نُظّم بعد زوال يوم أمس الجمعة احتجاج شارك ضمنه العشرات قبالة مقر مفوضية الشرطة بسلا من أجل إبداء الاستياء ممّا وُصف ب "الحكرة القاتلة" التي راح ضحيّتها الشابّ فضيل أبركان، البالغ من العمر 37 سنة، وذلك بعدما تعرّض للتعذيب على أيدي أفراد شرطة منتمين لذات المُفوّضة المذكورة. المُحتجّون رفعوا شعارات مندّدة بالتعذيب الذي طال الضحيّة وأخرى منتقدة لاستمرار تفعيل أساليب "العهد القديم" ضمن ما أضحى يوصف ب "العهد الجديد"، زيادة على ما أقدم عليه ذات المُحتجّين من مُجاهرة بمطلب أجرأة مُتابعة قضائية في حقّ كلّ رجال الشرطة الذين كان لهم يد في التعذيب المُفضي إلى موت فضيل أبركان. "شهيد التعذيب فضيل أبركان"، كما أصرّ على مناداته أنصار قضيّته، كان يقطن بحي الانبعاث بسلا وعُرف كعنصر نشيط في صفوف الشبيبة الاتحادية بالمنطقة، كما كان قد تعرّض ليلة عيد الفطر الأخير إلى الاعتقال بدعوى "التعاطي للحشيش"، إذ أقدم شرطيون منتمون لمفوضية أمن المدينة على تفعيل مسطرة الحراسة النظرية ضدّه بحرمانه من الحرّية ل48 ساعة، زيادة على حجز طال درّاجة نارية كان يمتطيها لحظة الاعتقال.. هذا قبل أن يتمّ إطلاق سراحه من قبل النيابة العامّة لدى ابتدائية سلا في تزامن مع ثاني أيّام عيد الفطر. قضيّة "شهيد التعذيب" أخذت في التطوّر منذ يوم الاثنين من الأسبوع الماضي، وهو اليوم الذي توجّه فيه فُضيل صوب مقر شرطة سلا لاسترجاع درّاجته النّارية التي سبق حجزها، إلاّ أنّ عناصر أمنية أخبرته بعدم إمكانية تسليمه مركبته لعدم توفّره على ورقة تأمين وأنّ التصريح بالضياع الذي قدّمه كمُستند حجّية على فقده لورقة التأمين لا يُمكن أن يُعتدّ به.. ما حذا بأبركان إلى معاودة قصد ذات المقر البوليسي بعد يومين مُقدّما وثيقة تأمين جديدة دون أن يتسلّم درّاجته التي استمرّ في حجزها.. وهو المعطى الذي جعل المُتوفّى يدخل في ملاسنات مع أحد الأمنيين. معلومات منقولة من أسرة الضحيّة تفيد بأنّ شرطة سلا عمدت إلى إعادة اعتقال "شهيد التعذيب" بعد أن قرر أحد رجال الشرطة اتّهامه بتوجيه إهانات، وهو ما أفضى إلى تفعيل جديد لمسطرة الحراسة النظرية التي أورد بشأنها، ضمن ذات رواية الأسرة، تحوّلها لحصص تعذيب تناوب عليها عدد من أفراد الشرطة من أجل إلحاق مضار بدنية، وهو ما أفضى إلى انهيار الضحيّة ودخوله مرحلة صحيّة حرجة بدت آثارها بجلاء بُعيد نقل فضيل أبركان صوب سجن "الزاكي"، إذ لم يستطع الصمود أزيد من ستّ ساعات وفارق الحياة يوم السبت الماضي وهو في طريقه لتلقي العلاج.. كما وُوريَ الثرى يوم الثلاثاء الأخير.