تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلية حملة التطهير العرقي التي بدأتها الأسبوع الماضي شمال قطاع غزة مخلفة الدمار والخراب وموقعة عشرات الشهداء ومئات الجرحى. وتؤكد المحافل العسكرية الإسرائيلية نيتها توسيع عملياتها في محاولة منها لإيقاف المقاومة ومنع إطلاق صواريخ القسام. تهديد متواصل وأعلنت المصادر العسكرية الإسرائيلية أن الجيش والمخابرات العامة وضعتا لوائح بأسماء نحو 300 فلسطيني في بيت حانون ومخيم جياليا متهمون بأنهم "متورطون في تصنيع صواريخ القسام وإطلاقها على المستوطنات اليهودية، بهدف تصفيتهم فردا فردا" حسب المصادر. وقال مسؤولون إسرائيليون إن العملية الدامية في غزة تم تغيير اسمها من "الحل الجذري" إلى "أيام الندم" بعد إقرار الحكومة والجيش والمخابرات توسيعها. وبحسب الخطة الإسرائيلية فإن قوات الاحتلال "ستلاحق الناشطين الفلسطينيين من بيت إلى بيت ومن شارع إلى شارع، اعتمادا على معلومات استخباراتية من عملاء على الأرض وصور بواسطة الطائرات بلا طيار". وقال مصدر أمني إسرائيلي إن الجيش بدوريات دون توقف حتى يجذب المسلحين إلى الشوارع ويقتلهم من الجو. 60شهيدا وتفيد الإحصائيات الرسمية الفلسطينية أن نتيجة إمعان قوات الاحتلال الإسرائيلي في ممارسة إرهاب الدولة و توسع من عدوانها على محافظة الشمال أسفر عن سقوط نحو 70 فلسطينيا خلال أقل من أسبوع وإصابة نحو ثلاثمائة آخرين بجروح. وبين الشهداء 18 طفلا. وأفادت المصادر الطبية في مستشفيات القطاع أن حالة العديد من المصابين لا تزال خطرة، فضلاً عن حدوث إعاقات دائمة لعدد منهم. وإضافة إلى ذلك تواصل تلك القوات أعمال التدمير في المنازل السكنية والمنشآت المدنية والأراضي الزراعية والآثار السياحية، وتطلق بين الحين والآخر قذائفها المدفعية باتجاه المنازل السكنية، الأمر الذي أدى إلى اشتعال النيران في عدد منها واحتراقها. وأكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أن قوات الاحتلال لديها النية المبيتة لإيقاع اكبر عدد ممكن من الضحايا في صفوف المواطنين الفلسطينيين، وذلك من خلال إطلاقها الصواريخ الجوية والقذائف المدفعية على التجمعات السكانية، والتي راح ضحيتها حتى اللحظة 27 مدنياً أعزل، من بينهم 18طفلاً، الأمر الذي يدحض مزاعم رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي " يعلون" بأن جميع من قتلوا هم من المسلحين الفلسطينيين. وأضاف أن قوات الاحتلال تتمترس منذ بداية العملية العسكرية على بعد أمتار قليلة من مخيم جباليا، الذي يبلغ عدد سكانه نحو 120 ألف نسمة على بقعة من الأرض لا تزيد عن 2 كيلو متر مربع، مصوبة مدافعها وفوهات بنادقها باتجاه أحياء هذا المخيم، والذي يعتبر من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، مما أدى إلى سقوط معظم الشهداء داخله، واحتراق العديد من منازله. وشدد على أن تلك القوات تستخدم القوة غير المتكافئة ودون تمييز في حربها ضد رجال المقاومة الفلسطينية، عبر استهدافهم بأعتى وسائلها العسكرية والحربية، حيث أن معظم من سقطوا منهم لم يكونوا في وضع قتالي مع قوات الاحتلال لحظة استشهادهم. وعبر عن قلقه من التصريحات التي تتناقلها وسائل الإعلام الإسرائيلية على لسان القادة السياسيين والعسكريين في حكومة الاحتلال حول استمرار العملية العسكرية لأسابيع وليس لأيام فقط، وحول التسميات التي تطلقها بين الحين والآخر على هذه العملية، موضحا أنها تنم عن سياسة العقاب الجماعي، والتي باتت تشكل نهجاً ونمطاً يومياً في السياسة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. وأوضح تقرير نشره معلومات من مركز المعلومات الصحية التابع لوزارة الصحة أن قوات الاحتلال تستخدم أسلحة محرّمة دولياً، مثل القذائف المسمارية، والانشطارية، والصواريخ الحارقة، مشيراً إلى أن جثامين ثمانية شهداء وصلت إلى المستشفيات عبارة عن أشلاء نتيجة إصابتهم بشكل مباشر بقذائف وشظايا من الدبابات والطائرات الحربية الإسرائيلية. الفصائل تتصدى وأظهرت الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية خلال الاجتياح استبسالا في الدفاع عن المخيم، موقعة الخسائر المادية وفي الأرواح في صفوف جنود الاحتلال حتى قتل خلال اليوم الأول للاجتياح خمسة إسرائيليين وأصيب عدد آخر بجروح . وحسب البيانات العسكرية للفصائل فإن عددا من الدبابات والجرافات والآليات العسكرية تم تدميرها باستخدام القنابل والقاذفات المحلية وغيرها، وأصيب أو قتل من فيها لكن قوات الاحتلال كعادتها لا تعرف بذلك. وأكد ناطقون باسم عدد من الفصائل أن قوات الاحتلال أوقفت تقدمها داخل المخيم، فيما هددت كتائب القسام بتوجيه صواريخها نحو عسقلان. إضراب وحداد وتزامنا مع تنفيذ الجريمة في غزة سادت الأراضي الفلسطينية في الضفة وغزة أجواء الإضراب العام والحداد، وأغلقت المحال التجارية أبوابها وعلق الدارسة في المدارس ونظمت القوى الوطنية والإسلامية إلى مسيرات حاشدة تضامنا مع أهالي مخيم جباليا وشمال غزة. خيار المقاومة ممثلو عدد من القوى والفصائل جددوا تأكيدهم على التمسك بخيار المقاومة لاستعادة الحقوق المسلوبة وتوفير الأمن والحماية للشعب الفلسطيني. مطالبين المجتمع الدولي بفرض عقوبات على إسرائيل وإجبارها على وقف مجازرها بحق الشعب الفلسطيني. كما أعلن المجلس التشريعي عن إنهاء تعليق جلساته الذي كان من المقرر أن يستمر حتى الخميس القادم، وقرر استئنافها الأحد لمناقشة الاعتداءات الإسرائيلية على شمال القطاع. وأكد المجلس في بيان له" استئناف عقد جلساته وقطع فترة تعليق أعماله، التي أعلن عنها في السابق، وعقد جلسة طارئة غداً، هي الأولى من الدورة التاسعة، في مقريه في رام اللهوغزة، عبر نظام "الفيديو كونفرنس"، لمناقشة تطورات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وبحث سبل مواجهة هذا العدوان". إبادة جماعية من جهتها وصفت حركة حماس ما يجري في قطاع غزة بأنه جريمة إبادة جماعية. وقالت في بيان لها أمس: "منذ بضعة أيام يتعرّض قطاع غزة، وخصوصاً مناطقه الشمالية إلى عدوان صهيوني بشع تستخدم فيه قوات الاحتلال كل وسائلها الوحشية، حيث قتلت ما يزيد عن ستين شهيداً حتى الآن، وجرحت المئات من أبناء شعبنا الفلسطيني المصابر". وأدانت الحركة بشدة "العدوان الغاشم" مطالبة "الدول العربية والإسلامية على الصعيد الرسمي والشعبي، بالتحرّك لوقف جرائم الإبادة الجماعية، التي يتعرّض لها شعبنا الصابر المصابر في فلسطين". كما طالبت المجتمع الدولي الذي ما فتأ يذكّر بشرعة حقوق الإنسان، أن يقوم بواجبه في وقف المجازر الجماعية التي تنتهك حقوق الإنسان الفلسطيني. داعية فصائل المقاومة كافة إلى التوحّد في مواجهة هذا العدوان الشرس. من جهته قال عضو القيادة السياسية للحركة إسماعيل هنية في تصريحات للصحفيين إن جباليا تتعرض لحملة قتل جماعي موضحا أن "فصول المجزرة الرهيبة في شمال غزة تتوالى ويمارس العدو الصهيوني جريمة قتل جماعي في صفوف المدنيين من أبناء شعبنا الأعزل، وبشكل متعمد وعن سابق إصرار تنفيذا لقرار حكومة الإرهاب وذلك بهدف كسر إرادة شعبنا وإضعاف عزيمته وإلحاق الأذى بالمقاومة وأبنائها". ودعا هنية "كل أبناء شعبنا في الداخل والخارج إلى الوقوف إلى جانب أهلنا في جباليا". كما دعا أبناء أمتنا العربية والإسلامية إلى التضامن والتصدي للحملة الصهيونية البشعة سياسيا وإعلاميا وشعبيا وإلى تقديم يد العون للمناطق المنكوبة. عدوان غاشم وفي السياق ذاته دعت حركة "فتح" الجماهير الفلسطينية إلى المشاركة في المسيرات المنددة بالعدوان، كما دعت التجار إلى الالتزام بالإضراب التجاري العام. ونددت الحركة بالعدوان العسكري الإسرائيلي الغاشم على شمال غزة وقيام الطائرات المروحية المقاتلة بقصف ورشة لصيانة الغسالات والثلاجات في حي الدرج وقيام قوات جيش الاحتلال بقصف مقر الضيافة الرئاسي. وحذرت الحركة من خطورة تواصل وتصاعد هذا العدوان البربري، مؤكدة أنها تدق ناقوس الخطر أمام المجتمع الدولي مطالبة بتدخل دولي عاجل لوضع حد له وإنقاذ الشعب الفلسطيني من القتل المتعمد والتدمير واستهتار إسرائيل بالقانون الدولي وعدم احترامها لاتفاقية جنيف الرابعة والنداء الذي وجهه لها الأمين العام للأمم المتحدة بهذا الخصوص. وحيت حركة فتح الصمود البطولي لجماهيرنا المناضلة في شمال غزة والملحمة البطولية التي يسطرها كافة المناضلين والمجاهدين والمقاومين من حركة فتح والفصائل الفلسطينية المناضلة وتصديهم لقوات جيش الاحتلال. الخروج عن الصمت كما دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المجتمع الدولي للخروج عن صمته ووقف سياسة تعدد المكاييل في التعاطي مع القضايا الدولية وأخذ دوره الذي تمليه عليه قرارات الشرعية الدولية والتحرك لوقف عدوان حكومة شارون المستمر على شعبنا واتخاذ قرارات صارمة لتوفير الحماية الدولية لشعبنا لانهاء الاحتلال وتوفير مقومات ممارسة حقه في تقرير مصيره. ودعت الأشقاء العرب إلى التحرك لإسناد نضال شعبنا دفاعا عن ذاته وحقوقه الوطنية وتوفير الحماية العربية له واتخاذ إجراءات واضحة لردع حكومة شارون ليس أقلها وقف العلاقات السياسية معها وكل أشكال التطبيع والتحرك الفاعل على الصعيد الدولي ودعوة مجلس الأمن للانعقاد للوقوف أمام الجرائم الجماعية الإسرائيلية التي تمارس بحق أبناء شعبنا. نداء عاجل وفي نداء عاجل للمجتمع الدولي صدر عنه طالب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بوقف تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بسبب الإغلاق الشامل. داعيا "المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري والعاجل لدى سلطات الاحتلال الحربي الإسرائيلي، وذلك من أجل الوقف الفوري لسياسة العقاب الجماعي التي تنفذها ضد السكان المدنيين في قطاع غزة، والذي أصبح سجناً كبيراً يأوي أكثر من حوالي مليون وأربعمائة ألف فلسطيني لا يستطيعون التنقل والحركة خارجه أو حتى بين محافظاته ومدنه ومخيماته". وأهاب المركز بالمنظمات الدولية العاملة في المنطقة بالتدخل الفاعل لدى السلطات المحتلة من أجل إجبارها على إعادة فتح المعابر المؤدية لقطاع غزة، وفتح حاجزي أبو هولي والمطاحن وطريق غزة الساحلي، وذلك ليتسنى السماح بحرية حركة وتنقل الأشخاص ويمكنهم من التزود بالامدادات الغذائية والطبية اللازمة للقطاع، والوصول إلى خدمات الرعاية الصحية اللازمة لهم والتمكن من الوصول إلى أعمالهم ومؤسساتهم التعليمية، والعودة إلى منازلهم آمنين. وأكد أن المستشفيات والمراكز الصحية في قطاع غزة تعاني من نقص شديد في الأدوية والمستلزمات الطبية، والتي يتعذر إمدادها بها بسبب حالة الاغلاق والحصار الشامل المفروضة على القطاع، وعدم السماح لعربات ووسائط النقل الطبية بحرية التنقل والحركة للوصول إلى المؤسسات الصحية، وتزويدها بما يلزمها لضمان قيامها بتأدية عملها الطبي وخدمة المرضى والجرحى. ودعا سلطات الاحتلال الحربي إلى التوقف الفوري عن ممارسة تلك الانتهاكات، المخالفة للمواثيق الدولية لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني. مذكرا سلطات الاحتلال الحربي الإسرائيلي بإلتزاماتها القانونية، وفقاً لقواعد القانون الدولي الإنساني، وخاصة أحكام إتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949، والتي تلزم سلطات الاحتلال الحربي بحماية السكان المدنيين وتوفير وسائل عيشهم ومصادر رزقهم واحترام حقوقهم في حرية التنقل والحركة. كما دعا المجتمع الدولي وأجسام الأممالمتحدة المختلفة للتدخل من أجل وقف إجراءات العقوبات الجماعية ضد السكان الفلسطينيين في الأراضي المحتلة بشكل عام، وفتح الطرق والمعابر أمام السكان المدنيين في القطاع ليتمكنوا من ممارسة حياتهم بشكل آمن. اعتراف إسرائيلي بالفشل على الصعيد الإسرائيلي قال وزير القضاء يوسي لبيد إن القيام بعملية عسكرية واسعة في قطاع غزة من شأنها أن تزيد من الخسائر البشرية وتزيد من حجم الدمار في الجانب الفلسطيني وتؤدي إلى تنديدات عالمية ولن تستطيع منع سقوط الصواريخ. وانتقدت صحفية هآرتس ما أسمته "الدعوات الهستيرية" الصادرة عن الحكومة الإسرائيلية للرد الانتقامي على صواريخ "القسام" بالتصعيد وإسقاط المزيد من الضحايا الفلسطينيين وهدم بيوتهم، محذرة من مغبة التورط والغرق في قطاع غزة. مشيرة إلى إخفاق الاحتلال في إسكات الصواريخ الفلسطينية المصنعة محليا ونجاح المقاومة في جعله ينسحب تحت النيران، معتبرة الاقتراح بالقصف العشوائي لغزة على كل صاروخ يسقط أو إقامة شريط عازل لحماية مستعمرة بأنهما "يعنيان التصعيد وزيادة أعداد الضحايا من الجانبين". وحذر المعلق العسكري زئيف شيف هو الآخر إسرائيل من انفجار ما أسماه "طنجرة الضغط الغزاوية" وانفجارها في الأيام القريبة إيذانا ببدء مرحلة جديدة من المواجهة الدموية المتصاعدة. إلى ذلك حملت كتلة السلام الإسرائيلية الحكومة شارون مسؤولية إراقة الدماء المستمرة في الأراضي المحتلة متهمة إياها برفض عروض وقف إطلاق النار المقترحة من قبل مصر وجهات أخرى. مؤكدة أن الاحتلال جرب جميع وسائل القمع من اغتيال القادة وغزو القطاع وتقطيع أوصاله إلى أجزاء وقصف الطائرات وهدم البيوت واقتلاع المزيد من الأشجار بيد أن كل ذلك اخفق في توفير الهدوء. ودعت المنظمة الإسرائيلية إلى منع المفلسين السياسيين والأمنيين من قيادة الإسرائيليين ثانية إلى هذا الطريق المسدود. منوهة إلى أن أية دولة في العالم لم تنجح حتى الآن في الانتصار على "حرب العصابات. صور هن المجازر http://www.palestine-info.info/arabic/palestoday/dailynews/2004/oct04/2_10/photo.htm فلسطين – التجديد- عوض الرجوب