نظّم فاعلون جمعويون مغاربة وقفة احتجاج بباب مليلية، زوال يوم أمس الجمعة، من أجل الدعوة لرحيل التواجد الإسباني عن الثغرين المحتلّين بشمال المغرب والجزر التّابعة لهما، وقد تحوّلت هذه الوقفة إلى مناسبة جدّدت خلالها التنظيمات الجمعوية المُشاركة، ضمن جلّ الحيز الزمني المخصص لها، مطالب إطلاق سراح الحقوق المُعتقل شكيب الخياري في أقرب مُناسبة.. إذ ردّدت شعارات وحُملت لافتة وّجّهت للمؤسّسة الملكية بالمغرب من أجل تلبية أماني الجمعويين برؤية شكيب الخياريّ حرّا من جديد وفي أقرب مناسبة. المحامي والحقوقي الحبيب حاجّي، منسق عمل اللجنة الوطنية للمطالبة بتحرير سبتة ومليلية والجزر التابعة لهما، وصف شكيب الخياري بالمناضل الريفي الذي بصم ساحة العمل الحقوقي بشكل مُلفت، مُعلنا عن قرب انعقاد اجتماع مُؤسس للجنة الوطنية للمطالبة بإطلاق سراح شكيب الخياري، قبل أن يُردف: "من يقف بمعبر بني انصار الحدودي مع مليلية لا يُمكن أن يغفل الدور الكبير الذي لعبه شكيب الخياري ضدّ الوجود الاستعماري الإسباني بالمنطقة.. ونستغل هذه المناسبة للمطالبة بإطلاق سراحه لكونه لم يعمل إلاّ على فضح الفساد ومُعالجة الظواهر النشاز بالريف". عبد المنعم شوقي، منسق فعاليات المجتمع المدني بشمال المغرب، أكّد في السياق ذاته بأنّ جميع الخيارات السلمية تبقى مفتوحة من أجل الضغط على الإسبان للتراجع على ثلّة من الاستفزازات المُفعّلة ضدّ المغاربة، وأنّ تفعيل ذات الخيارات السلمية وفق ما تستوجبه التطورات يتطلّب تواجد جمعويين من طينة الحقوقي شكيب الخياري الذي بصم النضال ضدّ التواجد الإسباني بسبتة ومليلية والجزر التابعة لهما بمواقفه الوطنية المتقدّمة في طروحاتها.. وهو الرأي الذي أعادت تأكيده كل من مداخلات الزاوية الوزّانية بالريف وفدرالية الجمعيات الإسلامية بإسبانيا وجمعية الريف الكبير لحقوق الإنسان و النقابة المُتوسطية للنقل والمهن وجمعية حقوق الإنسان بتطوان وجمعية مسلمي سبتة.. وهي التنظيمات التي مُثّلت ضمن الموعد الاحتجاجي من قبل أوائل مسؤوليها. ذات التحرّك الاحتجاجي عرف التأكيد على وجوب فتح إسبانيا لملف الثغرين المغربيين المُحتلّين، والجزر التّابعة لهما، وفق نوايا واضحة بإيجاد حلّ متفق عليه مع المغرب.. كما طولب من إسبانيا ومؤسساتها التدبيرية بمليلية وسبتة بتحقيق تراجع فوري عن أيّ موقف مُستفزّ لكرامة المغاربة.. هذا في الوقت الذي أطلق شوقي لفظ "مُحتشم" على احتفالات الحكومة المحلية المليلية بذكرى الاحتلال ال513، وعقّب حاجي على تصريحات زعيم الحزب الشعبي الواعد بزيارة مليلية مرّة أخرى بقوله: " سنعمل وفق ما أوتينا من طاقات كي ليُقدّم مَارْيَانُو رَاخُويْ جواز سفره لشرطي مغربي فور وطئه لتراب مليلية مُستقبلا". وضمن خطوة هي الأولي من نوعها في تاريخ معبر بني انصار الحدودي مع مليلية، عمل المُحتجّون الجمعويون القادمون من مختلف مناطق شمال المغرب على تأدية صلاة الجمعة بمحاذاة نقطة التواجد الأمني الإسباني، وهي الشعيرة التي أمّ مؤدّيها الإمام الخطيب أمين البقّالي الذي انتقل من أجل هذا الأمر من مدينة شفشاون.