تنظم جمعية "ما تقيش أولادي"، صباح اليوم الجمعة، بوجدة، وقفة احتجاج وتضامن مع كل الأطفال ضحايا العنف وأسرهم، أمام مقر محكمة الاستئناف بوجدة. وقالت نجية أديب، رئيسة جمعية "ما تقيش أولادي"، في اتصال ب"المغربية"، إن تنظيم الوقفة، التي ستنطلق في حدود التاسعة من صباح الجمعة، يأتي على خلفية قضية تعذيب وحرق الطفلة القاصرة (ز.أ)، التي لا يتجاوز عمرها 11 سنة، على يد مشغليها داخل الفيلا، التي يقطنان بها حي الوحدة بوجدة، كما تأتي على خلفية جريمتي القتل المزدوجتين بفاس وإنزكان، اللتين راح ضحيتهما أربعة أطفال (طفلتان ذبحتا على يد والدهما بفاس، وطفل وشقيقته على يد خادمة الأسرة بإنزكان). وأضافت أديب أن الوقفة ستنظم بتنسيق مع عدد من الجمعيات المدنية والحقوقية المحلية بوجدة، وجمعيات حماية الطفولة، إضافة إلى مجموعة من المتعاطفين مع الخادمة الضحية، موضحة أن "الوقفة تأتي احتجاجا وتضامنا ضد الفعل الشنيع لمشغل الطفلة وزوجته، فرغم أنه رجل قانون، إلا أنه ارتكب، أولا، خرقا سافرا بتشغيله طفلة قاصرة، إضافة إلى تعريضها للتعذيب والإهانة والضرب، بطريقة همجية، لا علاقة لها بالإنسانية، على يده وعلى يد زوجته". وقالت رئيسة جمعية "ما تقيش أولادي" إن الجمعية تبنت الملف، وستتابع مشغلي الخادمة أمام القضاء، كما طالبت بالمتابعة القضائية لوالد الضحية، لأنه سلم ابنته للعمل في سن صغيرة، كما أنه لا يعرف حتى البيت الذي تعمل به، وطالبت بتوقيع المتابعة والعقاب على جميع الآباء، الذين يسلمون أبناءهم للعمل في سن مبكرة. وأبرزت أديب أن وقوع ثلاث جرائم، جريمتا قتل وجريمة تعذيب، خلال أسبوع واحد، وكل ضحاياها أطفال، "لا يبشر خيرا أبدا في ما يتعلق بحقوق الطفل، وحماية الأطفال من كل أشكال التعذيب والإهانة والتشغيل"، مشيرة إلى أن الجمعية "تندد بالاعتداءات المتكررة على الأطفال القاصرين، وبهذه الأفعال الإجرامية في حق أطفالنا ومستقبل وطننا". وكانت الخادمة الضحية اتهمت الزوجين، أحدهما يشتغل بسلك القضاء، اللذين تشتغل عندهما، بتعذيبها وحرقها وكيها بقضبان محماة على النار، وقص شعرها، وقالت إنها اغتنمت فرصة غيابهما عن الفيلا لتلوذ بالفرار، وتتجه نحو مفوضية الشرطة، التي نقلت الضحية إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الضرورية. وانفجرت قضية الخادمة القاصرة، التي تتحدر من مدينة تازة، وترقد حاليا بجناح الأطفال بمستشفى الفارابي بوجدة، الأسبوع الماضي، بعد تعرضها للضرب والتعذيب من طرف الزوجين. وكانت الضحية في حالة مزرية، وبادية عليها آثار الضرب والحروق في وجهها وأنحاء أخرى من جسدها، وتعاني حروقا في مناطق حساسة من جسدها، ووصف بعض المتتبعين للشأن الحقوقي بوجدة حالة الخادمة بالمثيرة للشفقة، بفعل الوضع المتقدم لآثار التعذيب على جسدها، التي تتطلب خضوعها لفترة تطبيب طويلة.