واصلت الصحف الأوربية، الصادرة اليوم الثلاثاء، اهتمامها بالتطورات الأخيرة في قطاع غزة على اثر العمليات العسكرية الإسرائيلية، ومنع المظاهرات المساندة للفلسطينيين بباريس، وكارثة تحطم الطائرة الماليزية في أوكرانيا وقرار دوران لييدا التخلي عن الأمانة العامة لحزب التقارب والوحدة الحاكم بكتالونيا. ففي فرنسا، خصصت الصحف تعاليقها للتطورات الأخيرة في غزة، متطرقة في هذا السياق إلى منع المظاهرات المساندة للفلسطينيين بباريس. وتساءلت صحيفة (ليبراسيون) عمن باستطاعته أن يبقى غير مبال أمام مشاهد الرعب والفظائع التي يقع ضحيتها سكان غزة منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية، مشيرة إلى أن هلاك أسر بأكملها ومنظر أطفال ونساء ممزقي الأشلاء وتشرد عدد من السكان والخسائر الكبيرة في صفوف المدنيين، أمر لا يطاق. وأضافت الصحيفة أنه يتعين، كما يدعو إلى ذلك الأوربيون والأمريكيون، البحث عن طرق لوقف إطلاق النار، وبدء مفاوضات شمولية من أجل التوصل إلى حل دائم يقوم على تعايش دولتين إسرائيلية وفلسطينية. من جهتها، تطرقت صحيفة (لوموند) إلى قرار منع المظاهرات المناصرة للفلسطينيين بباريس، معتبرة أن هذا المنع يشكل اعترافا من الحكومة بعجزها وافتقارها إلى الوسائل لتجنب التجاوزات. واعتبرت الصحيفة أنه بهذا القرار يكون الرئيس هولاند قد عزز تصريحاته الأولى الداعمة للحكومة الإسرائيلية في مواجهة صواريخ حماس، مشيرة إلى أنه اختار الاصطفاف مع معسكر إسرائيل محدثا القطيعة مع التوازن التقليدي للدبلوماسية الفرنسية. وأضافت أن صور الأطفال الذين قتلوا على شاطئ غزة غذت الشعور بالغضب حتى لدى أصدقاء إسرائيل. من جانبها، تناولت صحيفة (لاكروا) التجمعات المناصرة للفلسطينيين بباريس، التي نظمت رغم قرار المنع من اجل الاحتجاج على التدخل العسكري الإسرائيلي في غزة . وسلطت الصحف السويسرية الضوء على الغضب الدولي ضد الهجوم الإسرائيلي الدامي في غزة، متسائلة عن فرص نجاح وقف إطلاق النار سريعا بعد أسبوعين من القصف. وكتب (لاتريبيون دو جنيف ) أنه كان لابد من قتل 560 شخصا وجرح 3300، خاصة يوم الأحد الأسود لكي يمارس المجتمع الدولي ضغوطه على إسرائيل، ملاحظة أنه حتى الولاياتالمتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، رفعت من لهجتها نظرا للعدد المتزايد من القتلى المدنيين. وتحث عنوان "الغضب الأمريكي والإحراج السويسري"، وصفت صحيفة (لوتان) زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى القاهرة في محاولة لانتزاع هدنة فورية ب"المستحيلة"، مبرزة أن واشنطن تضطر للعمل مع الحكومة المصرية التي انتقدتها بسبب "المواقف القمعية تجاه الإخوان المسلمين". وأشارت في هذا السياق إلى أن الدبلوماسية الأميركية قادرة على تغيير مسار الحرب. وركزت صحيفة (فان تكترور) بدورها على تزايد انزلاق الجيش الإسرائيلي يوما بعد يوم في قطاع غزة، حيث فر أكثر من مائة ألف فلسطيني من ديارهم منذ بداية الهجوم. وفي إيطاليا، عادت الصحف إلى الوضع المأساوي في قطاع غزة في أعقاب القصف الإسرائيلي فضلا عن آخر التطورات في موضوع تحطم الطائرة الماليزية في شرق أوكرانيا. وتحت عنوان "غزة، لا يزال هناك قتلى" كتبت صحيفة (المساجيرو) أن الوضع لا يزال مأساويا في غزة، حيث تجاوز عدد القتلى 500 فلسطينيا، وآلاف الجرحى. ونقلت الصحيفة عن منظمة أطباء بلا حدود أن غالبية الضحايا من المدنيين الفلسطينيين، مضيفة أن أربعة أطفال قتلوا خلال يوم الاثنين في القصف الإسرائيلي الذي استهدف أيضا مستشفى. وفي ألمانيا، اعتبرت صحيفة (فولكشتيمه) أن الحرب في المنطقة "لن يكون فيها الفائز والخاسر" لذلك ترى أنه "أصبح من الضروري جدا، دعوة المجتمع الدولي للإسرائيليين والفلسطينيين للعودة إلى طاولة المفاوضات ووقف إراقة الدماء التي لا معنى لها". وأضافت أن ضمان ذلك يتطلب نهجا مغايرا للدبلوماسية الدولية، وقيام الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بوساطة على أساس أن تكون لدعواتهما وقع لتحقيق السلام في المنطقة على المدى الطويل. من جهتها، كتبت صحيفة (برلينه تاغسشبيغل) في تعليقها "مرة أخرى الوضع في الشرق الأوسط محزن"، معتبرة أن السؤال الوحيد الذي يفرض نفسه "هل يمكن أن يكون هناك شعور بالذنب، وإنهاء الصراع الحالي، ووقف سفك الدماء في أقرب وقت ممكن"، معربة عن اعتقادها بأن الجواب ستكشف عنه ربما الأيام القليلة المقبلة. أما صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) فاعتبرت أن حالة حرب حقيقية في قطاع غزة نتج عنها خراب وقتل العديد من الفلسطينيين من قبل الجيش الإسرائيلي، مشيرة إلى أن شوارع غزة أصبحت مليئة بالجثث والمستشفيات لم تعد تستوعب الكم الهائل من الجرحى الذين أصيبوا فيما المدنيين في كل مكان يهيمون على وجوههم بلا هدف يبحثون عن ملجأ. وأضافت الصحيفة أن قطاع غزة أصبح بمثابة "جحيم" حيث يعاني ما يناهز 8ر1 مليون شخص من هذه الحرب. وبخصوص حادث الطائرة الماليزية، انتقدت صحيفة (باديشن نويستن ناخغيشتن) تصرفات المقاتلين الانفصاليين الأوكرانيين في موقع سقوط الطائرة المنكوبة التي أودت بحياة 298 شخصا، وعرقلتهم لعمل المراقبين الدوليين، واستعراض عضلاتهم في المنطقة التي يسيطرون عليها، مشيرة إلى أن ذلك يبين أي نوع من الناس هؤلاء. وأضافت الصحيفة أن الهدف من وصول الخبراء الدوليين إلى موقع الحادث يروم فقط القيام بتحقيق مشروع إلا إذا كان للانفصاليين شيئا يحفونه. من جهتها، حملت صحيفة (فرانكفورتر ألجماينه تسايتونغ) المسؤولية لروسيا، مشيرة إلى أنه لحد الآن لم يتم إيجاد دليل قاطع عن الذي أعطى الأمر بإسقاط الطائرة التي أودت بحياة مدنيين أبرياء، لكن، تقول الصحيفة، هناك قرائن واضحة على المساعدات العسكرية والفنية التي يتلقاها الانفصاليون الموالون لروسيا في شرق أوكرانيا والتي تدل على أنها من الكرملين. من جانبها، أشارت صحيفة (ساربروكه تسايتونغ) إلى أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيجتمعون اليوم في بروكسل لذلك، ترى أنه يتعين إطلاق المرحلة الموالية للعقوبات ضد الشركات الروسية الكبيرة، فموسكو، في اعتبارها، لم تلتزم بأي اتفاق وتحتاج إلى "قرار سريع لفرض عقوبات ملموسة توقظ بوتين من حلمه". وفي بريطانيا، عادت صحيفة (ديلي تلغراف) إلى الموقف الذي أعرب عنه رئيس الحكومة البريطانية ضد موسكو بعد تحطم الطائرة الماليزية في شرق أوكرانيا، داعيا الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات شديدة ضد الكرملين لمسؤوليته في كارثة الطائرة التي أسفرت عن مقتل 298 راكبا وطاقم الطائرة. صحيفة ( الانديبندنت ) ترى أن فرنساوألمانيا، تتساهلان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مبرزة أنه ليست هناك رغبة في دعم العقوبات التي اقترحتها بريطانيا ضد شركات الطاقة الروسية، والمالية والدفاع، في حين ذكرت صحيفة (دو صان) نية الحكومة البريطانية تجميد أرصدة لكبار المسؤولين المقربين من الرئيس الروسي. وفي روسيا، كتبت صحيفة "فيدوموستي" أنه ليس من المعروف حتى الآن من يتحمل المسؤولية عن كارثة تحطم الطائرة الماليزية في أوكرانيا، مبرزة أن الغرب سارع في اتهام روسيا بتحطم طائرة الركاب، ويهدد بفرض عقوبات جديدة. ومن المنتظر أن توضح نتائج التحقيق المستقل تحت إشراف المنظمة الدولية للطيران المدني هذه المسألة بشكل نهائي. وأضافت الصحيفة أن نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف اقترح على كييف تقديم وثائق جرد الصواريخ من فئتي جو-جو وأرض-جو بنظم الدفاع الجوي الأوكرانية للخبراء الدوليين. وتحدثت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) مع الأكاديمي أليكسي أرباتوف، وهو مدير مركز الأمن الدولي بمعهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، حول التداعيات المحتملة للكارثة على العلاقات بين موسكو والغرب. وقال أرباتوف إن "هناك ثلاثة احتمالات أساسية إذا تبين أن قوات المقاومة الشعبية أسقطت الطائرة بواسطة منظومة "بوك" للدفاع الجوي، فعلينا أن نتوقع موجة جديدة من عقوبات حازمة جديدة على روسيا. وفي هذه المرة، سينضم إليها الاتحاد الأوروبي، لأن هذه الكارثة مسته بشكل مباشر". من جهته، قال الخبير العسكري ألكسندر غولتس لصحيفة (كوميرسانت) إن "النتائج التي سيخرج بها الخبراء الدوليون حول المسؤول عن فاجعة الطائرة الماليزية المنكوبة، قد تغير الوضع حول الأزمة الأوكرانية بشكل جذري. وفي حال توفر أدلة مقنعة على الرواية الأمريكية بأن قوات المقاومة الشعبية أسقطت الطائرة فعلا، لن تتفادى روسيا على الأرجح تكرار وضع شتنبر 1983، عندما أصبح الاتحاد السوفياتي "إمبراطورية الشر" في عيون الغرب بسبب حادثة طائرة "بوينغ" الكورية الجنوبية. وبإسبانيا، تركز اهتمام الصحف حول قرار دوران لييدا التخلي عن الأمانة العامة لحزب التقارب والوحدة الحاكم بكتالونيا، قبل بضعة أشهر من تنظيم استفتاء تقرير المصير حول استقلال كتالونيا، الذي ترفضه الحكومة المركزية. واعتبرت صحيفة (إلباييس) أن زعيم الاتحاد الديمقراطي الكاتالوني جوسيب أنتوني دوران لييدا، قرر ترك الائتلاف الذي يقوده حزب التقارب والوحدة دون تقديم أسباب مقنعة، مشيرة إلى أنه بتخليه عن الأمانة العامة للحزب وجه ليريدا ضربة قاسية للمخطط الاستقلالي لرئيس إقليم كتالونيا أرتور ماس. وأضافت اليومية أن لييدا متفق مع مضمون الاستفتاء لكن ليس على شكله، ولهذا السبب قرر ترك الحزب. من جهتها، كتبت صحيفة (أ بي سي)، المقربة من الحكومة، تحت عنوان استقالة لييدا تشكل ضربة لأرتور ماس، أن التحدي الاستقلالي لماس تسبب في قرار داخل ائتلافه بانسحاب الاتحاد الديمقراطي الكاتالوني. وأشارت اليومية إلى أن الائتلاف الذي يقوده حزب التحالف والوحدة فقد دعم نصف ناخبيه بخروج لييدا، القائد الكاريزمي الذي عرف كيف يحافظ على القواعد طيلة مساره السياسي. وبدورها، أوضحت صحيفة (لا راثون) أن زعيم الاتحاد الديمقراطي الكاتالوني علل قراره بامتناع حزب التقارب والوحدة خلال التصويت على قانون تنازل الملك خوان كارلوس عن العرش في يونيو الماضي. أما صحيفة (إلموندو) فترى أن استقالة لييدا، الذي يعارض الاستفتاء الكتالوني، يمهد الطريق للرئيس ماس للتقدم في مخططه الاستقلالي دون معارضين، مؤكدة أن خلفه، رامون إسبادالير، من أشرس المدافعين على هذه الاستشارة.