على إثر حملة الإبادة الجماعية وجرائم الحرب المتواصلة التي يقوم بها الجيش الصهيوني الجبان على شعبنا الفلسطيني الشقيق في غزة، والتي أدت إلى سقوط المئات من القتلى والجرحى سواء من رجال قوات الأمن من شرطة المرور وحراس الأمن العام ومن مدنيين أطفالا ونساء وكهولا ، واستهدفت المساجد والمستشفيات والجمعيات الخيرية ، والتي جاءت لتتوج مسلسلا عدوانيا آخر من الحصار والتجويع، وقطع المؤن الغذائية ووقود التدفئة وإنتاج الكهرباء بما كان لذلك من تعطيل لأعمال المؤسسات الحيوية ، وفي مقدمتها المستشفيات والمراكز الصحية . وعلى إثر التواطؤ الواضح والمكشوف لبعض الأنظمة العربية المجاورة، إما بالتحريض أو الإذن أو الصمت المتواطئ أو بالتشفي ، وتحميل حركة حماس المسؤولية فيما يحدث ، في تسوية آثمة ودنيئة بين الضحية والجلاد ، بين المحتل المغتصب وبين الشعب الفلسطيني الصابر المقاوم ، وفي إنكار لم يسبق له مثيل للحق في مقاومة المحتل ، وهو الحق الذي مارسته كل الشعوب في التاريخ القديم والحديث. وأمام شلال الدم الذي ينزف في شوارع غزة ، وأشلاء الشهداء تحت الأنقاض، فإن الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب يعبر عن: 1 إدانته الشديدة لهذه الحلقة من المسلسل الإجرامي الوحشي من التصفية الجماعية التي يتعرض لها فلسطينيو غزة عقابا لهم على تمسكهم بالحقوق التاريخية، وعلى تصويتهم على خيار المقاومة من خلال التصويت على حماس. ويحيي صمود الشعب الفلسطيني وإصراره على الاصطفاف وراء قياداته الوطنية الإسلامية والوطنية المقاومة رغم فداحة التضحيات ، ويوصي بمزيد من الصبر والاصطبار في الطريق اللاحب للتضحيات التي سبقت إليه كثير من حركات المقاومة في العالم العربي والإسلامي وفي العالم برمته . 2 اعتبار ما يقع في غزة المحاصرة إبادة جماعية وجريمة ضد الإنسانية تستوجب التدخل الفوري للمجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات العاجلة لوقف العدوان الصهيوني الغاشم على المدن والقرى في قطاع غزة وفلسطين ، ومحاسبة ومعاقبة الجناة على ما يرتكبونه من جرائم وحشية وانتهاكات لحقوق الإنسان في خرق سافر للأنظمة والقوانين الدولية. 3 إدانته لبعض الأصوات النشاز من عرب إسرائيل من المتواطئين بالإذن أو بالصمت أو بالتسويغ لتلك الإعمال الإجرامية أو بالمشاركة في إحكام طوق الحصار على غزة واعتبارهم شركاء في جريمة الإبادة الجماعية التي تشهدها غزة . 4 نطالب السلطات المصرية بفتح غير مشروط لمعبر رفع ووقف إمدادات الغاز للكيان الصهيوني ، والاستجابة في ذلك لإجماع الشارع المصري والعربي والإسلامي ، وأن تسجل بذلك موقفا خليقا بالشعب المصري يدفع عنها شبهة التواطؤ . 5 يدعو السلطة الفلسطينية لوقف أي شكل من أشكال التفاوض والجري وراء سلام موهوم مع كيان قام من أول يوم على العدوان والعدوان والتوسع والاستيطان والاصطفاف في خندق المقاومة للاحتلال والعدوان ، ويدعو الفصائل الفلسطينية إلى وحدة الصف ووحدة الكلمة على قاعدة المقاومة وليس على قاعدة الاستسلام للإرادة الصهيونية . 6 يطالب الأنظمة العربية التي تربط علاقات مع الكيان الصهيوني إلى طرد سفراء هذا الكيان الإرهابي ووقف كل أشكال التطبيع المباشر وغير المباشر مع الكيان الصهيوني الغاصب . 7 ـ دعوة الحكومات والمنظمات والهيئات الإسلامية والعربية الرسمية والشعبية إلى تحمل مسؤولياتها كاملة أمام هذا القتل وهذه الإبادة الجماعية و السعي إلى تقديم جميع إشكال العون والنصرة للشعب الفلسطيني في غزة وفلسطين ومساعدته على تجاوز المحنة القاسية التي يجتازها . 8 ـ يعرب عن تقززه واستهجانه البالغ للموقف المخزي لمجلس الأمن الخاضع لهيمنة الإدارة اليمينية الأمريكية والذي قدم تبريرا مقيتا لجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني ، ويحيي الضمائر الغربية الحية التي تحركت لاستنكار مجزرة غزة ، ويدعوها لتكثيف فعاليتها من أجل حمل حكوماتها على التحرك لوقف العدوان الصهيوني. 9 ـ يدعو القوى النقابية المغربية والعربية والإسلامية والعالمية المعروفة بمواقفها المناهضة للظلم بتحرك عالمي لمساندة الشعب الفلسطيني والضغط من أجل إيقاف المجازر المتواصلة في غزة ، ومن أجل إيقاف مختلف أشكال الامتيازات الاقتصادية والتجارية للكيان الصهيوني التي يوظف بعضا منها في الهولوكست الجديد القائم في غزة . 10ـ يدعو الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب جميع جامعاته واتحادات الجهوية والإقليمية إلى اتخاذ مبادرات احتجاجية متعددة الأشكال في مختلف المواقع للتعبير عن تضامنه ومساندته للشعب الفلسطيني في محنته والانخراط القوي في مختلف المبادرات الداعمة المنددة بالهجمة الإرهابية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني . وحرر بالرباط يوم الأحد29 ذي الحجة 1429هـ الموافق لــ 28 دجنبر 2008 محمد يتيم الكاتب العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب