تتوالى ردود الفعل المتباينة من مختلف العواصم الدولية تجاه العدوان الصهيوني على قطاع غزة، والذي أسقط إلى حدود الساعة أزيد من 200 شهيد وأكثر من ألف جريح. فبينما تناغمت الأصوات المنددة بالعدوان بين الشعبي والرسمي في مجموعة من الدول، تعاكست في دول أخرى كفرنسا. الأممالمتحدة وأمريكا وبريطانيا متحيزة للكيان الصهيويني لم تُخفِ جمعية الأممالمتحدة، في شخص أمينها العام، بان كي مون، تحيزها المكشوف للكيان الصهيوني، حيث اعتبرت أن ما يقوم به من قتل للأبرياء والفلسطينيين المدنيين العزل هو "دفاع عن النفس"، داعية في المقابل إلى "أخذ مزيد من الاحتياطات لعدم إصابة المدنيين". وهو الموقف ذاته التي اتخذته الولاياتالمتحدةالأمريكية، الحليف الاستراتيجي للكيان الصهيوني، وعلى المنوال نفسه سارت بريطانيا، غير أنها دعت إلى "وقف القصف والعمليات العسكرية" في القطاع. هولاند يُعاكس الشارع الفرنسي ويدعم العدوان الصهيوني وبدا الموقف الفرنسي الرسمي معاكسا لإدارة الشارع الذي نزل بالآلاف متحديا قرار السلطات بمنع التظاهر، للتنديد بالموقف المنحاز للرئيس فرنسوا هولاند للاحتلال الاسرائيلي. وحمل شبان وشابات، الذين ووجهوا بعنف من طرف قوات الأمن، حملوا الأعلام الفلسطينية، وهتفوا "نحن جميعا فلسطينيون" و"فلسطين ستنتصر". وشهدت مدن فرنسية أخرى تظاهرات خصوصا في ليل (في الشمال) وليون (في الوسط الشرقي) ومرسيليا (في الجنوب). البرلماني الأوروبي يدعو إلى الوقف الفوري للعدوان ودعا البرلمان الأوروبي حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى وضع حد "فورا" للهجمات الصاروخية على الكيان الصهيوني، ودعا الأخير إلى وقف العدوان على غزة واستئناف مفاوضات السلام. وقال البرلمان الأوروبي إنه "لا يوجد مبرر لتدمير البنية التحتية المدنية واستهداف المدنيين المتعمد"، معتبراً هذه الخطوات "جريمة حرب" ومشددا على أن "كلا من المواطنين الإسرائيليين والفلسطينيين لديهم الحق في العيش في سلام وأمن"، على حد تعبير بيان أصدره بهذا الشأن. فنزويلا تٌدين العدوان الصهيوني وترفض تحميل حماس المسؤولية من جهتها، أدانت الحكومة الفنزويلية "بشدة" العدوان الصهيوني، واصفة إياه ب"الإجرامي" وقالت إنه يستهدف "إبادة أهلها والقضاء على حياة رجال ونساء وأطفال أبرياء". ودعت فنزويلا، في بيان لوزارة الخارجية، مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إلى عقد جلسة خاصة وطارئة من أجل التطرق إلى "الانتهاكات الواسعة والممنهجة لحقوق الشعب الفلسطيني في غزة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الانتهاكات". ورفضت الحملات الرامية إلى محاولة إدانة الطرفين على حد سواء، وقالت "علما أنه من الواضح لا يمكن المقارنة، من الناحية الأخلاقية، بين فلسطينالمحتلة والتي تتعرض للإبادة وبين دولة الاحتلال ذات التفوق العسكري والتي تعمل خارج القانون الدولي". وخرج آلاف الفنزويليين في مسيرات ومظاهرات منددة بالعدوان الصهيوني والمعربة عن التضامن مع الفلسطينيين العزل بقطاع غزة. أردوغان ينتقد بشدة الصمت الدولي المتواطئ وفي تناغم بين الموقف الرسمي وموقف الشارع التركي، وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الخميس العدوان الصهيوني على قطاع غزة بأنه "محاولة إبادة منظمة للفلسطينيين"، منتقدا بعبارات قاسية "عدم تحرك" المجتمع الدولي حيال العدوان. وقال أردوغان، في مؤتمر دولي لرجال دين مسلمين في اسطنبول، "ليست هذه المرة الاولى التي نواجه فيها مثل هذا الوضع، فمنذ 1948، وفي كل الأيام وكل الأشهر وخصوصا خلال شهر رمضان المبارك، نشهد محاولة إبادة منظمة" من جانب الاحتلال الاسرائيلي. وأكد رئيس الوزراء على أن العدوان على غزة سيستمر ما لم يتخذ العالم الاسلامي موقفا واضحا من "إسرائيل"، منتقدا موقف مصر بشدة، قائلا إن الجهة التي ينبغي التواصل معها بشأن الهدنة هي حماس وليس مصر، ورأى أن هناك محاولات لإضفاء شرعية على الإدارة المصرية التي تفتقر للشرعية، على حد تعبيره. وخرج آلاف الأتراك في مسيرات وفعاليات احتجاجية شبه يومية، منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة، للتعبير عن تضامنهم مع غزة ودعمهم للمقاومة، والتنديد بالعدوان الصهيوني الغاشم. الجزائر تدعو لوقف العدوان الغاشم من جانبها، دعت الجزائر المجتمع الدولي برمته إلى اللجوء عاجلا إلى "كافة السبل التي من شأنها وقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني الأعزل". وأشارت خارجيتها في بيان إلى أن التدخل العسكري البري الذي شنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة يُعد "تصعيدا خطيرا يعكس استهانة المعتدي الإسرائيلي بنداءات المجتمع الدولي المتكررة". ويعرف الشارع الجزائري تنظيم فعاليات تضامنية مع الشعب الفلسطيني وتنديدية بالعدوان الصهيوني على غزة. مصر.. السيسي يقول إنه يتحرك لوقف العدوان وقال الرئيس المصري، وقائد انقلاب الثالث من يوليو 2013، عبد الفتاح السيسي، إنه نقل إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "حرص مصر على سلامة الشعب الفلسطيني والتوصل لوقف إطلاق النار بأسرع وقت ممكن"، مضيفا أن بلاده "تُجري اتصالات مكثفة مع كافة الأطراف المعنية الفاعلة للتوصل إلى تسوية سلمية عادلة وشاملة ونهائية للقضية الفلسطينية استناداً إلى حل الدولتين"، حسب تعبيره. فيما طالب وزير خارجية مصر، سامح شكري، الاحتلال الاسرائيلي بعدم التصعيد، معتبرا أن ذلك "سيكون له آثار وخيمة على المنطقة بأكملها". وعلى الميدان قررت السلطات المصرية فتح معبر رفح على الحدود مع غزة ليوم واحد فقط لمرور الجرحى الفلسطينيين، حيث فتحته الخميس وأغلقته الجمعة. فيما يعرف الشارع المصري فعاليات منددة بالعدوان الصهيوني على غزة، ورافضة في الوقت نفسه، للانقلاب العسكري. الكويت تدعو إلى التهدئة واقتصر الموقف الكويتي على الدعوة إلى لالتزام ببنود اتفاقية الهدنة التي تم التوصل إليها في نونبر 2012، وعلى دعم الجهود التي تصب في هذا الصدد. كما كان لها السبق في دعوة أعضاء مجلس الجامعة العربية إلى عقد اجتماع عاجل على المستوى الوزاري لمتابعة تدهور الأوضاع في قطاع غزة إثر العدوان الإسرائيلي الغاشم" على القطاع. الإمارات تُقدم المال من جهتها أعلنت الإمارات بتوجيهات من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، والفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بتخصيص 192 مليون درهم إماراتي "كمساعدات إنسانية عاجلة لدعم صمود أبناء الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي غاشم على قطاع غزة وإقامة مستشفى ميداني متكامل في القطاع". الأردن تدعو إلى العودة إلى طاولة المفاوضات ودعا المتحدث باسم الحكومة وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، محمد المومني، الاحتلال الاسرائيلي إلى 'العودة إلى طاولة المفاوضات لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية'. سوريا: بشار صامت وائتلاف الثورة يدين العدوان أما بسوريا، فيبدو أن نظام بشار الأسد لا يهمهم أمر ما يجري بقطاع غزة من عدوان اسرائيلي همجي، حيث لم يعلن على موقف رسمي إلى حدود الآن، بينما أدان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ما وصفه ب"العدوان الإسرائيلي الغاشم" على الشعب الفلسطيني، مؤكداً وقوفه صفاً واحداً إلى جانب أبناء غزة المحاصرة في الظروف "الصعبة والخطيرة" التي يمرون بها. فيما دعا حزب البعث العربي الاشتراكي، الذي ينتمي إليه بشار، إلى تنظيم وقفات تضامنية معه والخروج إلى الميادين في كل أنحاء الوطن العربي والعالم استنكارا لهذا العدوان.وأدان "مجلس الشعب السوري" العدوان الاسرائيلي الوحشي ضد الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة وأكد على أنه" حرب إبادة تستوجب المحاكمة الدولية لسلطات الاحتلال وكل من يدعمها". السعودية تدعم الهلال الأحمر بالمال واعتبر المندوب السعودي الدائم لدى الأممالمتحدة، عبد الله المعلمي، أن كلمة نظيره "الإسرائيلي" الدائم أمام مجلس الأمن بشأن غزة، أشبه "بالتمثيلية السخيفة". فيما الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ملك السعودية أمر بتقديم 200 مليون ريال للهلال الأحمر الفلسطيني في غزة .