة أخرى، تطرقت الصحف المصرية إلى عمليات التخريب التي تستهدف محطات الكهرباء في مصر، وأوردت تصريحات لمحمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الذي قال إن "أيادي خفية من داخل قطاع الكهرباء متورطة في التخريب المتعمد". كما أوردت تصريحات لنفس الوزير حول أزمة الطاقة بمصر والجهود التي تبذلها الدولة من أجل التغلب على مشكلة انقطاع التيار وتأمين الشبكات الكهربائية واستقرارها وضمان التزود بالكهرباء بتوفير كميات الوقود المطلوبة لتشغيل محطات توليد الكهرباء. وعلى صعيد آخر، تطرقت الصحف المصرية إلى استئناف جلسات محاكمة الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك، ونجليه جمال وعلاء، ووزير الداخلية، حبيب العدلي، المتابعين بتهمة "قتل المتظاهرين"، غدا السبت أمام محكمة جنايات القاهرة. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (المصري اليوم) أن حسني مبارك يصر على حضور جلسة المحاكة يوم غد السبت، رغم إصابته بحالة إعياء، وأن هذه الجلسة ستخصص للاستماع إلى مرافعة دفاع مبارك. وفي قطر، أجمعت الصحف على أن جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة لا يمكن السكوت عليها، وأنه يتوجب على المجتمع الدولي جلب مرتكبيها إلى العدالة ومحاكمتهم أمام محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، مشددة على أن المجتمع الدولي مطالب ليس فقط بإدانة قصف إسرائيل المتعمد على الأطفال الفلسطينيين بغزة الذي يعتبر أمرا مخزيا وغير مقبول، بل أيضا باتخاذ موقف واضح وصريح بتجريمها ومحاسبتها على جميع جرائمها بحق الشعب الفلسطيني أمام الجنائية الدولية. وفي هذا السياق، قالت صحيفة (الراية)، في افتتاحيتها، "إن من المهم أن يدرك الجميع أن قطاع غزة أصبح منطقة كوارث إنسانية بسبب العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي يستهدف المدنيين العزل، وأن المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤوليته الأخلاقية واتخاذ جميع ما يلزم من إجراءات لوضع حد لهذا العدوان الذي تحاول من خلاله تبرير حملتها الإجرامية على الشعب الفلسطيني وتقويض حقه في الحياة"، مضيفة أن العدوان الإسرائيلي على غزة قد تحول إلى سلسلة مجازر يومية مروعة ضد المدنيين، "وأن صمت المجتمع الدولي خاصة مجلس الأمن عن هذه الجرائم هو الذي أوجد المبرر للدولة العبرية لممارسة المزيد منها بشكل ممنهج". ومن جهتها، نبهت صحيفة (الشرق)، في افتتاحيتها، إلى أن الوضع في قطاع غزة أضحى "على حافة الهاوية" حيث بات واضحا أن إسرائيل تستهدف تدمير القطاع وقتل شعبه بسياسة ممنهجة وسط صمت دولي يساوي بين الضحية والجلاد، داعية الشعوب الحرة إلى النهوض لنصرة غزة وممارسة الضغط على دولها، على نحو ما تتخذه دول أمريكا اللاتينية من مواقف قوية بسحب السفراء وتصنيف إسرائيل دولة إرهابية. أما صحيفة (الوطن)، فأشادت، في افتتاحيتها، بمواقف مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، نافي بيلاي من العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، مبرزة انه منذ بداية العدوان، "ظلت السيدة بيلاي، تصرخ بالتنديد، باعتباره عدوانا ضد المدنيين في الأساس، وظلت إدانتها تتصاعد، مع تكثيف إسرائيل للنيران، تلك التي لم يسلم منها حتى الفارون من الجحيم ، ومتمنية "لو يرتفع كل الأمميين إلى مقامها، لكانت الأممالمتحدة، قد انصلحت ككيان، معني حقا بالسلام وإحلاله واستدامته في هذا العالم."