اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الاثنين، بجملة من المواضيع من أبرزها تخليد الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى، إلى جانب مواضيع أخرى وطنية ودولية. ففي إسبانيا، اهتمت الصحف بتطورات الوضع في كاتالونيا، التي دعا رئيسها أرتور ماس لاستفتاء في 9 نونبر المقبل، عقب اندلاع قضية التهرب الضريبي المتورط فيها الرئيس الكتالوني السابق خوردي بويول واجتماع الأسبوع الماضي بين ماس وراخوي. وكتبت صحيفة (لاراثون) في هذا الصدد أن نحو 599 كتالونيا مستقرين بالخارج فقط طلبوا التصويت يوم 9 نونبر المقبل في الاستفتاء الذي دعا اليه الزعيم القومي الكتالوني أرتور ماس، مشيرة إلى أن الحكومة المحلية لم تنجح في تعبئة أزيد من 1 في المائة من أصل 211 ألف من "الناخبين المحتملين" الذين يقيمون في الخارج. وأوردت صحيفة (الموندو)، في السياق ذاته، أن الحكومة الكتالونية لا يمكنها مطالبة المواطنين بالتصويت في الاستفتاء، مضيفة أن المحكمة العليا حظرت على الحكومة المحلية القيام بحملات مؤسساتية لدعوة الكتالونيين للتصويت. وأضاف اليومية أن الأمر يعد ضربة قاسية لحكومة أرتور ماس، التي تعتزم استخدام كل وسائلها المؤسساتية في دعايتها للتصويت في الاستفتاء. وفي سياق متصل، عادت صحيفة (إلباييس) إلى موقف حزب اليسار الجمهوري الكتالوني، الذي يعارض إجراء الاستفتاء، ويرفض أن يكون مكونا في حكومة ماس. وفي ألمانيا، اهتمت الصحف على الخصوص بالذكرى المئوية لإعلان ألمانيا الحرب على فرنسا، والعدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة. وكتبت صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) بهذا الخصوص أن إسرائيل لديها فرصة للتفاوض في القاهرة من أجل وضع حد لهذه الحرب، فيما على الجيش الإسرائيلي أن ينسحب تدريجيا من قطاع غزة، معتبرة أنه بدون اتفاق بين إسرائيل وحماس لا يمكن تحقيق الهدنة خاصة ، تقول الصحيفة ، وأن الاقتراح المصري يتضمن خطوات قابلة للتنفيذ. أما صحيفة (دي فيلت) فترى أن مفاوضات الهدنة ووقف سفك الدماء، والدعوات إلى إقامة سلام بين إسرائيل وحماس التي بادرت إليها الدول العربية والغربية على حد سواء مازالت أمرا غير مؤكد من قبل الجانبين، مشيرة إلى أن ألمانيا اقترحت إلى جانب ذلك رصد الوضع الراهن في غزة من قبل قوات الاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة. من جهتها، اعتبرت (تاغستسايتونغ) أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحده الذي يمكن أن يضمن سير المفاوضات مع إسرائيل ومصر على حد سواء والوصول إلى توافق بين الأطراف الثلاثة، مذكرة بأن حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تشكلت بين حماس وفتح قبل شهرين يتعين أن تمكن من انصهار قوات الأمن في كل الأراضي الفلسطينية بما فيها غزة تحت قيادة فتح وهي الخطوة الأقرب إلى التحقيق ، حسب الصحيفة. وبخصوص إحياء الذكرى المئوية لإعلان ألمانيا الحرب على فرنسا، أشارت صحيفة (راينيشه بوست) إلى أن "الرئيسان الفرنسي فرانسوا هولاند والألماني يواكيم غاوك يهدفان من خلال هذا الحدث المشترك إلى التأكيد على حفظ السلام في العالم، وذلك على ضوء الحروب المشتعلة التي تشهدها على الخصوص منطقة الشرق الأوسط، وأوكرانيا وليبيا"، معتبرة أن مثل هذا "النداء يكتسي أهمية بالغة في الوقت الراهن ولو من الناحية المعنوية". من جهتها، كتبت صحيفة (شفابيشه تسايتونغ)، في تعليقها، أن الرئيسان الفرنسي والألماني اجتمعا في القمة الجبلية المعروفة باسم "هارتمان سويليركوبف" في منطقة الألزاس التي تقاتلت بلادهما من أجلها على مدى قرون حيث لقي ما يناهز 30 ألف جندي فرنسي وألماني مصرعهم سنة 1915. صحيفة (نوي اسنايبروكه تسايتونغ) من جهتها ترى ضرورة إحياء مثل هذه المناسبات في العديد من المناطق في العالم من أجل رؤية التاريخ في اتجاهاته المختلفة وبشكل يبرز معاناة العديد من الأشخاص من الحروب معتبرة أن ثقافة الذاكرة المشتركة مهمة جدا ويتعين ألا تبقى مثل هذه الأحداث التي شهدها التاريخ منحصرة فقط على المؤرخين. من جانبها، علقت صحيفة (باديشن نويستن ناخغيشتن) أن ذكرى هذه الحرب التي استغرقت 100 سنة ، تدفع إلى التخوف من الوقوع مرة أخرى في لعبة القوى العظمى خاصة مع وجود الأزمة الأوكرانية الحالية التي تعد هي الأخرى أزمة إقليمية، معتبرة أنه يتعين النظر إلى الوراء لأخذ العبرة ونزع فتيل النزاع . وفي روسيا، واصلت الصحف تحليلاتها حول تأثير العقوبات الغربية الجديدة على الاقتصاد الروسي. وتحت عنوان "تلقيح ضد الاستيراد" استبعدت صحيفة (روسيسكايا غازيتا) أن تؤثر العقوبات الأوروبية والأمريكية الجديدة ضد روسيا بقدر كبير على حزمة البضائع التي تعرضها المحلات الروسية على المواطنين. ونقلت الصحيفة عن مصادر في وزارتي الصناعة والتجارة والزراعة، أن روسيا وصلت إلى مستوى كاف من الأمن الغذائي، إذ يتم إنتاج معظم البضائع والأغذية التي لها الأهمية الحيوية، داخل البلاد. وذكرت الصحيفة في هذا الخصوص أن نسبة البضائع المستوردة في صناعة الأغذية في روسيا تراجعت إلى 40 في المائة. صحيفة (كوميرسانت) حذرت من أن العقوبات الجديدة على روسيا ، في حال توسيعها لاحقا، قد تشمل قطاعات أخرى أكثر حساسية بالنسبة لروسيا، حيث تتجاوز نسبة المواد المستوردة 70 بالمائة كبعض الأدوية والأجهزة الطبية المعقدة، مشيرة في الوقت ذاته الى أنه بإمكان روسيا أن تعتمد في هذا المجال على التوريدات من الهند ودول أخرى. وفيما يخص البضائع التي كانت روسيا تستوردها من أوكرانيا، حيث كان 52 مصنعا أوكرانيا يتعاون تقليديا مع مؤسسات الإنتاج الحربي الروسية، ذكرت الصحيفة أن عملية تقديم بدائل محلية الصنع لتلك البضائع ستستغرق ما بين سنة وسنة ونصف. وفي موضوع آخر، قالت صحيفة (نوفيه إزفيستيا) أن نواب مجلس الدوما (البرلمان الروسي) يرغبون في مساعدة اللاجئين من أوكرانيا، حيث يعتزم البرلمان الروسي تغيير التشريعات المتعلقة بتواجد اللاجئين الأجانب داخل روسيا الاتحادية. وأضافت الصحيفة أن الإعلان عن ذلك تم في ختام زيارة وفد من نواب البرلمان الروسي إلى مخيم للاجئين الأوكرانيين في مقاطعة روستوف. ويعتزم نواب مجلس الدوما اقتراح تخفيض ضريبة الدخل للمواطنين الأوكرانيين الذين فروا إلى روسيا هربا من ويلات الحرب في بلادهم. وقالت الصحيفة إن 66 منطقة روسية تستقبل اليوم اللاجئين من أوكرانيا ويتركز الثقل الأساسي في ذلك على مقاطعة روستوف التي لها حدود مشتركة مع مناطق القتال في شرق أوكرانيا. وفي بلجيكا تطرقت الصحف للاحتفال بذكرى الحرب العالمية الأولى، وكتبت صحيفة (لاديرنيير أور) تحت عنوان "تخليد 14-18 .. إشادة عالمية'' أن العالم برمته، لاسيما رؤساء الدول ال13، سيكون ممثلا اليوم الاثنين بلييج للاحتفال بالذكرى المئوية لبداية الحرب العالمية الكبرى. وأضافت اليومية أنه إلى جانب رمزيته القوية، فإنه يتعين أن يحسس هذا الحدث البلد برمته، لاسيما الشباب، بضرورة استعادة ذاكرة بلدهم، مشيرة إلى أنه لا يؤخذ في الحسبان، في الغالب، أثر الحرب العالمية الأولى على التاريخ الدولي. من جهتها كتبت صحيفة (لاليبر بلجيك) أن هذا التخليد يشكل علامة قوية تندرج في إطار الاحتفال تحت شعار المصالحة بسبع مدن بلجيكية تضررت بشدة منذ صيف 1914 بالانتهاكات الألمانية الإجرامية. وأضافت اليومية أنه يتعين تتبع هذه المصالحة عبر مؤلفات علمية يكتبها مؤرخون من جميع الطوائف البلجيكية تتناول ذاكرة مدفونة وجب إعادة قرائتها في ضوء 2014. أما صحيفة (لوسوار)، فاعتبرت تحت عنوان "مائة سنة بعد، أكثر من مجرد ممارسة للذاكرة"، أن "ما وراء الجانب الرمزي، والقاسي بعض الشيء، لهذا النوع من الاحتفالات، فإنه يؤمل أن يدعو ممثلو البلدان ال83 المدعوة، على الأقل، إلى التفكير بعض الشيء في الوضع الراهن للعالم". وفي سويسرا اهتمت الصحف بالموضوع نفسه، إذ كتبت صحيفة (لو تون) أن "الحرب العظمى غيرت أوروبا بشكل عميق، ومعها سويسرا رغم حيادها"، مذكرة بأنها كانت أول تجربة لهذا البلد مع عدم الانحياز في حرب عالمية وشاملة في الوقت نفسه. من جهتها، تساءلت صحيفة (لا تريبيون دو جنيف) "إلى أي حد يمكن أن تلهم المثالية الأوروبية، بعد 100 سنة من إعلان ألمانيا الحرب على فرنسا، أطراف النزاع في الشرق الأوسط¿"، مشيرة إلى أنها أفضل طريقة لتكريم الضحايا وضمان عيش الأحياء في سلام. الأمر نفسه سارت عليه صحيفة (24 أور) التي أوردت دعوة الرئيسين الفرنسي والألماني للسلام في الشرق الأوسط "على خطى الآباء المؤسسين للمشروع الأوروبي الصعب ونموذج المصالحة الفرنسية الألمانية". وتساءلت اليومية عما إذا كان "أولئك الذين ما زالوا يزرعون حالات الصراع في جميع أنحاء العالم قادرون على التعلم من الهمجية التي سادت لسنوات عديدة في القرن العشرين". وبفرنسا تركز اهتمام الصحف كذلك حول تخليد ذكرى الحرب العالمية الأولى، وتطرقت صحيفة (لوفيغارو)، في هذا الصدد، للحفل الذي أقيم في الألزاس بحضور الرئيسين الفرنسي، فرانسوا هولاند، والألماني يواكيم غاوك، لتخليد هذه الذكرى المئوية. وأضافت اليومية أن الأمر يتعلق بتكريم غير مسبوق، فهو احتفال لأول مرة من قبل رئيسي البلدين معا بهذه الذكرى، مبرزة أن هولاند سيتوجه اليوم الاثنين إلى لييج ببلجيكيا للاحتفال بمقاومة الجيش البلجيكي. أما (لاتريبيون) فتطرقت للدخول الصعب الذي ينتظر الحكومة الفرنسية، على ضوء تصريحات رئيس الوزراء مانويل فالس عقب ندوة للحكومة بقصر الإليزيه، أكد فيها "أنه يخشى عودة صعبة بسبب الانكماش الاقتصادي" متهما "السياسات الاقتصادية المتبعة بأوروبا". وبالنسبة لهذه الصحيفة، فإن هناك ما يدعو رئيس الوزراء الفرنسي "للقلق حقا"، بالنظر للمؤشرات الاقتصادية الرئيسية، لاسيما تراجع ثقة الأسر وأرباب العمل والاستثمارات وارتفاع معدل البطالة خلال يونيو الماضي، وذلك للشهر الثامن على التوالي. وفي السويد، شكل انتهاك طائرة أمريكية للمجال الجوي السويدي ومشاركة مواطنين سويديين في العدوان الإسرائيلي على غزة أبرز اهتمامات الصحف. وتناولت (داغينس نيهيتر) انتهاك طائرة أمريكية مؤخرا للمجال الجوي السويدي. وتابعت اليومية أن السلطات الأمريكية اعترفت بالواقعة، مبرزة أن طائرة (بوينغ إر-سي) 135 قامت بعمليات تجسس وحلقت فوق بحر البلطيق ودول البلطيق وبولندا يوم 18 يوليوز الماضي، وأن رادارات روسية رصدتها قبل أن تطاردها إحدى المقاتلات الروسية. أما صحيفة (سفنسكا داغبلاديث) فأشارت إلى أن سويديين يحملون الجنسية الإسرائيلية "ربما" يشاركون في العدوان على قطاع غزة إلى جانب الجنود الإسرائيليين، مضيفة أنهم قد يتابعون أمام القضاء إذا ما ثبت أن إسرائيل مذنبة بارتكاب جرائم حرب. ونقلت عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن هذه القوات تضم ما بين 15 و 20 سويديا، وأن بعضهم ربما متورط في العدوان الإسرائيلي على غزة، مشيرة إلى أن نحو 6000 أجنبي يعملون ضمن الجيش الإسرائيلي، ثلثهم من الولاياتالمتحدة وأزيد من نصفهم أوروبيون. بدورها أوردت (افتونبلاديت) أن الجيش الإسرائيلي قصف مدرسة أخرى تابعة للأمم المتحدة في رفح، مما أسفر عن مقتل 10 أشخاص على الأقل وجرح نحو ثلاثين آخرين، مضيفة أن الأمين العام الأممي، بان كي مون، أدان بشدة هذه العملية. وأضافت اليومية، في هذا الصدد، أن الأمين العام الأممي وصف قضف هذه المدرسة بالعمل "الإجرامي"، ونقلت عنه أنه ستتم محاسبة المسؤولين عن "هذا الانتهاك الصارخ للقانون الدولي والإنساني". وفي هولندا تركز اهتمام الصحف، أيضا، حول العدوان الإسرائيلي الدموي على قطاع غزة إلى جانب تحطم الطائرة الماليزية فوق أكرانيا. وكتبت د(ي فولكس كرانت) تحت عنوان "إدانة عالمية للهجوم على مدرسة الأممالمتحدة في غزة" أن زعماء عدد من الدول من بينها الولاياتالمتحدةالأمريكية والأمين العام للأمم المتحدة أدانوا قصف إسرائيل لمدرسة تابعة للأونروا في غزة مما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص. وأضافت أنها المرة الثالثة التي تتعرض فيها مدرسة تابعة للأونروا للقصف في غضون عشرة أيام، مشيرة إلى أن هذه المؤسسات تحولت إلى ملاجئ لآلاف الأشخاص الفارين من القصف الإسرائيلي. من جهتها، أوردت (إن إر سي) أن القصف الجديد لمدرسة الأونروا جاء في وقت أعلنت فيه إسرائيل بدء سحب قواتها من قطاع غزة، مشيرة إلى أن بان كي مون وصف العمل الإسرائيلي ب"فضيحة أخلاقية وعمل إجرامي وانتهاك جديد للقانون الإنساني الدولي". كما عادت الصحيفة الهولندية إلى حادث تحطم الطائرة الماليزية في أوكرانيا، مشيرة إلى أنه سيتم ترحيل جثامين ضحايا هذه الفاجعة الجوية، اليوم الاثنين، إلى هولندا التي كانت قد وصلتها عشرات الجثث في وقت سابق. وفي إيطاليا، تطرقت الصحف للفيضانات التي وقعت جراء أمطار غزيرة تهاطلت ليلة السبت الأحد على شمال شرق البلاد مخلفة أربعة قتلى وعددا من الجرحى ببلدة قريبة من تريفيزي. وكتبت (لا ريبوبليكا) أن أطنانا من الوحل وموجة بارتفاع ثلاثة أمتار بسبب الأمطار الغزيرة جرفت أربعة ضحايا شاركوا في مهرجان محلي بمدينة ريفرونطولو. وأضافت اليومية أن نهر لييزا خرج عن مجراه مخلفا، في دقائق معدودة، موتا ودمارا، وأن الناجين حكوا عن مشاهد مروعة، وقعت حوالي العاشرة والنصف مساء، مشيرة إلى أنه إضافة إلى القتلى الاربعة، تم إدخال اثنين آخرين إلى المستشفى في حالة خطيرة. أما صحيفة (المساجيرو) فأوردت تصريحات جيولوجيين تشير إلى أن هذه الظاهرة ستتكرر مستقبلا بسبب التغيرات المناخية الخطيرة التي سجلت منذ سنوات في العالم، مشددة على ضرورة "التدخل المتكرر في المناطق المعرضة للخطر لتجنب مثل هذه المآسي". وبدورها تعرضت (كورييري ديلا سيرا) للأسباب التي تؤدي إلى مثل هذه الكوارث، ودور الإنسان في وقوعها، بسبب تدميره وتخريبه للطبيعة، مبرزة أن المناطق الهيدروجيولوجية المعرضة للخطر توجد في 6633 بلدة، أي 82 بالمائة من المجموع، وتأوي خمسة ملايين نسمة.